بركات الضمرانى مشرف
الاوسمة : عدد المساهمات : 1142 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 22/02/2011
| موضوع: لانريد رئيسا جدليا ولكن نريد رئيسا عبقريا الخميس يونيو 14, 2012 1:46 pm | |
| لانريد رئيسا جدليا ولكن نريد رئيسا عبقريا
الدكتور عادل عامر ثمة تداخل بين السياسي والفكري، يتحكم كثيراً بطبيعة العلاقة بينهما، وهو استناد كل منهما إلى إيديولوجيا محركة مضمرة في ثنايا الممارسة، سواء كانت معلنة أو غير معلنة، ولذلك ما من سياسة دون أيديولوجية فكرية تخط لها المسارات، وما من فكر لا يرمي ممارسة سياسية مؤدلجة. ولذلك لا مجال للفصل بينهما، فهما متداخلان وإن اختلفت الأدوات، وهما في حالة شبيهة بالمواجهة إن لم يكونا في حالة مواجهة تماماً، ونمط التبادل والتواصل بينهما يعطي التركيبة الاجتماعية السمة التي تمتاز بها سواء أكانت هذه التركيبة على صعيد قبيلة أو دولة أو غير ذلك، وللممارسة السياسية التي تعمل في ظل فكر ما وضمن إطاره، صفات قريبة من الفكر الذي ينمو تحت رعاية ممارسة سياسية، وإن كان الأول أقرب إلى الحزم، والثاني أميل لليونة، فكلاهما يعاني مشكلة الظل، حيث يجثم عليه، ويؤطره ويحدد له المسار أو الفضاء الذي يحلق فيه. وجدلية السياسي والفكري تختلف من منظومة اجتماعية إلى منظومة أخرى، ففي حين نجد أن العلاقة بينهما تكون شفافة إلى حد ما في نظام اجتماعي ما، نجد أن العلاقة تكون غامضة ومعتمة في نظام آخر، ولكن شفافية العلاقة لا تنبئ عن وضع حقيقي دائماً كما إن العلاقة الغامضة لا تخفي الكثير من سماتها وإن كانت من المسكوت عنه. ولسنا في صدد بيان الشكل الأمثل للعلاقة بينهما، فلكل ظرف ومعرفة وحالة ما يناسبها من تصورات متعددة، وبآن واحد. ولكن دراسة العلاقة تبين السبل الأفضل للعلاقة، أو تمهد لعلاقة أرقى وأنفع، وخاصة في المجتمع الذي يرمي تحقيق حضور غني ومؤثر في حاضره أو مستقبله. المواجهة بين السياسي والفكري وخاصة في إطار الدولة الحديثة بات مطلباً ملحاً لكل منهما، فالسياسي يفترض فيه التعامل مع البعد الواقعي للقضايا الأساسية للمجتمع، والفكري يفترض فيه التمتع بنظرة ثاقبة تستشرف الآفاق المحتملة والممكنة، وبشكل آخر فإن السياسي يرسم المسارات بينما الفكري يطرح الأهداف القريبة والبعيدة، فالثقافة مثلاً تتطلب من السياسي تهيئة الوسائل وتأمين الإمكانات والأطر، بينما تتطلب من الفكري رسم الأهداف وتحريك التيارات بحيث تتواصل وتتبادل وتغتني يبعضها بعضاً. أصبح سباق الرئاسة المصرية ينحصر بين مرشحين إسلاميين أو من أنصار الدولة المدنية يحظون بالقبول بعد استبعاد الشخصيات الأكثر إثارة للجدل ان “ترشيح عمر سليمان كان يصطدم بمعارضة الثوار والإسلاميين بينما أزعج ترشيح الشاطر جزءا كبيرا من الناخبين”. اما السلفي أبو إسماعيل “فأثار الكثير من الحماس لدى البعض ولكنه ولد مخاوف كذلك لدى قطاع كبير من الرأي العام”، ان استبعاد هؤلاء المرشحين “يمكن ان يعيد الهدوء في البلاد ما يتيح الحفاظ على الثورة ووضع الدستور وانتخاب رئيس وعودة الجيش (الذي يتولى الحكم منذ إسقاط مبارك في فبراير 2011) إلى ثكناته”. ان استبعاد المرشحين الثلاثة سيكون لصالح شخصيات اقل إثارة للجدل وخصوصا الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى والإسلامي المعتدل عبد المنعم أبو الفتوح. وكان موسى وزيرا لخارجية حسني مبارك طوال عقد التسعينات إلا انه حرص على إبداء تفهمه لثورات “الربيع العربي”، ويمكنه ان يحصل على الأصوات التي كانت ستذهب لعمر سليمان. وسيستفيد أبو الفتوح، وهو قيادي سابق في الإخوان المسلمين طرد من الجماعة العام الماضي بعد ان قرر خوض انتخابات الرئاسة بالمخالفة لقرارها انذاك، من استبعاد المرشحين الإسلاميين خيرت الشاطر وأبو إسماعيل. ويوصف أبو الفتوح بأنه معتدل ويحظى بتأييد العديد من شباب جماعة الإخوان المختلفين مع الخط المحافظ لقيادتها كما انه يتمتع بسمعة طيبة لدى الحركات التي انبثقت عن الثورة. ويمكن ان يحصل محمد مرسي “المرشح الاحتياطي” لجماعة الإخوان على جزء من أصوات الإسلاميين غير انه قد يصعب عليه المنافسة بقوة نظرا لافتقاده الكاريزما. ويعتقد البعض ان مفاجآت قد تقع خلال الأسابيع الخمسة المتبقية على الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 23 و24 مايو المقبل على ان يتم تنظيم جولة الإعادة إذا اقتضى الأمر في 16 و17 يونيو. ان “الخارطة الانتخابية لاتزال غير واضحة بالقدر الكافي”. وتابع “كثير من الأمور يتوقف على التعليمات التي سيعطيها السلفيون لناخبيهم” بعد استبعاد مرشحهم، إلى أنهم فازوا بـ20% من مقاعد مجلس الشعب. ان “السؤال هو: هل سيعمل أنصار أبو إسماعيل على إثارة الفوضى، أم أنهم سيمنحون أصواتهم لمرشح أخر”. نجح فى فهم واستغلال الضعف الإنساني للنخبة المثقفة المصرية وهو ما لم يحققه كل من عبد الناصر والسادات اللذين كانا أكثر التصاقا بالمثقفين ولكن أقل فهما لهم. كل هذا نجح الرئيس فى تحقيقه، ولكن يا ليته مثلا نجح فى إصلاح التعليم أو حتى إعادته إلى ما كان عليه فى الخمسينيات والستينيات، نعم قام الرئيس بتطوير البنية الأساسية ولكن هل تطور الإنسان الذى يستخدمها ثقافيا وصحيا ونفسيا؟ نعم لا توجد لدينا اضطرابات أمنية حادة كالتي تشهدها دول أخرى، لكن ألا يريد أحد أن يتنبه إلى أن السياسات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التى يمارسها هذا العهد تؤدى إلى نحر متواصل فى بنيان المجتمع لا يعلم إلا الله كيف ستكون نتائجه؟لا تستطيع وأنت تشهد بواكير الوعي الاجتماعي تتجلى في تلك الاجتماعات والحفلات إلا أن تتساءل: لماذا لا تستقيم أمورنا الداخلية حتى اليوم؟ أهو إعراض من الأمة أم تقصير من القادة؟ أما هذه الأمة فالله يعلم وقادتها يشهدون أنها ما قصرت في بذلٍ، ولا ونت عن مساعدة، ولا تلكأت عن تضحية، ولا أصمّت آذانها عن نداء، أفرأيت لو أن قادتها الذين قادوها في ميادين النضال السلبي أرادوا أن يقودوها إلى معركة الإصلاح الإيجابي، أكانت تعرض عنهم وتتخلف؟ أوَمِنَ المعقول أن تجيبهم في الحرب ولا تجيبهم في السلم، وأن تمشي وراءهم في الموت، ولا تسير معهم للحياة، وأن ترضى بالخراب والدمار والمنافي والسجون ثم لا ترضى بالبناء والاطمئنان، والإصلاح والعمران.لا! ليست العلة من هذه الأمة ومن اتهمها بذلك فقد جحد فضلها، أو جهل حقيقتها، ولكنما العلة من هؤلاء القادة؛ لم يكادوا ينتهون من النصر حتى ركنوا إلى اللذة والنوم، فمن طالبهم بالعمل أنكروا قصده، ومن ناقشهم الحساب أحالوه إلى الماضي، ومن رغب منهم الجد والاستقامة رموه بالبله والجمود!. ومن عجبٍ أنهم وقد نسوا هذه الأمة في وقت الظفر فلم يذكروا إلا لهوهم ومنفعتهم ونيابتهم وضمان مصالحهم، ما يزالون حتى الآن يمنون بأنهم لها يعملون، وفي سبيلها يسهرون، ولسعادتها يحكمون!.. والأمة تستمع إليها في هذه الدعاوى فيذهلها البهتان، وتؤلمها المراوغة ويحز في نفوسها تنكب السبيل! أمن أجل الأمة هذه المؤامرات لا المؤتمرات؟! ومن أجلها تلك الحفلات والرحلات؟ أو من أجلها تلك الأندية والمقامر والليالي الساهرات؟ ومن أجلها تلك القوانين التي تداس والدستور الذي ينتهك، والرشوات التي يغضى عنها، والمحسوبيات التي تقرب الأغنياء وتبعد الأكفاء، وتعطي الأشرار وتحرم الأخيار، وترفع الخونة وتنسى المخلصين؟!.مسكينة هذه الأمة! عليها الغرم في أموالها وديارها وراحتها وثقافتها وعقيدتها، ولبعض الناس الغنم من أموال الدولة وجاهها ونفوذها وكبريائها.. ولهم السلطة المطلقة في أن يفسدوا ما شاءوا من عقيدتها وثقافتها وأخلاقها وتقاليدها! | |
|