ستكرّم لجنة حماية الصحفيين أربعة صحفيين بارزين من البحرين وبيلاروس والمكسيك وباكستان ممن تحملوا القمع الذي استهدف الإعلام وتحدّوه، إذ ستقدم لهم الجوائز العالمية لحرية الصحافة للعام 2011، وهي تكريم سنوي للصحفيين الشجعان.
الفائزون بالجوائز لهذا العام هم منصور الجمري (صحيفة 'الوسط'، البحرين)، وناتاليا رادينا (الموقع الإلكتروني الإخباري 'كاركتار 97'، بيلاروس)، وخافيير أرتورو كارديناس (صحيفة 'ريكاردو'، المكسيك)، وعمر تشيما (صحيفة 'ذا نيوز'، باكستان). وقد تحمل هؤلاء الفائزون ملاحقات واتهامات بسبب عملهم، بما في ذلك مضايقات واعتداءات واختطاف وتعذيب ورقابة.
وقال جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، "نحن نشعر بالفخر لتكريم هؤلاء الصحفيين والذين حافظوا على صلابتهم في عملهم الصحفي في تحدٍ لأساليب الرقابة الشديدة الرامية إلى إخفاء الحقائق غير المريحة. إن هؤلاء الصحفيين، ومن خلال مقاومتهم للتهديدات والإساءات، يمنحون صوتاً للمقاومة اليومية في بلدانهم من أجل ضمان حقنا العالمي في تلقي المعلومات المستقلة والموثوقة".
وستكرم لجنة حماية الصحفيين الصحفي والمذيع التلفزيوني دان راذر بمنحه جائزة بورتون بنجامين التذكارية على إنجازاته خلال مسيرته المهنية في الدفاع عن حرية الصحافة. كما سيتسلم المحرر الصحفي إينولا فاتولاييف الجائزة التي نالها في عام 2009 بينما كان سجيناً في أذربيجان، وذلك بعد أن تم الإفراج عنه في هذا العام على أثر حملة مناصرة دولية مكثفة.
سيتم تكريم جميع الفائزين خلال حفل تقديم الجوائز السنوي الذي ستقيمه لجنة حماية الصحفيين في مدينة نيويورك في يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2011. ستكون عريفة الحفل مذيعة الأخبار في محطة 'أيه بي سي' وعضوة مجلس إدارة لجنة حماية الصحفيين، كريستيان أمانبور، وسيترأس الحفل بريان ل. روبرتس، رئيس شركة 'كومكاست كورب' الإعلامية ومديرها التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة 'إن بي سي يونيفيرسال' الإعلامية. وسيقوم بتقديم الجوائز الصحفيون آن غاريلز، وغوين آيفيل، ومحمد كريشان، وروبرت ريفارد، وديفيد رود، والمحامي البارز المتخصص بحرية التعبير جيمس س. غوديل.
الفائزون بالجوائز العالمية لحرية الصحافة للعام 2011 والتي تقدمها لجنة حماية الصحفيين:
منصور الجمري هو أحد مؤسسي صحيفة 'الوسط' ورئيس تحريرها، وهي أبرز صحيفة بحرينية مستقلة ناطقة باللغة العربية. تمكنت صحيفة 'الوسط' من اجتذاب جمهور عريض من القراء عبر تحقيقاتها الصحفية ومحتواها الذي ينبذ الطائفية، بينما ظلت تتعرض للمضايقات والضغوط السياسية. وعندما اجتاحت الثورات المنطقة، عمدت السلطات إلى إغلاق الصحيفة زاعمةً أنها كانت تنشر أخباراً كاذبة لتحريض أبناء الطائفة الشيعية على المشاركة في الاضطرابات. واستدعت السلطات منصور الجمري لمواجهة اتهامات جنائية مما دفعه للاستقاله في مواجهة الترهيب والمضايقات . وسمحت السلطات لصحيفة 'الوسط' أن تصدر من جديد تحت سيطرة الدولة، وتمت إعادة توظيف الجمري رئيساً لتحرير الصحفية من قبل مجلس إدارتها.
ناتاليا رادينا هي رئيسة تحرير الموقع الإلكتروني المعارض 'كاركتار 97' في بيلاروس، وقد اعتقلتها قوات الأمن في كانون الأول/ديسمبر 2010 على أثر احتجاجات المعارضة في مدينة مينسك التي أعقبت الانتخابات. ووجهت إليها السلطات تهمة تنظيم اضطرابات جماهيرية التي تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 15 عاماً. وقد تم الإفراج عن رادينا بينما تنظر المحكمة في قضيتها، وأجبرتها السلطات على الانتقال من مينسك إلى بلدة كوبرن حيث تم تقييد تحركاتها وأمرتها السلطات بالحضور إلى مركز الشرطة يوميا. وإذ لم تتمكن رادينا من العمل وكانت تحت تهديد الاعتقال، فرت من بيلاروس إلى روسيا حيث أمضت عدة أشهر مختفية. ثم منحتها سلطات ليتوانيا لجوءاً سياسياً حيث واصلت تحرير موقع 'كاركتار 97'.
أسس خافيير أرتورو فالديز كارديناس صحيفة 'ريكاردو ' الأسبوعية التي تغطي شؤون الجريمة والفساد في ولاية سينالوا التي تعاني من أكبر معدلات العنف من بين ولايات المكسيك. وفي أيلول/سبتمبر، قام مسلحون مجهولون بإلقاء قنبلة يدوية على مكتب الصحيفة، مما أدى إلى خسائر مادية جسيمة، ولم يصب أي من العاملين بجراح. وقبل بضعة أيام من هذا الاعتداء، كانت الصحيفة قد نشرت سلسلة من المقالات حول تهريب المخدرات تحت عنوان "قاتل محترف: اعترافات محترف اغتيالات في مدينة سيوداد هواريز". وجرى تحقيق بشأن هذا الاعتداء ولكنه لم يصل إلى أية نتيجة. وتشيع في المكسيك الرقابة الذاتية على نطاق واسع بسبب العنف الذي ترتكبه عصابات المجرمين ومهربو المخدرات، ومع ذلك ظل خافيير كارديناس يغطي هذه القضايا الحساسة.
عمر تشيما هو مراسل صحفي للصحيفة اليومية الباكستانية 'ذا نيوز'، وما انفك يغطي قضايا السياسة والأمن القومي والفساد بعد تعرضه للاختطاف والتعذيب في أيلول/سبتمبر 2010. وقد تحدث عمر تشيما بشأن اختطافه فور الإفراج عنه، وظل يتعرض لمضايقات وتهديدات منذ ذلك الوقت. ولم تحاكم السلطات مرتكبي الاختطاف وظلت هذه القضية دون حل، مما ينسجم مع سجل باكستان الذي يتسم بالإفلات شبه الكامل من العقاب في مئات القضايا التي تضمنت التهديد والاختطاف والقتل ضد الصحفيين.
جائزة بورتون بنجامين التذكارية
تمتد مسيرة دان راذر المهنية المتميزة على مدار 60 عاماً كمحقق صحفي ومراسل تلفزيوني ومذيع غطى مواضيع من جميع أنحاء العالم. أمضى في محطة 'سي بي أس نيوز' الإخبارية مدة 44 عاماً، حيث عمل لمدة 24 عاماً مذيعاً ومدير تحرير لبرنامج "أخبار المساء في سي بي أس" مما يمثل رقما قياسياً، وعمل مراسلاً صحفياً لبرنامج "60 دقيقة"، والذي كان محور العديد من التقارير حول حرية الصحافة . وفي عام 2006، أسس دان راذر شركة 'نيوز آند غوتس' وأصبح مذيعاً ومدير تحرير لبرنامج "تقارير دان راذر" الذي يبث على محطة 'إتش دي نيت'، وهو برنامج متخصص في التحقيقات الصحفية والتغطية الدولية للأخبار. نال راذر تقريباً جميع الجوائز والتكريم في مجال البث الصحفي، بما في ذلك عدد كبير من جوائز 'إيمي' و 'بيبودي' إضافة إلى إشادات من منظمات نقدية وأكاديمية ومهنية وخيرية. وبوصفه أحد الداعمين الأصليين للجنة حماية الصحفيين، كان راذر أحد أوائل الأصوات البارزة التي دعمت اللجنة مما نهض بانتشارها ومصداقيتها. وبوصفه أحد أبطال صحافة الرصد والمراقبة، فقد عمل على تشجيع التغطية الصحفية المستقلة والدفاع عنها وظل يحض المؤسسات الأخبارية أن تدعم الصحفيين في سعيهم للكشف عن الحقائق. وظل راذر عضوا في مجلس إدارة لجنة حماية الصحفيين مدة طويلة، ويواصل خدمة اللجنة كعضو في المجلس الاستشاري للجنة