200 مليار دولار لإعادة إعمار ليبيا والشركات الأوروبية تتنافس للفوز بها

بالضبط كما حدث فى العراق تغيرت أهداف الناتو المعلنة فى ليبيا من حماية المدنيين إلى إسقاط النظام ثم البحث عن القذافى، بينما قالت صحيفة «التايمز» الإنجليزية إن بقاء حلف شمال الأطلسى فى مواقعه هو تأمين للغرب ولييبا لتفادى فخ نشوة النصر الذى وقع فيه الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن عندما أعلن فى مايو 2003 أن «المهمة انتهت» بعد إسقاط صدام حسين، وهو ما لم يحدث حتى الآن، فلم يحظَ العراق بالاستقرار ومن ثم يجب الاستمرار، كما تقول الصحيفة، لتفادى أخطاء الماضى وتأمين مستقبل الليبيين.

قد يكون هذا الهدف هو الظاهر، ولكن باطن زيارة رئيس الوزراء البريطانى كاميرون والرئيس الفرنسى ساركوزى لليبيا مؤخرا ربما يعكس حرص البلدين على حجز مواقع متقدمة لبلديهما فى طابور المستفيدين من «ليبيا ما بعد القذافى» وتأكيد تحصيل فاتورة عملية خلع العقيد التى طال أمدها، عبر أنهار البترول الليبى التى يتوقع أن تفيض لبنا وعسلا فى بلاد الفرنسيين والإنجليز.. الجائزة الكبرى فى ليبيا لها جانب آخر غير الوجه البترولى، فكبرى الشركات الأوروبية تتسابق من الآن للفوز بعمليات إعادة الإعمار فى البلاد التى دمرها القذافى وقصف الناتو والتى يقدر المجلس الانتقالى تكاليفها بـ200 مليار دولار، وكما فاز الأمريكان بعقود إعادة إعمار العراق تنتظر أوروبا تحصيل حقها فى بناء ليبيا الجديدة، كما أن الثوار من جانبهم لم يقصروا فى «الواجب»، فقال رئيس المجلس الانتقالى مصطفى عبد الجليل إن الأولوية فى أى صفقات مستقبلية ستكون للذين دعموا الثوار فى حربهم ضد كتائب القذافى، ولكن ضمن إطار عمل شفاف!