آلاف السوريين يطالبون برحيل الأسد.. وبان كى مون يدعو إلى موقف دولى موحد ضده

السوريون ماضون حتى إسقاط النظام

ماضون حتى إسقاط النظام، بصدورهم العارية، وإصرارهم الذى يحسدون عليه، على الحفاظ على سلمية ثورتهم فى مواجهة آلة القتل الأسدية، التى لا قلب لها، ولا عقل أيضا على ما يبدو.. أحرار سوريا الذين خرجوا فى مظاهرات أمس، فى عدة مدن سورية فى جمعة، اختاروا لها عنوان «ماضون حتى إسقاط النظام»، ليعبر عن خيار بات محسوما بالنسبة إليهم رغم فداحة الثمن.
وبالتزامن مع المظاهرات، يواصل جيش الأسد وقواته الأمنية عملياته العسكرية، فى حمص، وفى إدلب، وريف دمشق، تنوعت فيها أساليب القمع ما بين إطلاق الرصاص على المتظاهرين، وأعمال تعذيب بشعة بحق مدنيين عزل، إلى قطع الاتصالات الأرضية والخلوية والإنترنت بشكل كامل، إلى حملات المداهمات التى يرافقها إطلاق نار كثيف.
الحمير هى الأخرى لم تسلم من دموية الأسد، فقد نشر ناشطون على الإنترنت صورا لجنود سوريين يطلقون النار على مجموعة من الحمير، فى عقاب جماعى لأبناء الريف الثائرين على النظام.
لكن المعارضة السورية خطت خطوة مهمة الخميس الماضى، نحو بناء جبهة موحدة فى مواجهة الأسد، حيث قدم معارضون سوريون فى إسطنبول تشكيلة «المجلس الوطنى»، الذى يضم 140 عضوا، ويهدف إلى تنسيق تحركهم ضد النظام السورى.
مؤسسو هذا الكيان الجديد أعلنوا أسماء 72 عضوا فقط، وفضلوا عدم الكشف عن بقية الأسماء لأسباب أمنية، وعبروا عن توحدهم على 3 مبادئ، هى: مواصلة النضال إلى حين سقوط النظام، واللجوء إلى وسائل سلمية، والحفاظ على سلامة أراضى سوريا.
الولايات المتحدة رحبت بتشكيل المجلس، رغم اعترافها بصعوبة مهمة المعارضة فى تنظيم نفسها سياسيا، ووضع برنامج وإعلانه، فى الوقت الذى يتعرض فيه أعضاؤها وقادتها للمطاردة والقتل.
وبات هناك شبه إجماع دولى على أن الأسد رجل لا يمكن الوثوق به، إذ دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، أول من أمس الخميس، إلى القيام بعمل دولى «موحد» ضد النظام السورى.
كى مون قال فى مؤتمر صحفى بنيويورك إن «الكيل قد طفح» من الأسد، لأنه لا يفى بوعوده، مشددا على ضرورة القيام بعمل، بعدما تجاهل الأسد «الدعوات الملحة» من الجامعة العربية، وغيرها من المنظمات الدولية، كما دعا البرلمان الأوروبى الأسد إلى التنحى عن الحكم فورا، معتبرا أن النظام فقد شرعيته، وأدان النواب الأوروبيون التصعيد فى استعمال القوة ضد المتظاهرين المسالمين والمطاردات العنيفة والمنهجية بحق الناشطين والصحفيين.