مسئول بريطانى: لندن لا تحاول سرقة الثورة المصرية بفرض رؤيتها

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011 -
قال عرفان صديق رئيس قسم الشراكة العربية بالخارجية البريطانية، إن بريطانيا لا تحاول سرقة الثورة المصرية أو فرض أى شىء، مؤكدا على أن ملكية هذه العملية تعود للمصريين، والنجاح مصرى، والفوائد ستعود على المصريين.

وأشار صديق إلى أنه لا يوجد أى تفضيلات للعمل مع حزب سياسى بعينه فى مصر، و"ليس لدينا أى مشكلة مع حزب ما لمجرد أنهم إسلاميون، فلا يوجد تناقض بين الديمقراطية والأحزاب الإسلامية كما نرى".

وأوضح صديق خلال لقائه بعدد من المحررين الدبلوماسيين فى السفارة البريطانية، أنه إذا كانت تلك الأحزاب ناجحة وملتزمة بالعملية الديمقراطية وبالعمل مع شركائهم فليس لدى بريطانيا أى مشاكل معهم، مؤكدا أنهم لا يتخذون أى مواقف معينة من أى حزب سياسى بعينه فى مصر، موضحا أن المشهد السياسى الآن متنوع فى مصر، وهناك الكثير من الأحزاب التى تتطور، والكثير من الآراء والأفكار، وهذا أمر صحى وجيد.

وأضاف صديق أنه فى النهاية لا يعود لبريطانيا التدخل فى اختيار المرشحين الذين تظن أنهم جيدين، وقال: "نحن نراقب ما يحدث وننتظر النتائج وسنعمل مع المجموعات الناجحة منهم".

وأشار أنهم سيعملون من خلال مؤسسات موجودة فى المملكة المتحدة، والتى تمتلك خبرات كثيرة فى بناء علاقات بين الأحزاب السياسية هناك ونواب البرلمان، وبين الأحزاب السياسية فى دول أخرى، مثل مصر، وسيتم تبادل زيارات وورش عمل، وهم يفعلون ذلك فى دول أخرى حول العالم.

وأضاف صديق، أن الأمر يتعلق أيضا بتشارك الخبرات، وليس على مستوى مؤسساتى فقط، ولكن على سبيل المثال إذا انتخبت كنائب لأول مرة ماذا تفعل؟ وكيف تتولى مسئولياتك؟ فهذه الأشياء مشتركة حول العالم كله.

وأوضح صديق، أن وزارة الخارجية البريطانية قررت نهاية العام الماضى وقبل اندلاع الثورات، أنها بحاجة إلى قسم منفصل يتعامل مع كل الدول ولا يركز فقط على العلاقات الثنائية، لكن على المجالات التعاون الاستراتيجى، وأوضح هذا القسم يركز على كون غياب التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبشرية فى الدول التى نعمل معها كان سببا فى عدم الاستقرار، الذى يعوق تطور العلاقات بصورة أكثر فعالية ويدعم الاستقرار بعيد المدى، ويعمل البرنامج مع 5 دول هى مصر وتونس والأردن والمغرب والجزائر.

وحول ما إذا كانت هناك مشروعات تتعلق بالعملية الانتخابية ومراقبتها قال صديق، إن هذا المجال هام جدا، وأن المبادرة تحاول بحث ما يمكن تقديمه، حيث يتوقف هذا على ما تقرر السلطات المصرية إنها ستسمح به أو تقبله، "ولكننا مهتمون بهذا الأمر إذا أرادت السلطات المصرية الدعم"، مشيرا إلى أنه حاليا هناك فقط مشاريع تحاول خلق المناخ المناسب لبدء حوار ومناظرات بشأن المواضيع الخاصة بالانتخابات.

وأوضح أن هناك برامج محددة تركز على سبيل المثال على دعم المجموعات التى تواجه مصاعب فى توصيل صوتها، مثل الشباب والسيدات الذين يرغبون فى المشاركة فى الانتخابات وتقديم لهم بعض الدعم فى هذا السبيل، لكنه ليس تدريب رسمى على مراقبة الانتخابات، ليس الآن على الأقل، سننتظر إذا كان هناك طلب على دعم فى هذا المجال، مشيرا إلى أنه من الجيد أن يكون هناك وضوح حول ما ستكون عليه العملية السياسية، وحتى هذه اللحظة لم يعلم أحد اللحظة التى سيتم فيها كتابة الدستور أو متى سيتم انتخاب الرئيس، "هناك الكثير من الارتباك ، لذلك فيما يتعلق بإدارة العملية السياسية أعتقد أنه سيكون من الجيد أن تشهد وضوحا أكبر، لأنها ستجعل الجميع واثقا، ستعطى الفاعلون السياسيون ثقة، وستعطى السوق ومجتمع الأعمال ثقة".

وأضاف صديق، أن هذا التعاون لا يتعلق بفرض شىء ما، أو فرض أفكار معينة أو الالتفاف حول الحكومة، "ما نفعله هو شراكة تضم مشاورات كثيرة وشفافية مع السلطات فلا يوجد ما نخفيه".