القذافي يؤكد استحالة إزاحة حكمه.. والثوار يسقطون مطار سبها

مع صبيحة كل يوم تشرق شمسه على صحارى ليبيا المترامية الأطراف، التى تشهد معارك ضارية بين الثوار وفلول كتائب القذافى.. ومع استمرار اختفاء العقيد الهارب الذى صار لغزا، تعذّر على ثعالب الصحراء والقادة المخضرمين فك غموضه، يدرك الثوار أن المهمة التى أخذوها على عاتقهم ليست سهلة على الإطلاق، وأن الطاغية الهارب أكثر مكرا مما ظنوا.

القذافى «الغائب عن الوعى» فى ما يبدو لا يدرك ما يحدث حوله إذ خرج مجددا، أمس، ليعلن -فى رسالة مسجلة بثتها قناة «الرأى» التليفزيونية- أن نظام الحكم الذى أسسه يستند إلى الإرادة الشعبية ولا يمكن إزاحته، مضيفا أن «طائرات حلف شمال الأطلسى فى ليبيا لن تدوم».

«الضربات التى لا تقصم ظهرك.. تقويك». مقولة لشيخ الشهداء عمر المختار، ليس بأفضل منها لتعبر عن حال الكر والفر الباديين فى صفوف الثوار، الذين أعلنوا سيطرتهم على مطار سبها وحصن بها، ورفعوا أعلام الاستقلال على المواقع التى حرروها، حسبما أكد العقيد أحمد بانى المتحدث العسكرى باسم المجلس الوطنى الانتقالى.

ثمة تقدم جديد فى إطار تطهير ليبيا من قادة الطاغية الهارب بإعلان الثوار إلقاء القبض على العميد بلقاسم الأبعج رئيس جهاز مخابرات القذافى بالكفرة، المتهم بارتكاب جرائم فى الكفرة ومحاولة تخريب حقول النفط فى الجنوب، أيضا أسر الثوار 17 من مقاتلى الكتائب، معظمهم من السودان وتشاد والنيجر، أكدوا بدورهم أن عبد الله السنوسى رئيس الاستخبارات الهارب، هو من يقود الكتائب.

وجنوبى ليبيا يتريث الثوار فى استخدام السلاح الثقيل، خوفا على المدنيين، رغم المقاومة الشرسة للكتائب فى مدينتى سرت التى سيطر الثوار على مداخلها الشرقية والجنوبية والغربية، وبنى وليد، حيث تحدث عبد الله كنشيل المفاوض والقيادى الميدانى، بأن سيف الإسلام القذافى شوهد فيها، مؤكدا وجود والده معه بنسبة 70%، بينما تجرى اتصالات لتأمين خروج نحو 50 ألفا من سكانها.