يعرب مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز عن أسفه
الشديد لقيام المملكة العربية السعودية بسحب سفيرها من القاهرة على خلفية التظاهرات
التى شهدتها محيط السفارة في القاهرة للمطالبة بالإفراج عن الناشط الحقوقي أحمد
الجيزاوي، مؤكداً أن الشعب المصري الذى
عانى الظلم والقهر أيام النظام البائد، يعز عليه رؤية مصري يظلم بعد الثورة
المباركة.
ويضيف المركز أن الشعب المصري الذى قام بالثورة المباركة
للقضاء على الظلم والاستبداد، وإعادة كرامة المصريين التى ضيعها النظام السابق،
يعى أهمية العلاقات المصرية ـ السعودية، ويحرص عليها، ويسعى لتدعيمها، خاصة وأن
دور السعودية التاريخي في دعم النضال المصري المشروع ضد الكيان الصهيوني المغتصب
في حرب 73 يثمنه الشعب المصري الذى تربطه بالشعب
السعودى علاقات صداقة وإخاء، ولا يقبل بأي شئ يوتر تلك العلاقات الأخوية، وفي نفس
الوقت يرفض أن تكون السعودية من الدول التى يهان فيها المصري ويحرم فيها من أبسط
حقوقه الإنسانية والقانونية.
ويشير إلى أن السعودية تتحمل جزء مما حدث، لتباطؤها
الشديد في الكشف عن ملابسات اعتقال المواطن المصري وإعلان السبب الحقيقي وراء
الاعتقال، حتى لا يفسر ذلك ـ مثلما هو حادث الآن ـ بشكل خاطئ يزيد من توتير
العلاقات البينية بين البلدين الشقيقين.
ويضيف أنه ليس من مصلحة البلدين توتير علاقاتهما في هذا
الوقت الحساس الذى تمر به مصر، خاصة وأن مصر والسعودية هما صمام الأمان بالنسبة
للوطن العربي ضد محاولات التدخل الخارجية، التى تستهدف الاستغلال والهيمنة على
مقدرات الأمة العربية والإسلامية.
ويؤكد أن هذه الأمور ، لا يمكن أن تؤثر على عمق ومتانة
العلاقات المشتركة، خاصة وأن السعودية بالنسبة للشعب المصري دولة لها مكانة كبيرة
في القلوب والعقول، ولا يمكن أن يوجد أبداً ما يعكر صفو هذه العلاقات.
ويضيف أن الشعب المصري ـ وعلى عكس ما يقوله البعض ـ
يحترم القانون والدستور، ولا يسعى للحصول على حق أي من أبناءه بالقوة أو بالضغط،
ولكن كثرة الاشاعات والتهويل الإعلامي وقلة المعلومات الحقيقية، هو ما يدفعه
للثورة على الظلم أياً كان مصدره.
ولذلك فإن المركز يطالب النظام السعودي بضرورة التعامل
بحكمه مع هذا الملف الشائك، وأن تكون الصراحة والشفافية والقانون هو أساس التعامل
مع تلك القضية وغيرها من قضايا العمالة المصرية التى تثار من حين لآخر في المملكة
وتثير الكثير من اللغط في العلاقات المشتركة بين المملكة ومصر.
كما يطالب المركز الثوار الشرفاء بضرورة احترام القانون
والدستور في الحصول على الحقوق، حتى تظل صورة الثورة المصرية ناصعة البياض أمام
العالم اجمع، وحتى يعلم الجميع أن ما يشغل الشعب المصري ويثير اهتمامه إنما يتمثل
في الدفاع عن حقوق وحريات ابناءه ورفع الظلم عن أفراده في أي مكان بالعالم.