تعرب الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير- مجموعة مراقبة
حالة حرية التعبير في تونس، وهي ائتلاف من 21 منظمة أعضاء في الشبكة
(آيفكس)، عن قلقها إزاء الهجمات الأخيرة في تونس على حرية التعبير، وبخاصة
ضد التعبير الفني، باسم الدين.
يوم 10 يونيو\ حزيران 2012، جال
ثلاثة اسلاميين متشددين (يقال أنهم رجلان وامرأة)، برفقة عدل تنفيدي ومحام،
في معرض "قصر العبدلية"، معرض فني يقام في تونس وهو جزء من معرض "ربيع
الفنون" للفن المعاصر. وطالبت الجماعة المنظمين بإنزال اثنين من الأعمال
الفنية التي ادعت أنها كانت مسيئة للإسلام.
وعندما رفض المنظمون
طلبهم، عاد الإسلاميون في وقت لاحق من تلك الليلة بعد انضمام عدد أكبر من
مناصريهم واقتحموا المعرض عبر الجدران الخلفية.
في 12
يونيو/حزيران، قررت وزارة الثقافة التونسية إغلاق المعرض مؤقتاً، بعد ردود
الفعل العنيفة في العديد من المدن التونسية، بما في ذلك العاصمة تونس.
وادّعت حركة النهضة وهي الحزب الحاكم أن بعض الأعمال الفنية كانت استفزازية
وأنها انتهكت "مبادئ الإسلام ومقدسات الشعب التونسي".
علاوة على
ذلك، أعلن وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك، أن بعض الأعمال الفنية التي
عرضت في معرض "ربيع الفنون" كانت في واقع الأمر انتهاكا للمقدسات
الإسلامية، وقد رفض الفنانون هذا الاتهام. وقال الوزير أيضا أن بعض هذه
الأعمال الفنية الآن قيد التحقيق. وبعد أن كان قد اعترف بالدور الاستفزازي
للفن، صرح الوزير في صباح يوم 14 يونيو/حزيران، لإذاعة شمس إف أم أن
هناك ستة لوحات اعتبرت 'استفزازية' وتمت مصادرتها.
وفي مؤتمر
صحفي عُقد في 12 يونيو/حزيران، أعلن الوزير أنه من المرجح أن تتقدم الحكومة
بمشروع قانون إلى "المجلس الوطني التأسيسي" يسمح بتوجيه اتهامات جنائية ضد
أي شخص يسيء إلى "المقدسات". ويقول أعضاء آيفكس- مجموعة مراقبة حالة حرية
التعبير في تونس أن " قوانين التكفير تعتبر انتهاكا واضحا لحرية التعبير
وسوف تشكل نكسة خطيرة لحقوق الإنسان في تونس".
وفي حادثة سابقة،
في 27 مايو/أيار، هاجمت جماعات سلفية الكاتب المسرحي رجب المقري في مدينة
الكاف. ولقد تعرض لإصابات خطيرة بعد أن ضرب ضربا مبرحا على رأسه وصدره. ولا
يزال يتلقى العلاج في أحد مصحات تونس.
وتبعا لهذا، فإن آيفكس-
مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس، تدين بشدة الاستخدام المتزايد
للعنف ضد الفنانين والكتّاب من قبل الجماعات المتشددة. و تعبر آيفكس عن
قلقها الشديد خاصة إزاء إغلاق معرض "ربيع الفنون" من قبل وزارة الثقافة،
بدلاً من ضمان بيئة آمنة يتمكن فيها الفنانون من العمل بحرية، دون تهديد أو
رقابة.
ويشعر أعضاء آيفكس بقلق اضافي إزاء استمرار احتجاز المدون
التونسي، جابر بن عبد الله الماجري، الذي حكم عليه بالسجن لمدة سبعة سنوات
ونصف بسبب نشر كتابات أُدعي أنها مسيئة للإسلام. ولقد عقدت جلسة استئناف
الماجري في 24 مايو/ إيار وتم تأجيلها. ووفقا لمحاميته، لم يتم تعيين موعد
جديد حتى الآن. وتدعو آيفكس-مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس إلى
الإفراج عنه فورا.
وتقول فيرجيني جوان، رئيسة مجموعة آيفكس- مراقبة
حالة حرية التعبير في تونس أنه "من المثير للقلق أن هؤلاء الذين أعطيوا
الثقة من أجل الترويج والدفاع عن حرية التعبير في تونس يقفون بجانب ما
تمليه الجماعات المتطرفة التي تلجأ إلى العنف والتدمير من أجل فرض وجهات
نظرهم. تدعو آيفكس-مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس الحكومة إلى
اتخاذ خطوات قوية من أجل حماية الحق في حرية التعبير، وبذلك يمكن للمواطنين
التمتع بهذا الحق الأساسي دون الخوف من الانتقام" .