منتديات 25 يناير2011
منتديات 25 يناير 2011
منتديات 25 يناير2011
منتديات 25 يناير 2011
منتديات 25 يناير2011
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات 25 يناير2011

هو عباره عن منتدى اراء ومشاورات بما يخص احداث الثوره والتغيرات التى تحدث فى مصر والمشاكل التى تحدث فيها ومتطلبات الشباب *منتدى الثوره دعوه الى الحريه والديمقراطيه واللجوء الى اراء الشعب نحو مستقبلنا افضل.....
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» حماية» يطالب «الأطباء» بالتحقيق فى إصابة 3 أشخاص بالعمى
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 12, 2013 6:02 pm من طرف بركات الضمرانى

» حقوقى" بقنا يكشف عن قرار "التضامن" باسترداد معاش معاقين بأثر رجعى
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 12, 2013 6:01 pm من طرف بركات الضمرانى

» هدايا بجد من موقع hao123
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 28, 2013 10:16 pm من طرف dada_explood

» هدايا بجد من موقع hao123
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 28, 2013 10:15 pm من طرف dada_explood

» تعرف علي ماهية التسوق الالكتروني من الالف الي الياء
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 21, 2013 4:23 am من طرف dada_explood

» حركة شباب ثورة التتغيير
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_icon_minitimeالأحد يونيو 16, 2013 7:14 pm من طرف حركة التغيير

» عتزار عن غيابى هذه الفتره
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 12, 2013 7:24 pm من طرف محمودالجندى

» محمد مرسى يطالب الشعب بالثورة ضد الاخوان المسلمين
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 30, 2012 3:31 pm من طرف دعوة للحياة

» محمد مرسى يطالب الشعب بالثورة ضد الاخوان المسلمين
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 30, 2012 3:30 pm من طرف دعوة للحياة

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
بركات الضمرانى
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_rcap كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_voting_bar كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_lcap 
Egy 25
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_rcap كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_voting_bar كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_lcap 
سليم ابو الليل
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_rcap كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_voting_bar كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_lcap 
Admin
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_rcap كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_voting_bar كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_lcap 
عصفوره
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_rcap كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_voting_bar كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_lcap 
سامية خربوش
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_rcap كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_voting_bar كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_lcap 
سيد ابوحفيظه
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_rcap كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_voting_bar كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_lcap 
وطنى
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_rcap كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_voting_bar كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_lcap 
المحرر
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_rcap كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_voting_bar كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_lcap 
كتكوت
 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_rcap كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_voting_bar كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_vote_lcap 

 

  كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
موسى الزليتنى
عضو مالكى
عضو مالكى



الجنس : ذكر
الدولة : مصر
عدد المساهمات : 172
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  Empty
مُساهمةموضوع: كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح     كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 23, 2011 8:13 pm


يمكن تحميل الكتاب بي دي اف من : هـــنــا


المقدمة




2الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبع


حيث تتلاطم الأفكار والمعتقدات على شبكة الانترنت وحيث تعلو الأصوات بكل صراحة لتعبر عن نفسها وعن معتقدها بلا تحفظ أو خجل , وحيث تجتمع قوى الباطل فيما بينها بلا اتفاق لمواجهة الحق , فنجد في مواقع الإلحاد مقالات نصرانية وفي المواقع النصرانية مقالات لمنكري السنة و في مواقع التبشير مقالات شيعية تطعن في الصحابة أو في أمهات المؤمنين !!, وبالرغم من إتحاد قوى الظلام أمام نور الإسلام, لا يزال الحق يعلو ويظهر ولا تزال قوى الباطل تنهار وتزهق , ولا تزال قذائف الحق تنهار على ما عداها في ثبات وانتظام , ولا يزال جند الله يبذل ما يستطيع للذب عن الإسلام على قدر استطاعته ولرفع راية الحق بما أوتي من علم .
لذا بدأت مستعينا" بالله تعالى بجمع أهم محاور الخلاف بين الإسلام والنصرانية, وأهم نقاط الجدال والحوار بينهما.

وأبسط ما يقال عن هذا البحث أنه ترتيب وتجميع ما سبق من جهد العلماء الأفاضل , وتوثيق بعض المعلومات من الموسوعة البريطانية والمراجع النصرانية , فلا فضل لي في الكتاب وإنما الفضل لله تعالى , ثم لكل من قرأت له وتعلمت منه ممن ذكرتهم بقائمة المراجع في نهاية الكتاب , أو من العديد من الأخوة الذين لا أعلمهم وكان لي شرف قراءة ما كتبوه .

هذا الكتاب هو في الحقيقة موجه لكل من يبحث عن الحقيقة متجردا" من أي عصبية أو أحكام مسبقة , فأرجو أن يتحرر القارئ من كل قيد قبل القراءة ويدع العقل والمنطق يحكمان على الأدلة والنقاط التي تم عرضها في هذا الكتاب.

لقد بدأت في هذا الكتاب بالفصل الذي يتحدث عن النصرانية وذلك من باب التسلسل الزمني لنزول الرسالات , ثم أتبعته بفصل التعريف بالإسلام . ويعتبر كلا" من الفصلين الأول والثاني مدخلا" للتعريف بالاعتقاد الإسلامي والمسيحي.

ولقد استخدمت المصطلح الشائع عن النصرانية وهو "المسيحية" باعتبار شيوعه في هذا الزمان ولاختصاصه بالقائلين بإلوهية المسيح عليه السلام , كذلك استخدمت لقب الكتاب المقدس للدلالة على كتابتهم من واقع شيوع التسمية بهذا الاسم .

أرجو من الله تعالى أن ينفع بالكتاب , والحمد لله رب العالمين.

الفصل الأول : وجهة النظر المسيحية:
خلق الله آدم وحواء ووضعهما في الجنة، وأعطاهما الحرية للاختيار بين الصواب والخطأ، فاختارا الخطأ وهو ارتكاب الخطيئة.

فخطيئة آدم وحواء أدت إلي طردهما من الجنّة بالإضافة إلى معاناة تأثير الموت كنتيجة لخطئهما، وورثت الطبيعة البشرية طبيعة فاسدة جرَاء هذه الخطيئة.

والله في المسيحية هو إله واحد وحيد في كل الوجود، خلق الكون و الأرض، وخلق آدم وحواء.
والله في المسيحية ثلاثة أقانيم Sadآب ، ابن، روح قدس)، وكلمة "أقنوم" تعني:خاصية أو شخصًا، ولذلك فالله في المسيحية هو واحد في ثالوث، ويسوع المسيح هو الأقنوم الثاني من الثالوث.
وتجلت رحمة الله بأن سمح بمجيء المُخلص ليفتدي البشرية من العقوبة الشديدة وهى الموت، (الموت عندهم هو الخروج من رحمة الله )؛ وذلك نتيجة لعصيان آدم وحواء لله بالأكل من الشجرة ، فجاء المسيح المُخلص ليُِخلص البشرية من حكم الموت الأبدي ، وقام المسيح من الموت بكامل قدرته بعدما مات على الصليب .


والمسيح هو الأقنوم الثاني ( الابن ) الذي تجسد أي ( أخذ جسد إنسان ) وفي تجسده هذا لم يفارق لاهوته أي (خواصه الإلهية) ناسوته أي (خواصه الجسدية) لحظة واحدة ، فلهذا هو مستحقّ للعبادة والصلاة .

قوانين الإيمان :
قوانين الإيمان هي التي تبين أصول الاعتقاد المسيحي وما اتفق عليه الآباء الأوائل.


قانون الإيمان النيقاوي :

اعتمد بمجمع "نيقية" سنة 325 م .

نؤمن بإله واحد "آب" ، خالق السماء والأرض، كل ما يرى وما لا يرى ، وبربٍّ واحدٍ وهو يسوع المسيح "ابن اللـه" الوحيد ، المولود من "الآب" قبل كل الدهور، إله من إله، و نور من نور، و إله حق من إله حق ، مولودٌ غير مخلوق، مساوٍ "للآب" في الجوهر، الذي به كان كل شيء، والذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد بروح القدس من مريم العذراء ، وصار إنسانًا و صُِِلب عنا على عهد بيلاطس البنطي، تألـم ومات وقُبر، وقام في اليوم الثالث كما جاء في الكتب ، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين "الآب" وسيأتي أيضًا بمجدٍ عظيم ليدين الأحياء والأموات الذي لا فناء لملكه.

قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني :

أضيفت الفقرة التالية لقانون الإيمان النيقاوي السابق وذلك عام 381 م بمجمع القسطنطينية الأول لتؤكد ألوهية الروح القدس، وتم تغيير اسمه إلى "قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني" .

...وبالروح القدس الرب المحيي المنبثق من "الآب" و"الابن" الذي هو مع "الآب" و"الابن" يُسجد له ويُمجد، الناطق بالأنبياء، وبكنيسة واحدة جامعة مقدّسة رسولية، ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا، وننتظر قيامة الأموات والحياة في الدهر الآتي.

ملخص الاعتقاد المسيحي :
يتلخص الاعتقاد المسيحي في أن آدم عليه السلام أخطأ فطرده الله من الرحمة ( حكم عليه بالموت )، وأصبحت البشرية كلها ملوثة بالخطيئة التي اقترفها آدم بأكله من الشجرة .
ومن رحمة الله أنه أرسل ابنه الوحيد ليقٌتل على الصليب ليفتدي البشر ويزيل عنها خطيئة آدم ،
وتجسد الابن في رحم مريم العذراء وتمت ولادته مرة ثانية .
ولد أولاً من الله قبل كل الخلائق حسب قانون الإيمان ولادة غير جسدية ، وولد ثانياً من مريم العذراء التي ولدته إلها وإنسانا وتم اعتبار السيدة مريم"أم الإله" .
وطهر "الروح القدس" مريم من الخطيئة قبل الولادة حتى يكون المولود بدمٍ صافٍ نقيّ طاهر فيكون خير ما يقدم كفداء للبشرية .


أسس العقيدة النصرانية :
1- الخطيئة الأصلية (خطيئة آدم) ومبدأ توارث الخطيئة .


2- الله هو واحد ولكن عبارة عن ثالوث .
3- ألوهية المسيح وألوهية الروح القدس .


4 - تجسد الإله وتحمله آلام الصلب والموت ليخلص ويفتدي البشرية ثم قيامته من الأموات وصعوده للسماء .

المسيحية من وجهة النظر الإسلامية :

المسيحية من وجهة النظر الإسلامية :

تعتبر المسيحية – باعتبار المصطلح الشائع - في الإسلام هي الرسالة التي أُنزلت على عيسى عليه السلام ، مكمِّلة لرسالة موسى عليه الصلاة والسلام ، ومتممة لما جاء في التوراة من تعاليم موجهة إلى بني إسرائيل ، داعية إلى التوحيد والفضيلة والتسامح .

بعدما زاغ بنو إسرائيل عن شريعة موسى عليه السلام وغلبت عليهم النزعات المادية , افترقوا بسبب ذلك إلى فرق شتى ، فمنهم من كان يؤمن بأن غاية الإنسان هي الحياة الدنيا ، ومنهم من يعتقد أن الثواب والعقاب إنما يكونان في الدنيا فقط .

كما شاع فيهم تقديم القرابين والنذور للهيكل ؛ رجاء الحصول على المغفرة ، وفشا الاعتقاد بأن رضا الأحبار والرهبان ودعاءهم يضمن لهم الغفران لذا فسدت عقيدتهم وأخلاقهم.

فأرسل الله عبده ورسوله عيسى ابن مريم عليه السلام ، وكانت أمه البتول مريم ابنة عمران عابدة مخلصة لله تعالى ، حملت به من غير زوج بقدرة الله تعالى ، وأنطقه الله تعالى في المهد دليلاً على براءة أمه من بهتان بني إسرائيل لها بالزنا ، فجاء ميلاده حدثًا عجيبًا على هذا النحو ليلقي بذلك درساً لبني إسرائيل الذين غرقوا في الماديات ، وفي ربط الأسباب بالمسببات ، ليعلموا بأن الله تعالى على كل شيء قدير.

بعثه الله نبيًّا إلى بني إسرائيل وأنزل الله تعالى عليه الإنجيل ، كما أيَّده الله تعالى بعدد من المعجزات الدالة على نبوته ، فكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرًا بإذن الله ويبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله .

وتآمر اليهود على قتله وأرسلوا الجند وراءه ، فاختفى عيسى وأصحابه، إلا أن أحد أصحابه دلّ جند الرومان على مكانه ، فألقى الله تعالى شبه عيسى عليه الصلاة والسلام وصورته عليه ، ويقال: إنه يهوذا الإسخريوطي ، وقيل: إنه واحد آخر من الحواريين ، وقيل: إنه باختياره تطوع بأن يفتدي المسيح، فنُفِّذ حكم الصلب فيه بدلاً من عيسى عليه الصلاة والسلام حيث نجاه الله ورفعه إليه.

وانقسم النصارى بعد المسيح , واختفى إنجيل المسيح , وتمت كتابة العديد من الأناجيل ، كما ظهرت طوائف تنادي بألوهية المسيح عليه السلام وتعارضت مع من ينادون بالتوحيد .
وأقيمت بعد ذلك مجامع لتحكم في هذا الأمر فتم إقرار الألوهية للمسيح عليه السلام عام 325 م ، وتم إقرار ألوهية الروح القدس عام 381 م .


فأرسل الله تعالى محمدًا عليه الصلاة والسلام متمَّمًا للرسائل السماوية ، فكان بذلك آخر الأنبياء والمرسلين .



الفرق بين نصرانى ومسيحي

في معاجم اللغة العربية : "نصارى" تنسب إليهم نتيجة لبلد المسيح عليه السلام .
ففي مختار الصحاح للرازي :
نَصْرَان بوزن نجران قرية بالشام تنسب إليها النَّصَارَى ويقال اسمها ناصِرَةُ . ونجد ما يؤكد هذا المعنى في إنجيل( مرقس1 : 9 ) فِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ النَّاصِرَةِ بِمِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ .


في مختصر تفسير ابن كثير للصابوني جاء في تفسير قول الله تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ { [البقرة:62] .


والنصارى سموا بذلك لتناصرهم فيما بينهم، وقد يقال لهم أنصار أيضاً كما قال عيسى عليه السلام: {من أنصاري إلى الله؟ قال الحوارين نحن أنصار الله} [الصف:14] وقيل: إنهم إنما سموا بذلك من أجل أنهم نزلوا أرضًا يقال لها ناصرة ، واللّه أعلم .

ومما سبق يتضح أن لقب نصارى أطلق عليهم ؛ لأنهم ناصروا بعضهم أو كانوا أنصار الله ، أو نسبة إلى بلد المسيح الناصرة .

- فمن أين جاء لفظ مسيحي ؟
1- حسب كتاب ( مصدر المسيحية- ص15 ) "The sources of Christianity Page 15 ", لم يسمح عيسى خلال حياته لأتباعه أن ينسبوا أنفسهم له ، فكلمة مسيحي أو نصراني أو ما شابه كانت ممنوعة ؛ لأن عيسى كان من أنبياء بني إسرائيل ، وكانت شريعة موسى هي شريعته ، ولم تظهر كلمة "Christian" بمعنى )مسيحي ( إلا في القرن الثالث في المجلس الذي عقد بمدينة نيس .
2- كتب أحمد ديدات في كتابه " محمد المثال الأسمى" : إن الرجل الأبيض يصف نفسه بأنه مسيحي لأنه يعبد المسيح ، وهو يسمي من يعبد "بوذا" بالبوذي .
3- جاء في أعمال الرسل أن أول من أطلق عليهم لفظ مسيحيين هم "الوثنيون" فلم يطلقوه على أنفسهم، (أعمال26:11 ) فحدث أنهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة وعلما جمعًا غفيرا ودعي التلاميذ "مسيحيين" في أنطاكية أولاً .


ويطلق اللقب أو النعت على المجموعات وذلك لاشتراكهم في شيء من الأمور الآتية:
1- عبادة إله مثل مسيحي أو بوذي.
2- الانتماء إلى فكر أو مذهب مثل شيوعي أو قومي.
3- اتباع شخص مؤسس فكر أو مذهب مثل ماركسي.
4- الانتماء لبلد أو منطقة مثل شرقي أو مصري.


وفي الوقت الحالي مصطلح "مسيحي" يُطلق على من يعتقدون بألوهية المسيح , بينما مصطلح "نصراني" يطلقه المسلم على من اتبعوا المسيح فيما سبق ، ويستمر في إطلاقه على من يعتقد المسلم أنهم خالفوا تعاليم المسيح واتخذوه إلهًا .

الكتاب المقدس - وجهة النظر المسيحية

أ- وجهة النظر المسيحية :
1- يطلق هذا الاسم على مجموع الأسفار المكونة للعهدين القديم والجديد والمؤلفة من 66 سفرًا ، بالإضافة للأسفار القانونية الثانية لبعض الطوائف التي كتبها القديسون بتوجيه من الروح القدس.


2- يرجع تاريخ البدء في كتابة الكتاب المقدس إلى حوالي 1500 عام قبل الميلاد ، واستغرق تدوينه حوالي 1610 سنة ، فقد سجلت آخر أسفار العهد الجديد عام 98 ميلادية، ولقد قام بكتابته أشخاص كثيرون، أولهم نبي الله موسى وآخرهم يوحنا .
لغات الكتاب المقدس:
1- العبرية: وهى لغة العهد القديم، وهى تدعى اللسان اليهودي.
2- الآرامية: وهى اللغة الشائعة في الشرق الأوسط إلى أن جاء "الإسكندر الأكبر".
3- اليونانية: لغة العهد الجديد، فكانت اللغة الدولية في زمن المسيح عليه السلام.


ويتكون الكتاب المقدس من جزأين:
أ- العهد القديم وهو ما تمت كتابته قبل المسيح ويتكون من :
1- التوراة وتحتوي على أسفار (التكوين - الخروج - العدد- اللاويين - التثنية) .
2- الأسفار التاريخية ( يشوع - القضاة - راعوث - صموئيل 1 - صموئيل 2 - ملوك 1 - ملوك 2 - أخبار أيام 1 - أخبار أيام 2 - عزرا - نحميا - أستير ) .
3- الأسفار الشعرية ( أيوب - مزامير داود - الأمثال - الجامعة - نشيد الأنشاد ) .
4- أسفار الأنبياء ( إشعياء - أرمياء - مراثي أرمياء -حزقيال - دانيال -هوشع – يوئيل - عاموس -عوبديا - يونان- ميخا - ناحوم - حبقوق - صفنيا -حجي - زكريا – ملاخي ) .


ب- العهد الجديد وهو ما تمت كتابته بعد المسيح ويتكون من:
1- الأناجيل ( إنجيل متى - إنجيل مرقس - إنجيل لوقا - إنجيل يوحنا ) .


2- الأعمال ( أعمال الرسل "الحواريين" ) .

3- رسائل بولس ( لأهل رومية - لأهل كورنثوس الأولى - لأهل كورنثوس الثانية - لأهل غلاطية - لأهل إفسس - لأهل فيليبي - لأهل كوليسي- لأهل تسالونيكي الأولى - لأهل تسالونيكي الثانية- إلى تيماثوس الأولى – إلى تيماثوس الثانية – إلى تيطس- إلى فيليمون ) .

4- الرسالة إلى العبرانيين.

5- رسالة يعقوب .

6- رسالتا بطرس (1 , 2 ) .
7- رسائل يوحنا ( 1, 2 , 3 ) .


8- رسالة يهوذا.

9 - سفر الرؤيا ( رؤيا يوحنا ) .

ج- الأسفار القانونية الثانية:
هي أسفار قامت طوائف مسيحية بحذفها من الكتاب المقدس بينما أبقتها طوائف أخرى على أساس أنها جزء أساسي من الكتاب المقدس.
فتعتبر الأسفار القانونية الثانية جزءاً مكملاً للعهد القديم بالنسبة للكاثوليك والأرثوذكس وقد حذفها البروتستانت على أساس أنها لا ترقى لمستوى الوحي الإلهي ، واعترضت بقية الطوائف على الحذف.


وفيما يلي ما جاء في مقدمة الأسفار القانونية الثانية :
" قام البروتستانت بحذف هذه الأسفار من طبعة الكتاب المقدس المنتشرة بين أيدينا، على الرغم من أن كلاً من الأرثوذكس والكاثوليك يؤمنون بقانونية هذه الأسفار، وأما البروتستانت فيعتبرون هذه الأسفار لا ترتقي إلى مستوى الوحي الإلهي" [1].


كما جاء في نفس الكتاب رد الأرثوذكس على البروتستانت فيما يخص حذف هذه الأسفار ومنه :
يقول البروتستانت : إن هذه الأسفار لم تدخل ضمن أسفار العهد القديم التي جمعها عزرا الكاهن لما جمع أسفار التوراة سنة 534 ق.م. والرد على ذلك أن بعض هذه الأسفار تعذَّر العثور عليها أيام عزرا بسبب تشتت اليهود بين الممالك. كما أن البعض الآخر منها كُتِب بعد زمن عزرا الكاهن [2] .


لذلك يعتقد الأرثوذكس والكاثوليك ( الغالبية ) بقدسية الأسفار القانونية الثانية ويضيفوها إلى الكتاب المقدس, ويقوم الأرثوذكس بطباعتها منفردة تحت اسم ( الكتاب المقدس- الأسفار القانونية الثانية ) ، بينما يضيفها الكاثوليك إلى العهد القديم مباشرة .
الأسفار المحذوفة عددها 10 وهي :
1- سفر طوبيا . 2- سفر يهوديت . 3- تكملة سفر أستير .


4- سفر الحكمة . 5- سفر يشوع بن سيراخ . 6- سفر نبؤة باروخ .

7- تتمة سفر دانيال . 8- سفر المكابيين الأول .
9- سفر المكابيين الثاني . 10- المزمور 151 .


اعتقاد النصارى في الكتاب المقدس:
1- كلمة الرب ولكن كتبت عن طريق آخرين بأساليبهم.
2 – امتلاء قلوب الكتبة بروح القدس التي تعينهم على الكتابة لتكون الكتابة من وحي الله.
3 – اعتقادهم بأن كل ما به مقدس من رسائل ورؤى وأسفار وأناشيد.
4- لا يحتوي على أي أخطاء علمية أو تاريخية.
5- لم يطرأ عليه أي تحريف أو تغيير.

وجهة النظر الإسلامية في الكتاب المقدس

ب - وجهة النظر الإسلامية ( في الكتاب المقدس ) :
من متطلبات الإيمان في الإسلام الإيمان بالكتب السماوية ، والإيمان بالكتب السماوية عند المسلمين يتضمن أربعة أمور:


الأول : التصديق الجازم بأن جميعها منزَّل من عند الله .

الثاني : ما ذكره الله من هذه الكتب وجب الإيمان به ، وهي الكتب التي سماها الله في القرآن Sad كالقرآن والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى ) .

الثالث : تصديق ما صح من أخبارها، كأخبار القرآن.

الرابع: الإيمان بأن الله أنزل القرآن حاكما على هذه الكتب ومصدقا لها كما قال تعالى: }وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ{ [المائدة:48] .
قال أهل التفسيرSadمهيمنًا): مؤتمنًا وشاهدًا على ما قبله من الكتب ، و(مصدقا) لها : يصدق ما فيها من الصحيح ، وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير، ويحكم عليها بإزالة أحكام سابقة ، أو تقرير وتشريع أحكام جديدة .[1]


ولقد ذكر القرآن الكريم أن الكتب السابقة تعرضت للتحريف بعدة طرق منها التحريف بالتغيير والإضافة.
قال الله تعالى:} وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{ [آل عمران : 78] .


وقال :{أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة :75] .

وقال :}مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ...... {الآية [النساء: 46] .

وقال :} وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ..{ الآية [المائدة : 41] .

ونتيجة لأن الكتاب المقدس تعرض للزيادة والنقص والتبديل فهو يحتوى على كلام الله تعالى مختلطًا مع كلام مؤرخين وكهنة وكتبة , والمسلم لا يقول : إن الكتاب المقدس بالكامل كلام بشر ؛ لأن فيه آيات تشريع وأخبار ذكرها الإسلام ووافقها, ولا يقول : إن الكتاب المقدس بالكامل من عند الله لثبوت التحريف بالزيادة والنقص والتبديل .

عقيدة المسلم في ما ورد بهذه الكتب من أخبار:
1- تصديق ما جاء متوافقًا مع ما عند المسلم من أخبار.


مثال : ما جاء بسفر التكوين أن الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام.
وجاء ما يوافقها في القرآن الكريم :}وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا


مِن لُّغُوبٍ { [ق : 38] .

2- تكذيب المخالف لما أخبرنا به الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام من أخبار.
مثال : ما جاء بسفر التكوين أن الله تعالى استراح في اليوم السابع بعد الخلق, القول الذي نفاه الله تعالى بالآية السابقة فقال تعالى }.... وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ { [ق : 38] .


وفي التفسير الميسر: ( .. وما أصابنا من ذلك الخلق تعب ولا نَصَب ). فلا يجوز في حق الله تعالى التعب والاستراحة.
3- السكوت عن ما لم ترد لنا أخبار عنه, فلا نكذبه ولا نصدقه مثل قصة "يهوديت" أو "أستير" وغيرها.[2]


هناك بعض الادعاءات النصرانية من أن القرآن الكريم شهد للكتاب المقدس بالصحة في مواضع عدة ، ومن الناحية الإسلامية يكفي الرجوع للتفسير الخاص بالآيات ليتجلى الأمر ، وللزيادة مراجعة الآيات الصريحة الواضحة التي تبين تحريف أهل الكتاب لكتبهم.

أما بالنسبة للنصارى فأمامهم اختيار واحد من اختيارين:
الاختيار الأول : الإيمان بأن القرآن الكريم من عند الله تعالى ، فبذلك يخرجون من المسيحية ولا يوجد داعي للاستشهاد على صحة كتابهم الذي ذكر القرآن تحريفه.


الاختيار الثاني : إن كان اعتقادهم أن القرآن الكريم ليس من عند الله تعالى ، فلا داعي للاستشهاد بما يظنون أنه ليس من عند الله لإثبات صحة كتابهم .
وسيتم التعرض لهذه الشبهة بالتفصيل في الفصل الرابع بإذن الله تعالى.


-------------------------------------------------------------------

[1] شرح الأصول الثلاثة- ابن عثيمين. ص94-95 .بتصرف.

[2] ابن كثير- مقدمة التفسير – ج1 .ص4- بتصرف .

[/size]
[/size][/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موسى الزليتنى
عضو مالكى
عضو مالكى



الجنس : ذكر
الدولة : مصر
عدد المساهمات : 172
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح     كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 23, 2011 8:15 pm

الفرق المسيحية وتاريخ انشقاق الكنائس

4- الفرق المسيحية وتاريخ انشقاق الكنائس.[1]
نشأت خلافات كثيرة بعد المسيح عليه السلام بين أتباعه, وكانت الطريقة المتبعة لحل كل خلاف هو عمل اجتماع يحضره الأساقفة لوضع قانون نهائي أو رأي فاصل فيه.
وكانت النتيجة النهائية لكل مجمع هي إما موافقة الجميع على القانون فيصبح أساسيًا في التشريع المسيحي، أو أن يحدث خلاف على القانون فينتج عنه انشقاق في صفوف الكنيسة.
والمجامع نوعان :


1- مجمع مسكوني أي عالمي ( نسبة إلى الأرض المسكونة) .
2- مجمع محلي .
وأول مجمع عقد كان في أورشليم برياسة الأسقف " يعقوب الرسول " للنظر في ختان غير اليهود.


أهم المجامع:
1- مجمع "نيقية" سنة 325م.
عقد هذا المجمع لخلاف حول ألوهية المسيح فقد نادى البعض بألوهية المسيح ورفضها البعض منهم آريوس وأتباعه ، مما دعا الإمبراطور "قسطنطين الكبير" وهو أول من آمن مِن أباطرة الرومان بالمسيحية ، ودعا جميع كنائس المسكونة للاجتماع .
أخذ في المجمع قرارات أهمها:
( أ) القول بألوهية المسيح ونزوله ليصلب تكفيرًا عن خطيئة البشر.
(ب) اختار المجمع الكتب وبعض الرسائل لتكوين الكتاب المقدس وتدمير ما عداها من رسائل وأناجيل.


(ج) إصدار قانون الإيمان النيقاوي .

2- مجمع "القسطنطينية الأول" سنة 381م.
كان لمناقشة وبحث ألوهية الروح القدس ، فقد نادى "مكدونيوس" أسقف القسطنطينية بأن الروح القدس مخلوق مثل الملائكة ، فتم عقد المجمع لمناقشة الموضوع ، وكانت أهم قرارات المجمع :
( أ ) اعتبار الروح القدس إلها.
(ب) إضافة الجزء الثاني من قانون الإيمان الذي بدءوه: نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب . . . إلخ .


وبذلك اكتمل الثالوث بألوهية الابن في مجمع "نيقية" وألوهية الروح القدس في مجمع"القسطنطسنية".

3- مجمع "أفسس الأول" سنة 431 م .
أنكر " نسطور" أسقف القسطنطينية ألوهية المسيح ، وبدأ بإنكار كون السيدة العذراء والدة الإله قائلاً: إن مريم لم تلد إلهًا بل ما يولد من الجسد ليس إلا جسداً ، وما يولد من الروح فهو روح، فالعذراء ولدت إنسانًا عبارة عن آلة للاهوت ، وذهب إلى أن المسيح لم يكن إلهاً في حد ذاته بل هو إنسان مملوء بالبركة أو هو مُلهم من الله لم يرتكب خطية .
فتم عمل مجمع لمناقشة هذه الأمور وأصدر المجمع القرارات التالية :
( أ ) المسيح له طبيعة واحدة ومشيئة واحدة ، طبيعة إلهية ممزوجة بطبيعة بشرية لا ينفصلان ومشيئة وإرادة بشرية وإلهية لا ينفصلان .
( ب) أن العذراء ولدت إلهًا وتدعى لذلك أم الإله.
( ج ) وضع مقدمة قانون الإيمان الذي بدءوه: "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله . . . إلخ ".


ما معنى طبيعة واحدة ومشيئة واحدة ؟
1- الطبيعة : هي طبيعة الإله وطبيعة البشر .


أي إذا أكل المسيح فمن الذي يأكل ؟ هل هو الإله أم الإنسان حسب فكر القائلين بتجسد الإله في الإنسان؟
فالقائلين بطبيعتين يقولون : ليس الإله هو الذي يأكل بل الإنسان .
فجعلوا الطبيعة مثل ثوب يرتديه ويخلعه فإن ذهب ليأكل قالوا الإنسان هو الذي ذهب أو الطبيعة البشرية


" ناسوت" ، وإن قام بمعجزة شفاء المرضى مثلاً قالوا : الإله هو من قام بها " اللاهوت ".

أما القائلين بطبيعة واحدة يقولون: لا نفصل بين الطبيعيتين فلا نتكلم عن طبيعة ونترك الأخرى ، وعندما يأكل نقول ذهب ليأكل بدون القول " الإله أو الإنسان " ، فنقول: إن المسيح له طبيعة واحدة بدون امتزاج ولا اختلاط بين الناسوت ( الإنسان ) واللاهوت ( الإله ).

2- المشيئة أو الرغبة : وهي رغبة الإله ورغبة البشر .
أي إن أراد المسيح أن يذهب إلى مكان ، فهل الذي أراد أو شاء الذهاب هو الإنسان أم الإله بفكرهم ؟
هناك أيضًا من قال بمشيئتين ( إرادتين ) للسيد المسيح واحدة إلهية والأخرى إنسانية ، وهناك من قال : لا نفرق بين المشيئتين.


نتيجة للخلاف حول هل المسيح له طبيعة واحدة أم طبيعتين ، مشيئة واحدة أم مشيئتين تم عقد العديد من المجامع ونشأت الفرق بين الطوائف كما يلي:

4- مجمع "أفسس الثاني" سنة 449م .
رئيس دير في "القسطنطينية" قال : إن جسد المسيح مع كونه جسدا" إلا أنه ليس مساويًا لجسدنا في الجوهر؛لأن الطبيعة الإلهية لاشت الطبيعة البشرية وهذا معناه أن اللاهوت أي ( الصفات الإلهية) اختلط وامتزج بالناسوت (الصفات البشرية) .


وهنا بداية الاختلافات الكبرى بين الفرق المتواجدة الآن :

تم عمل مجمع لمناقشة الموضوع ورفض المجمع رأي رئيس الدير وأيد الرأي القائل :" أن اللاهوت اتحد بالناسوت ولكن بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير " مما يعني اتحاد صفات الإله مع صفات الإنسان بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير وهو رأي "الأرثوذكس" حاليًا .

ولم يقبل بابا روما القرار وتم عقد مجمع آخر فيما بعد "مجمع خلقيدونية" لمن رفضوا القرار السابق واتفقوا في هذا المجمع على : أن اللاهوت والناسوت لم يتحدا مع بعضهما .
واتفقت باقي الأطراف عدا الأرثوذكس على أن للسيد المسيح طبيعيتين ومشيئتين.
وأصبحت الكنيسة الأرثوذكسية لا تعترف بأي مجمعات بعد مجمع "أفسس الثاني" 449 م ، بينما لا تعترف باقي الكنائس بمجمع "أفسس الثاني" 449 م السابق .


مجمع "خلقيدونية" سنة 451م ويتكون من ( باقي الطوائف عدا الأرثوذكس ).
واتخذ قرارات أهمها:
( أ ) إلغاء قرارات المجمع السابق والذي كان ينص على أن ( اللاهوت اختلط مع الناسوت ).
( ب) اعتبر أن للسيد المسيح طبيعتين ومشيئتين .


وبذلك انقسمت المسيحية إلى فرقتين رئيسيتين :

(الطائفة الأولى) الأرثوذكس ( الكنائس الشرقية) .
وهذه الطائفة يعتقدون أن للمسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة .
أي " اتحاد الصفات الإلهية مع البشرية بلا اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير في المسيح".
واستمر الأرثوذكس بلا انشقاق حتى الآن .
( الطائفة الثانية ) الكاثوليك ( المذهب الملكاني) .
وهذه الطائفة يعتقدون أن للمسيح طبيعيتين ومشيئتين.


انقسام آخر بظهور "طائفة المارون " :

انشقت فئة عن الكاثوليك تزعمهم "يوحنا مارون" سنة (667 م) ، والذي ذهب إلى أن للمسيح طبيعيتين ولكن له مشيئة واحدة ، فأقيم مجمع لمناقشة الفكرة .
مجمع "القسطنطينية الثاني" 680 ميلادية.


قرر أن للمسيح طبيعيتين ومشيئتين وكفّر أتباع " طائفة المارون " وتمت مطاردة "طائفة المارون" حتى استقروا في جبال لبنان .

وأطلق عليهم المارونيين ولهم بطريرك بلبنان ، وظلوا مستقلين في مذهبهم إلى أن أعلنوا الولاء لكنيسة روما ( الكاثوليك ) عام 1182 مع بقائهم على مذهبهم .

وبذلك أصبحت الفرق ثلاثة :
الأرثوذكس : للمسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة .


الكاثوليك : للمسيح طبيعيتان ومشيئتان .
المارون : للمسيح طبيعيتان ومشيئة واحدة .


بعد ذلك حدث انشقاق داخل الكاثوليك أنفسهم بين "كنيسة روما" و"كنيسة القسطنطينية" حول إضافة كلمة "ابن" لقانون الإيمان .
فقانون الإيمان الذي ينص على أن " الروح القدس منبثق من الآب " ، أضافت له كنيسة روما "والابن".
أي أنهم غيروا في قانون الإيمان " النيقاوي القسطنطيني" إلى :" نؤمن........ "وبالروح القدس الرب المحيي، المنبثق من الآب والابن ".


أقامت كنيسة القسطنطينية مجمع " القسطنطينية الثالث "الذي رفض رأي كنيسة روما.

مجمع القسطنطينية الثالث 879 ميلادية.
قرر أن الروح القدس منبثق من الآب فقط وهذا مخالف لما أقرته كنيسة روما, فحدث الانفصال داخل الكاثوليك إلى:
1- كنيسة روما وتسمى الكاثوليكية أو اللاتينية أو الغربية أوالملكانية .
2-كنيسة القسطنطينية وتسمى الروم أرثوذوكس أو الكنيسة اليونانية .


أصبحت الفرق الرئيسية أربعة :-
(الأولى) أرثوذكس تقول : إن للمسيح طبيعة واحدة ، وهي أن الروح القدس من الآب فقط.


( الثانية ) كاثوليك تقول : إن للمسيح طبيعيتين ومشيئتين ، وهي أن الروح القدس من الآب والابن معًا.
( الثالثة) الروم أرثوذكس تقول : إن للمسيح طبيعيتين ومشيئتين ، وهي أن الروح القدس من الآب فقط.
(الرابعة) المارون تقول : إن للمسيح طبيعيتين ومشيئة واحدة.


أصبح لكل فرقة من الفرق تشريعاتها الخاصة ومجمعاتها الخاصة ، فعلى سبيل المثال أقامت الكنيسة الكاثوليكية ( روما ) المجمعات التالية:

مجمع "رومة" 1225 ( خاص بالكاثوليك ) :

تقرر أن الكنيسة البابوية الكاثوليكية تملك الغفران وتمنحه لمن تشاء.
مجمع "رومة" 1869 ( خاص بالكاثوليك ) :


تقرر فيه أن البابا معصوم.

نشأة طائفة البروتستانت :
كتب القمص" زكريا بطرس" في كتابه "تاريخ انشقاق الكنائس" :
كنيسة روما وجهت كل مجهوداتها نحو السياسة والسيطرة على الأباطرة وإخضاعهم تحت سلطانها فأدى هذا إلى نزاع شديد بين السلطتين الدينية والسلطة الحاكمة ، وكان نتيجته ضعف البابوية وانحلالها.


نتج عن هذا الوضع بعض الحركات الإصلاحية المعارضة كان أبرزها حركة" مارتن لوثر" في القرن السادس عشر. وهو الذي انشق عن الكنيسة الكاثوليكية وكون الكنيسة البروتستانتية.
كان "لوثر" راهباً كاثوليكياً وأستاذًا لعلوم الدين في جامعة ويتنبرج بألمانيا وراعيًا لكنيستها وأعلن معارضته للبابا وخروجه عن الكنيسة الكاثوليكية.
ثم أعلن فيما بعد أن البابوية ليست ذات مصدر إلهي ، وعندما استدعاه البابا إلى روما رفض ذلك ، ثم زاد في عناده فكان من جرّاء هذا أن جرّمه البابا سنة 1526م وأمر بإحراق كل كتاباته .


كان أهم اعتراضين عند "مارتن لوثر":
1- الاستحالة ( القربان المقدس )- أكل الذبيحية الإلهية - "سر الإفخارستيا":
وهي من الشعائر المسيحية حيث يقوم الراهب باختيار رغيف من الخبز ثم تلاوة صلوات عليه ويعتقد المسيحيون أن المسيح ( ربهم ) , يتجسد في الخبز تجسدا" كاملا" فمن يأكل الخبز فقد أكل جسد المسيح "الرب " ليثبت فيه.
كما أن من يشرب الخمر في القداس فقد شرب من دم الرب ، فيكون الرب فيه يعطيه قوة وينير له الطريق ، ولا تزال بقية الطوائف عدا البروتستانت تمارس هذا الطقس.


2- صكوك الغفران:
كتب القمص زكريا بطرس في كتاب "تاريخ انشقاق الكنائس" :


أصدر البابا "ليو العاشر" غفراناً شاملاً للعالم أجمع عام 1517م ، ويتمتع بهذا الامتياز كل من يشتري صك الغفران ، وكان الغرض من هذا العمل هو الحصول على المال اللازم لبناء كنيسة "القديس بطرس" في روما فكان من يدفع للكنيسة يحصل على صك غفران من الخطايا .

لجأ كثير من الناس إلى المذهب البروتستانتي الجديد هربًا من "الضرائب" وهربًا من سيطرة الكنيسة والبابا على الأفكار والعلم ، كما نشطت هجرة "البروتستانت" إلى العالم الجديد "أمريكا" فشكلوا نسبة كبيرة من المجتمع الأمريكي.

اتخذ "مارتن لوثر" ثلاثة وسائل لجذب الناس إلى معتقده:

نشر كتاب حرّض فيه الأمراء على اختلاس أوقاف الأديرة وتحويل الأديرة إلى مدارس ومستشفيات عقلية وبهذا جذب الأمراء إلى جانبه .

أراد حاكم "هيش" أن يتزوج بإحدى النساء التي هام بها رغم أن زوجته حية فصّرح له "لوثر" أن يكون له امرأتان معاً وبهذا كسب وده فصرح له بإقامة شعائره الجديدة .

ولكي يستميل الكهنة والرهبان (الذين ضاقوا ذرعاً بالرهبنة) جعل نفسه نموذجًا لهم فاعتدى على راهبة تدعى "كاثرين" ثم تزوجها وعاش مع زوجته في البناء الذي كان قبلاً ديراً له حتى توفى سنة 1546م.[2]

أسس المذهب البروتستانتي :
1- الكتاب المقدس هو المصدر الأعلى وليس تعاليم الباباوات.
2- الكتاب المقدس يفسر حرفيًا وليس مجازيًا.
3- يتاح لكل مسيحي تفسير الكتاب المقدس.
وينقسم البروتستانت إلى العديد من الطوائف مثل معمدانية ومنهجية ومتحدة وأسقفية ولويثرية ومشيخية ومورمونية وإصلاحية وسبتية وغيرها.


أهم الخلافات بين الارثوذكس( الكنيسة الشرقية) وبين الكاثوليك ( كنيسة روما) وهي:

1- يعتقد الكاثوليك بالطبيعيتين والمشيئتين في المسيح.( الأرثوذكس طبيعة واحدة ومشيئة واحدة) .

2- يؤمن الكاثوليك بانبثاق الروح القدس من الآب والابن ( الأرثوذكس من الآب فقط ).

3-القربان عند الكاثوليك يعني التناول من الفطير فقط ، وليس فيه خمرعلى عكس الأرثوذكس التناول بالخمر .

4- يعتقد الكاثوليك أن العذراء نفسها وُلدت وهى لا تحمل الخطيئة الأصلية (عقيدة الحبل بلا دنس) . عكس الأرثوذكس الذين يقولون أن الروح القدس طهرها ولكن كان يلزم لها الفداء أيضًا.

5- يغالي الكاثوليك في السيدة العذراء عن باقي الطوائف ، ويؤمنون أن العذراء شريكة في عمل الفداء ،وأنه لا تأتي نعمة إلى البشر إلا عن طريق العذراء ويسمونها "سيدة المطهر" ، ويؤمنون بعصمة العذراء الكاملة من الخطأ.

6- يؤمن الكاثوليك بعصمة البابا وبرئاسة روما للكنائس المسيحية في العالم كله وهذا ما لا يقبله الأرثوذكس وغيرهم من الطوائف.

7- قام الكاثوليك بتبرئة اليهود من دم المسيح في( المجمع الفاتيكاني الثاني سنة 1965 ).

أهم الخلافات بين الأرثوذكس ( الكنيسة الشرقية) والبروتستانت:

1- يعتقد البروتستانت بالطبيعيتين والمشيئتين في المسيح. مثل الكاثوليك وخلافًا عن الأرثوذكس.

2- يؤمن البروتستانت بانبثاق الروح القدس من الآب والابن مثل الكاثوليك وخلافًا عن الأرثوذكس .
3- لا يؤمن البروتستانت بالاعتراف على يد كاهن ، ويعترفون لله مباشرة خلافًا للكاثوليك والأرثوذكس.


4- لا يؤمنون بسر الإفخارستيا ( التناول- الاستحالة) فلا قداس ولا ذبيحة إلهية ولا إيمان بتحويل الخبز والخمر إلى جسد ودم المسيح خلافًا للكاثوليك والأرثوذكس .

5- حذفوا بعض الأسفار (الأسفار الثانية) من طبعتهم الخاصة للكتاب المقدس ودعوها أبوكريفا.

7 - يؤمنون "بالحكم الألفي" أي: أن المسيح سيعود ليحكم لمدة ألف سنة خلافًا للكاثوليك والأرثوذكس .

8 - لا يؤمنون باستمرار عذرية السيدة العذراء حيث إن عندهم السيدة العذراء تزوجت وأنجبت ، وهذا خلافًا لاعتقاد الكاثوليك والأرثوذكس .

9- لا يؤمن البروتستانت بسلطة البابا ، ويعتقدون أن الكتاب المقدس يفسر حرفيًا ، ومن حق كل مسيحي تفسيره خلافًا للكاثوليك والأرثوذكس.

10- لا يطبق البروتستانت الطقوس والصيام الغير موجودة بالكتاب المقدس خلافًا للكاثوليك والأرثوذكس.

تداعيات ظهور طائفة البروتستانت:
نتيجة لظهور المذهب البروتستانتي الذي لا يعترف بسلطة البابا شن الباباوات حروب على معتنقي هذا المذهب وحصدت فيها عشرات الملايين وكان من ضمن الحروب:


1- الحروب الدينية في فرنسا زهاء ما يزيد على أربعين عامًا متتالية خلال القرن السادس عشر.وكان من ضمنها مذبحة "سانت بارتليميو" في 24 أغسطس عام 1572م "St. Bartholomew's Day massacre" حيث انقض الكاثوليك بمباركة البابا "جريجوري الثالث عشر" (Pope Gregory XIII) على البروتستانت أثناء إحدى الأعياد ، وذبحوا منهم الآلاف ، وشنقوا العديد على أغصان الشجر.
وبلغ عدد القتلى من مصادر البروتستانت في هذه المذبحة 30 ألف قتيل ، أما الكاثوليك فيدعون أن عدد القتلى بلغ ألفين فقط . [3]


2- حاول الإنجليز إخضاع أيرلندا دينيًا بفرض المذهب البروتستانتي اعتبارًا من 1536م واستمرت الحروب بين الكاثوليك والبروتستانت حتى القرن الثامن عشر، ولا تزال أثار العنف تظهر في بعض المناسبات الدينية.

3- حرب الثلاثين عامًا الدينية بين البروتستانت والكاثوليك في ألمانيا من (1618م-1648م ) والتي هبطت بسكان ألمانيا من 20 مليون إلى 13.5 مليون نسمة حسب موسوعة قصة الحضارة. [4]

4- الحرب الأهلية في أسبانيا (1936م-1939م) تعد من آخر الحروب التي نشأت بين الكاثوليك والبروتستانت ، وقد بلغ عدد القتلى فيها 306 ألف شخص ، وتم ذبح رجال الدين الكاثوليك فقتل في الحرب نحو 6845 رجل دين كاثوليكي .[5]

كما تزامن مع ظهور البروتستانت عمل تراجم للكتاب المقدس وانتشارها نتيجة للمبادئ التي نادى بها البروتستانت ، وأهمها حق القراءة والتفسير للكتاب المقدس ، فأصبح العهد القديم الذي كان حبيس الأديرة والصوامع لقرون عديدة هو المرجع الأعلى لفهم العقيدة النصرانية وبلورتها ، وبالتالي تسّربت الروح العبرية اليهودية إلى الفنون والآداب وحلت قصص وتفسيرات العهد القديم محل المسرحيات التي كانت تمثل حياة القديسين.
ونتج عن هذا تسرب العديد من الأفكار للفكر الغربي المسيحي مثل:
1- اليهود شعب الله المختار.
2- الارتباط الميثاقي الإلهي بين اليهود وبين فلسطين منذ عهد الله لإبراهيم حتى قيام الساعة.
3- ربط الإيمان المسيحي بعودة المسيح بقيام دولة صهيون ، أي بإعادة تجميع اليهود في فلسطين حتى يظهر المسيح فيهم. [6]


كتب "مارتن لوثر" ( منشئ البروتستانت ) في كتابه " المسيح ولد يهوديا":
"اليهود هم أبناء الرب ونحن الضيوف الغرباء ...وعلينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل مما يتساقط من فتات مائدة أسيادها ، تماما" كالمرأة الكنعانية". [7]
وقد ورد ما يدل على ذلك في الإنجيل: أن امرأة كنعانية " فلسطينية " طلبت من المسيح الشفاء لابنتها فقال لها المسيح :"لم أُبعث إلا إلى خراف بني إٍسرائيل" فقالت له : ولكن الكلاب أيضًا تأكل مما يتساقط من مائدة أسيادها . (أي أن الأسياد هم اليهود والكلاب هم غير اليهود).


وفي إنجيل (متى 15 : 22) "وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ﭐرْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». .. 24 فَأَجَابَ: « لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».

25 : فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: « يَا سَيِّدُ أَعِنِّي» 26 فَأَجَابَ: « لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». 27 فَقَالَتْ: « نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا».

الجدير بالذكر أنه يشكل ( معتنقي البروتستانت60 – 62 % ) من نسبة سكان أمريكا, و( الكاثوليك 25-27 %) و(الأرثوذكس 1% ) و(اليهود 2 % ) و( المسلمين2 % ).[8]

قال الله تعالى : }قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ{ [المائدة : 77].

-----------------------------------------------------------

[1] اختصارا" من كتابي تاريخ إنشقاق الكنائس-زكريا بطرس. وعصر المجامع – كيرلس الأنطوني.

[2] تاريخ انشقاق الكنائس– القمص زكريا بطرس – ص 15- بتصرف.

[3] معجم الحروب-د.فردريك-جروس برس- ص -323.

[4] موسوعة قصة الحضارة- وول ديورانت–الجزء 14– ص 70- الهيئة المصرية العامة للكتاب. على الانترنت صفحة 4890 من الرابط http://www.civilizationstory.com/civilization/

[5] معجم الحروب-د.فردريك-جروس برس- ص- 228.

[6] ( كيف تطورت العلاقة بين اليهود والنصارى- سليمان الخراشي-عن الأصولية الإنجيلية ص44-45- بتصرف).

[7] الأصولية المسيحية في أمريكا—عادل المعلم ص 90 .

[8] الأصولية المسيحية في أمريكا – عادل المعلم- عن معهد جالوب 1990.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موسى الزليتنى
عضو مالكى
عضو مالكى



الجنس : ذكر
الدولة : مصر
عدد المساهمات : 172
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح     كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 23, 2011 8:16 pm

الفصل الثاني : إلى ماذا يدعو الإسلام ؟
( أ ) إفراد الله بالعبادة وتخصيصها لله وحده والنهى عن الشرك فقال تعالى :
}وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً ............{ [النساء : 36] .
وبيّن الله تعالى سعة رحمته وأنه يغفر الذنوب جميعًا إلا الشرك به فقال الله تعالى:
}إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً{ [النساء : 48] .

و قال الله تعالى:} قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {[الزمر : 53] .
وفي التفسير الميسر للآية السابقة :
قل -أيها الرسول- لعبادي الذين تمادَوا في المعاصي ، وأسرفوا على أنفسهم بإتيان ما تدعوهم إليه نفوسهم من الذنوب: لا تَيْئسوا من رحمة الله؛ لكثرة ذنوبكم, إن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت ، إنه هو الغفور لذنوب التائبين من عباده ، والرحيم بهم.

وقال الله تعالى في الحديث القدسي :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:" قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة " . [1]



(ب) الإيمان بالله والكتب التي أنزلها الله تعالى وبالرسل الذين أرسلوا من قبل فقال تعالى :
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا{ [النساء : 136] .


( ج ) لم يترك الإسلام خيرا" إلا دعا إليه وأمر به ومن ذلك :

1- أمر الله تعالى بالعدل والإحسان وإعطاء الأقارب ، ونهى عن الزنا والمنكر والظلم فقال تعالى :
}إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{ [النحل : 90] .
2 - أمر الله تعالى بالعدل وتأدية الأمانة فقال تعالى : }إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيرًا{ [النساء : 58] .
3 - أمر الله بالتوحيد في العبادة ووصى بالإحسان بالوالدين فقال تعالى: }وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا { [الإسراء : 23] .
4 -أمر الله تعالى بالإيمان والصلاة والزكاة والإنفاق والوفاء بالعهد فقال تعالى: } لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ{ [البقرة : 177] .
5 – أمر الله تعالى بالإحسان للوالدين والأقارب واليتامى والمساكين والجيران وإلى المسافر الذي لا يجد نفقات عودته لبلاده* فقال تعالى : }وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً{ [النساء : 36] .


( د ) لم يدع الإسلام شرًا إلا نهى عنه وحذر منه ومن ذلك :
1 – نهى الله تعالى عن الشرك وقتل الأولاد والفواحش وقتل الأنفس فقال الله تعالى : }قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ { [الأنعام : 151] .الآيات..
2 – نهى الله عن سوء الظن والغيبة والتجسس فقال الله تعالى :} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ{ [الحجرات : 12] .
3 – نهى الله عن السخرية والتنابز بالألقاب فقال الله تعالى : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الاِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ { [الحجرات : 11] .
4 – نهى الله عن أكل مال اليتيم فقال الله تعالى :} وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا { [النساء : 2] .
5 – نهى الله عن الخمر والميسر ( القمار ) والأزلام والأنصاب (الأصنام) فقال الله تعالى:} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ [المائدة : 90] .



---------------------------------------------------------------

[1] - رواه الترمذي، وصححه ابن القيم، وحسنه الألباني. وراجع كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب .

(*) ولكن ينبغي الحذر من أولئك السفهاء الذين يتسولون بهذه الطريقة في هذه الأيام حيث اختلط الحابل بالنابل ولا حول ولا قوة إلا بالله .

الإيمان والعمل الصالح والجزاء في الإسلام

بيّن الإسلام أن الإيمان والعمل الصالح مرتبطان ببعضهما فلا يصح إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان, وقد بين القرآن الكريم حسن الجزاء الذي ينتظر الذين آمنوا وعملوا الصالحات في مواضع عدة مثل قوله تعالى :} وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ { [المائدة : 9]

.
وقوله تعالى :} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً {[الكهف : 30].
وقد بيّن الله تعالى أن الجزاء في الآخرة بمقدار العمل في الدنيا وأن الله تعالى لا يظلم أحدا" فقال تعالى : }مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ { [غافر : 40].
وقال تعالى : }مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ{ [فصلت : 46].

بيّن الله تعالى أن الإنسان لا يتحمل خطيئة غيره

فقال الله تعالى:} وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلا مَا سَعَى{ [النجم : 39] .
وقال تعالى :} قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ { [الأنعام : 164] .
في التفسير الميسر جاء عن الآية السابقة : قل -أيها الرسول- : أغير الله أطلب إلها, وهو خالق كل شيء ومالكه ومدبره؟ ولا يعمل أي إنسان عملا سيئا إلا كان إثمه عليه, ولا تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى, ثم إلى ربكم معادكم يوم القيامة, فيخبركم بما كنتم تختلفون فيه من أمر الدين.

كما جاء أيضا" قول الله تعالى : } مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً{ [الإسراء : 15] .
في التفسير الميسر جاء عن الآية السابقة : من اهتدى فاتبع طريق الحق فإنما يعود ثواب ذلك عليه وحده، ومن حاد واتبع طريق الباطل فإنما يعود عقاب ذلك عليه وحده، ولا تحمل نفس مذنبة إثم نفس مذنبة أخرى. ولا يعذب الله أحدًا إلا بعد إقامة الحجة عليه بإرسال الرسل وإنزال الكتب.
التشريع في الإسلام

الإسلام دين و دولة:
كما تكلم الإسلام عن الله والملائكة والأنبياء والجنة والنار والعبادات وغيرها من شئون الدين تكلم كذلك عن البيع والشراء والزواج والطلاق والميراث وغيرها من شئون الدنيا, ووضع الإسلام لهذه وتلك القوانين والنظم, وألزم المسلمين بإتباعها وحدد عقوبة المخالفين والعصاة تحديدا" مفصلا" أو تحديدا" مجملا" وترك تفصيله لاجتهادات أئمة المسلمين. " .[1]





التشريعات الإسلامية تشريعات ربانية :
التشريعات الإسلامية لضبط الحياة الفردية والأسرية, والاجتماعية والدولية.
وهي تشريعات ربانية في أسسها ومبادئها وأحكامها الأساسية, التي أراد الله أن ينظم بها سير القافلة البشرية, ويقيم العلاقات بين أفرادها وجماعاتها على أمتن القواعد وأعدل المبادئ بعيدا" عن القصور البشري. وكانت هذه هي الميزة الأولى للتشريع الإسلامي على ما سواه من التشريعات قديمها وحديثها, شرقيها وغربيها. فهو التشريع الفذ في العالم الذي أساسه وحي الله وكلماته المعصومة من الخطأ, المنزهة عن الظلم.} وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ { [الأنعام : 115] .

وبهذا تقرر في الأصول الإسلامية أن المشرع الوحيد هو الله.
فهو الذي يأمر وينهى ، ويحلل ويحرم، ويكلف ويلزم بمقتضى ربوبيته وإلاهيته وملكه لخلقه جميعًا ، فهو رب الناس، وملك الناس، وإله الناس، وله الخلق والأمر، وله الملك والحكم.

وليس لأحد غيره حق التشريع المطلق، إلا من أذن الله فيه مما ليس فيه نص ملزم, فهو في الحقيقة مجتهد أو مستنبط. وليس مشرعًا أو حاكمًا.

حتى الرسول عليه الصلاة والسلام نفسه لم يكن مشرعا", وإنما وجبت طاعته, لأنه مبلغ عن الله تعالى, فأمره من أمر الله, قال الله تعالى: } مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ..{ الآية [النساء : 80] .[2]



الإعجاز الفكري :

كتب الدكتور" أحمد شلبي": قال لي زميل بجامعة كمبريدج : قدّم لي الإسلام وأثبت لي أنه رسالة من عند الله.

قلت: محمد عليه الصلاة والسلام رجل أمي، لم يعرف القراءة ولا الكتابة وبيئته كذلك محدودة الثقافة ولكن رجلاً كهذا جاء بنظام للميراث عاش أربعة عشر قرناً من الزمان وقورن بأفكار البشر في رحلته الطويلة، ولكنه رجحها ولا يزال يرجحها ، فتعالَ معي نقارنه بالنظام الإنجليزي الذي يعطي الميراث للابن الأكبر ويدع الباقيين ، وتعالَ نقارنه بالنظم التي تعطي البنين وتحرم البنات كما كان متبعًا عند العرب وسكان شمال أفريقيا، وتعالَ نقارنه ببعض النظم التي تجعل الميراث لابن الخالة الكبرى وتحرم من سواها، كبعض الأنحاء في إندونيسيا ، وتعال نقارنه بالنظم القديمة والحديثة وسنجده يفوق الجميع وباعتراف المفكرين المخلصين.

هذه واحدة ، وجاء هذا الرجل بنظام للزواج ، وبنظام للطلاق ، ونظام للرق ، ونظام للعبادات ، ونظام للسياسة ، ونظام للاقتصاد ، وتنظيم للحرب ، ولما بعد الحرب من مشكلات ، وتنظيم لغير المسلمين في المجتمع الإسلامي ، وتحدث هذا الرجل عن الله وما هو الله في التفكير الإسلامي وتحدث عن ما وراء الكون فوضح هذه النقاط.

قلت لمحدثي : تُرى أيمكن أن تكون كل هذه الأشياء من صنع محمد عليه الصلاة والسلام ؟!.[3]

مصادر التشريع:

من مظاهر الوضوح في النظام الإسلامي أن له مصادر محددة بينة ، تستقي منهجه وتشريعاته العملية.
المصدر الأول: هو كتاب الله تعالى, القرآن الكريم.
}.. كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ{ [هود : 1] .

المصدر الثاني: سنة محمد عليه الصلاة والسلام.

وتعني ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، فهذه السنة هي الشرح النظري والتطبيق العملي للقرآن الكريم. فأعظم تفسير لكتاب الله يتجلى في سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وفي حياته الحافلة وسنته الشاملة. يقول الله تعالى: } لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا{ [الأحزاب : 21] .

ومما يلحق بهذه السنة كذلك سنة الخلفاء الراشدين المهديين بعد محمد عليه الصلاة والسلام الذين نشأوا في حجر النبوة, ونهلوا من أصل الرسالة, فما أثر عنهم مما اتفقوا عليه جميعهم, أو عن طائفة ولم ينكره عليهم أصحابهم, فهو سنة يقتدى بها. كما جاء في الحديث الذي خرّجه الإمام الترمذي وأبو داود : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا

عليها بالنواجذ".

وما عدا ذلك فكل واحد يؤخذ من كلامه ويترك ، ولا عصمة لمجتهد, وإن علا كعبه في العلم والتقوى. وهو على أي الحالين – أصاب أو أخطأ – غير محروم من الأجر, إن أصاب له أجران وإن أخطأ فله أجر.[4]

لذلك لا يستطيع أحد علماء الدين الإسلامي أن يخرج على المسلمين بتشريع لأيام صيام جديدة, أو لصلاة جديدة أو بقانون إيمان أو أن يعلن أن هذا حلال وهذا حرام بدون الاستناد إلى الأدلة الشرعية المستخرجة من القرآن والسنة خلافًا لبعض الطوائف الأخرى الذين سمحوا لغير الله تعالى أن يقوم بالتشريع وبتحديد العبادات والحلال والحرام .
جاء في السنة الشريفة أن عديّ بن حاتم الطائي كان نصرانياً واعتنق الإسلام في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام. وعندما سمع قول الله تعالى في القرآن الكريم عن اليهود والنصارى: }اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ { ]التوبة :31[ .

قال للرسول عليه الصلاة والسلام: يَا رَسُول اللَّه ، إِنَّا لَسْنَا نَعْبُدهُمْ ، فأجابه الرسول عليه الصلاة والسلام " ألَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّه فَتُحَرِّمُونَهُ, وَيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللَّه فَتُحِلُّونَهُ ؟ " - لقد كان صلى الله عليه وسلم يشير إلى السلطة التي منحها الرهبان والحاخامات لأنفسهم بحجة وحيهم لتغيير الشرائع والقوانين الإلهية وفرض صيام وطقوس وصلوات - فأجاب: " بَلَى" فقال الرسول عليه الصلاة والسلام " فَتِلْكَ عِبَادَتهمْ" .[5]



قال الله تعالى:

}أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{ [الشورى : 21].



------------------------------------------------------------

[1] الإسلام. د. أحمد شلبي. ص 246".

[2] الخصائص العامة للإسلام. د.يوسف القرضاوي. ص40-41 بتصرف.

[3] الإسلام- د. أحمد شلبي -ص 62-63 .بتصرف).

[4] خصائص الإسلام – د.يوسف القرضاوي ص 181-182. بتصرف.

[5] أخرجه البيهقي – ح 20847 وحسنه الألباني ( غاية المرام في أحاديث الحلال والحرام- حديث رقم 6) .


الفصل الثالث : معنى التوحيد في الإسلام

معنى التوحيد في الإسلام

التوحيد : هو " إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به " .

أقسام التوحيد: للتوحيد ثلاثة أقسام.

1- توحيد الربوبية:




وهو " إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق والملك والتدبير ". [1]



( معناه اعتقاد أنه تعالى رب السماوات والأرض وخالق مَنْ فيهما وما فيهما, ومالك الأمر في هذا العالم كله لا شريك له في ملكه, ولا معقِب عليه في حكمه, فهو وحده رب كل شيء, ورازق كل حي, ومُدَبًر كل أمر, وهو وحده الخافض الرافع, المعطي المانع, الضار النافع, المعز المذل, وكل ما سواه لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعًا ولا ضرًا إلا بإذن الله ومشيئته ). [2]
ومعنى ذلك أن توحيد الربوبية خاص بالاعتقاد, فتوحيدنا للربوبية هو بمعنى الاعتقاد والإيمان أن الخالق هو الله ، والمحيي هو الله ، والمميت هو الله ، والشافي هو الله ، فلا ننسب أفعال الله تعالى لغيره فنعتقد أن غير الله تعالى يخلق أو يشفي أو يرزق.


2- توحيد الألوهية: وهو " إفراد الله سبحانه و تعالى بالعبادة بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحدًا يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله تعالى ويتقرب إليه".[3]


أي أن توحيد الألوهية مختص بأفعال العباد, فتوحيدنا للألوهية يعني أن أفعال وأمور العبادة توجه لله تعالى فقط.

توحيد الألوهية بمعنى: " إفراد الله سبحانه بجميع ما تعبّد العباد به من دعاء وخوف ورجاء وصلاة وصوم وذبح ونذر وغير ذلك من أنواع العبادة على وجه الخضوع له والرغبة والرهبة مع كمال الحب له سبحانه والذل لعظمته " .[4]

"ومعنى توحيد الألوهية, إفراد الله تعالى بالعبادة والخضوع والطاعة المطلقة, فلا يُعبد إلا الله وحده, ولا يُشرك به شيء في الأرض أو في السماء. ولا يتحقق التوحيد ما لم ينضم توحيد الإلهية إلى توحيد الربوبية. فإن توحيد الربوبية وحده لا يكفي, فالعرب المشركون كانوا يقرون به ومع هذا لم يدخلهم في الإسلام لأنهم أشركوا بالله, واتخذوا مع الله آلهة أُخرى, زعموا أنها تقربهم إلى الله أو تشفع لهم عنده.".[5]

قال الله تعالى: }وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ { [العنكبوت : 61] .

وقال تعالى : }أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ { [الزمر : 3] .




--------------------------------------------------------

[1] شرح الأصول الثلاثة.ابن عثيمين.ص39.

[2] حقيقة التوحيد. د.يوسف القرضاوي ص.21.

[3] شرح الأصول الثلاثة.ابن عثيمين. ص40 .

[4] العقيدة الصحيحة- بن باز .

[5] حقيقة التوحيد. د.يوسف القرضاوي ص 23.


مفهوم العبادة

مفهوم العبادة:

"وأصل العبادة في اللغة: الطاعة والخضوع والتذلل. أما مفهوم العبادة في الشرع فمفهوم واسع شامل.
العبادة كلمة تتضمن معنيين امتزج أحداهما بالآخر, فصارا شيئًا واحدًا. وهما نهاية الخضوع مع نهاية الحب. والعبادة ليست مقصورة على صورة واحدة بل لها أنواع وصور عديدة:


فمنها الدعاء وهو الاتجاه إلى الله تعالى لطلب نفع أو دفع ضر. ومنها إقامة الشعائر الدينية مثل الصلاة والصيام والصدقة والحج والنذر والذبح وما شابه ذلك. فلا يجوز أن توجه هذه الشعائر إلا لله. ومنها الانقياد والإذعان الديني لما شرع الله من أحكام, أحل بها الحلال وحرم بها الحرام." [1]



وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ، فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث والأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة .
وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضى بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله "[2].



-----------------------------------------------------------

[1] حقيقة التوحيد. د.يوسف القرضاوي ص 24-25 .بتصرف.

[2] العبودية ص 38.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موسى الزليتنى
عضو مالكى
عضو مالكى



الجنس : ذكر
الدولة : مصر
عدد المساهمات : 172
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح     كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 23, 2011 8:19 pm

توحيد الأسماء والصفات

توحيد الأسماء والصفات:

وهو " إفراد الله سبحانه وتعالى بما سمى به نفسه ووصف به نفسه في كتابه, أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بإثبات ما أثبته, ونفي ما نفاه من غير تحريف ولا تعطيل, ومن غير تكييف ولا تمثيل". [1]




قال تعالى: }..... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{ [الشورى : 11] .

والتحريف : هو تغيير المعنى أو تفسيره بدون دليل.
والتعطيل : هو إنكار ما أثبت الله لنفسه من الصفات.
والتكييف : هو شرح الكيفية وتفسيرها بالوصف ، مثل قول الله تعالى :} وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً{ [الفجر:22[ ، فإن قال قائل : جاء الله بكيفية كذا أو كذا فهذا يسمى تكييف. وكمثال له : جاء أحمد مسرعًا بسيارته في المساء، فهنا تكييف ووصف لمجيء أحمد ، فصفة المجيىء معلومة المعنى في اللغة ولكن كيفيتها وصفتها من جهة الرب مجهولة لدينا .
التمثيل : هو ذكر مماثل للشيء أي إنه شرح الكيفية بإعطاء مثال للفعل, مثل القول "مجيء أحمد كان مثل مجيء أشرف". [2]



وما يضاد التوحيد هو الشرك.

"الشرك هو أن يجعل المرء لله شريكًا فيما يخص الله تعالى من حق." [3]

أنواع الشرك:

1 - شرك أكبر وهو ضربان:
أ- ظاهر:
عبادة إله أو آلهة مع الله سواء أكان هذا الإله كوكبًا كالشمس, أو جمادًا كالأصنام, أو حيوانًا كالعجل, أو إنسانًا كالذين عبدوا فرعون وبوذا والمسيح عيسى ابن مريم.
ب- خفي:
دعاء الموتى والمقبورين من أصحاب الأضرحة والمقامات، والاستعانة بهم وطلب قضاء الحوائج منهم من شفاء المرضى والنصر على العدو وغيرها مما لا يقدر عليه إلا الله تعالى ، والخوف منهم والاعتقاد أنهم يضرون وينفعون. [4]

2 - شرك أصغر لا يخرج من الملة لكنه ينقص التوحيد ، وهوعلى ضربين أيضًا :
أ- شرك ظاهر:

وهو ألفاظ وأفعال، فالألفاظ كالحلف بغير الله ، وقول: ما شاء الله وشئت..الخ.
وأما الأفعال: فمثل تعليق التمائم خوفا من العين ، فإذا اعتقد الفاعل أن هذه أسباب لرفع البلاء أو دفعه فهذا شرك أصغر ؛ لأن الله لم يجعل هذه أسبابا, أما إن اعتقد أنها أي (التمائم أو الصور) تدفع وتمنع وترفع البلاء بنفسها فهذا شرك أكبر لأنه تعلق بغير الله.
ب- شرك خفي: وهو الشرك في الإرادات والنيات ـ كالرياء والسمعة ـ كأن يعمل عملا مما يتقرب به إلى الله يريد به ثناء وشكر الناس عليه، كأن يتصدق لأجل أن ُيمدح ويُثنى عليه.[5]



ومما سبق يتضح أن مفهوم الإسلام للشرك لا يعني فقط التصريح بعبادة أكثر من إله, بل يضم أنواعا من الشرك :
1- ( عملي ) توجيه أي نوع من أنواع العبادة المستحقة لله تعالى إلى غير الله مثل:
دعاء أو طلب من غير الله, مثل طلب من رجال الدين ما لا يقدر عليه إلا الله, أوالدعاء وطلب العون من الأموات أو من التماثيل أو الصور.
2- ( اعتقادي ) مثل الاعتقاد أن غير الله يخلق أو يشفي, والاعتقاد أن التمائم أو الصور أو الصلبان تبعد الشر وتجلب الخير.
فالمعتقد الصحيح بالنسبة للمريض كمثال : أن الطبيب والعلاج أسباب من أسباب الشفاء والشافي هو الله تعالى ، ولم يكن الشفاء بسبب الطبيب أو الدواء أو البخور أو قطعة ملابس من كاهن أو من صاحب قبر. وهكذا ترد الأسباب لمسببها الأول وهو الله تعالى.

3- تسمية الله سبحانه وتعالى أو وصفه بما لم يصف به نفسه. مثل أقنوم أو ثالوث وغيرها.



--------------------------------------------------------

[1] شرح الأصول الثلاثة- ابن عثيميين. ص40.

[2] شرح العقيدة الواسطية- ابن عثيميين.ص 41 بتصرف.

[3] حقيقة التوحيد. د.يوسف القرضاوي ص.42 بتصرف.

[4] حقيقة التوحيد. د.يوسف القرضاوي ص.44. بتصرف.

[5] كتاب التوحيد – الشيخ صالح الفوزان – بتصرف.
الوحدانية في العهد القديم والجديد

الوحدانية في العهد القديم والجديد.

جاءت نصوص العهد القديم والجديد تظهر وحدانية الله تعالى, فلم يذكر الكتاب المقدس أن هناك أكثر من إله, أو أكثر من رب, أو أن الإله الواحد عبارة عن ثالوث.



ولكن قام القائلون بالثالوث باستخدام بعض النصوص الغير واضحة للاستدلال على وجود الثالوث, ومع احتفاظهم بعبارات وحدانية الله الصريحة والواضحة التي لا يمكن إنكارها وجدوا حلا" وسطا" للجمع بين القول بالتوحيد والقول بالتثليث ألا وهو التصريح بأن الثالوث لا ينافي الوحدانية وأن الله واحد في ثالوث أو ثلاثة في واحد !.

وسيتم بعون الله عرض وتفصيل النصوص التي يتم الاستناد إليها لإثبات التثليث.



النصوص الصريحة الدالة على وحدانية الله تعالى:
العهد القديم:
1- (التثنية 4 : 39) :" فَاعْلمِ اليَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلبِكَ أَنَّ اَلرَّبَّ هُوَ اَلإِلهُ فِي اَلسَّمَاءِ مِنْ فَوْق وَعَلى اَلأَرْضِ مِنْ أَسْفَل. ليْسَ سِوَاهُ ".

2- (التثنية6 : 4) :" اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: اَلرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ ".

3- (أشعياء45 : 18) : "لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللَّهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ".
العهد الجديد:
1- قول المسيح لله وهو يناجيه ( يوحنا 17 :3( : " وهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ".
2- إجابة المسيح عندما تم سؤاله عن أول الوصايا: ( مرقس 12 : 29) :" فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ".

3- ( لوقا 18 : 19) : " فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ ".


مفهوم الثالوث في المسيحية

مفهوم الثالوث في المسيحية :

موسوعة المعرفة المسيحية- دار المشرق – بيروت.
"في اللاهوت المسيحيّ نقول إنَّ " الله واحد في ثلاثة أقانيم ". فما معنى " أقنوم "؟ إن كلمة " أقـنوم " تعنى شخصًا. فنقول : إنَّ الآب أقنوم والابن أقنوم والروح القدس أقنوم".



من كتاب " وحدانية الثالوث في المسيحيّة والإسلام" - "إسكندر جديد":
"ولا يعني المسيحيّون بتعدُّد الأقانيم أن الله ثلاثة جواهر ؛ لأن لفظ أقنوم لا يعني جوهر . فالمراد هنا بالجوهر الذات الواحدة .أي أنه الوحدة اللاهوتية. والمراد بالأقنوم واحد من الآب والابن والروح القدس. ومع ذلك فكلمة أقنوم - كسائر الألفاظ البشرية - قاصرة عن إيضاح حقيقة إلهية وهي أن الله ثالوث في الأقنومية ، وواحد في الجوهر".



حسب قانون الإيمان النيقاوي – والنيقاوي القسطنطيني
نؤمن بإله واحد، آب ضابط الكل، خالق السماء والأرض، كل ما يرى وما لا يرى. وبرب واحد يسوع المسيح، ابن اللـه الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء، .....وبالروح القدس الرب المحيي، المنبثق من الآب (والابن)، الذي هو مع الآب والابن يُسجد له ويُمجد، الناطق بالأنبياء.

من قانون الإيمان الأثانسي :
- هذا الإيمان الجامع هو أن تعبد إلهاً واحداً في ثالوث .وثالوثًا في توحيد.
- لا نمزج الأقانيم ولا نفصل الجوهر.
- إن للآب أقنومًا ، وللابن أقنومًا ، وللروح القدس أقنومًا .
- ولكن الآب والابن والروح القدس لاهوت واحد ومجد متساوٍ .وجلال أبدي معاً.
- وهكذا الآب إله ، والابن إله ، والروح القدس إله.
- ولكن ليسوا ثلاثة آلهة ، بل إله واحد .
- وهكذا الآب: رب ، والابن: رب ،والروح القدس: رب.
- ولكن ليسوا ثلاثة أرباب ؛ بل رب واحد.
- وكما أن الحق المسيحي يكلّفنا أن نعترف بأن كلاً من هذه الأقانيم بذاته إله ورب.
- كذلك الدين الجامع ، ينهانا عن أن نقول بوجود ثلاثة آلهة وثلاثة أرباب.
- فالآب غير مصنوع من أحد ، ولا مخلوق ، ولا مولود.
- والابن من الآب وحده ،غير مصنوع ،ولا مخلوق ؛ بل مولود.

- والروح القدس من الآب والابن .ليس مخلوق ولا مولود بل منبثق.

حسب وجهة النظر النصرانية:
هناك إله واحد وهذا الإله له ثلاثة أقانيم ( أشخاص ) وكل من هذه الأقانيم إله كامل بمفرده، ولكنهم كلهم إله واحد وليسوا ثلاثة آلهة !.



السؤال الذي يسأله غير المسيحي والذي يجب أن يوجهه كل مسيحي لقساوسته وعلمائه هو ما الدليل من الكتاب المقدس على الثالوث ؟! أو كيف تم ذكر هذا الموضوع في الكتاب المقدس ؟!

أو كيف عرفتم بوجود الثالوث؟! أو كيف عرفتم أن الله واحد في ثالوث ؟!

مع ملاحظة أن تقديم الدليل الكتابي يجب أن يسبق أي محاولة للشرح والتفسير من جانب القائلين بالثالوث ، وبعد أن يتم تقديم الأدلة الكتابية على المعتقد من الممكن أن يتم الشرح والتشبيه لمن لا يفهم التفسير.
فمن المفترض أننا لو أعطينا الكتاب المقدس لشخص على أنه من عند الله ، فيجب أن يجد فيه ويعرف منه بوضوح من هو الرب الذي يعبده وهل هو واحد أم ثالوث ، أم واحد في ثالوث؟!



عند مناقشة النصوص الدالة على المعتقد ، سنعتبر أن الكتاب المقدس مصدرًا موثقًا بصرف النظر عن وجهة نظر الإسلام فيه, فالكتاب لا يحوي أدلة على الثالوث ولا على ألوهية المسيح وألوهية الروح القدس وغيرها من المعتقدات الرئيسة المسيحية كما سيتم التوضيح .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موسى الزليتنى
عضو مالكى
عضو مالكى



الجنس : ذكر
الدولة : مصر
عدد المساهمات : 172
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح     كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 23, 2011 8:20 pm

نصوص الاستدلال على الثالوث والرد عليها

كما ذكرنا سابقًا :



( أ) لم يأت أي نص صريح واضح يبين أو يشير أو يدل على الثالوث.
(ب) لم يأت ذكر لكلمة الثالوث في الكتاب المقدس سواء العهد القديم أو الجديد.
(ج) لم تَذكر كلمة أقنوم أو أقانيم أو أن الواحد ثلاثة بأيٍّ من أسفار الكتاب المقدس .








ولكن يستدل النصارى على وجود الثالوث بنصوص رئيسة هي:
1- النص الأول للاستدلال على الثالوث :

(إنجيل متى 28 : 19 ) : " فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأمم وَعَمِّدُوهُمْ باسم الآب وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ ".

يقول النصارى: " إن الوحدانية واضحة من قوله عمّدوهم باسم ، ولم يقل عمّدوهم بأسماء لأننا لا نؤمن بثلاثة آلهة لها ثلاثة أسماء .
هذا على اعتبار أن العبارة جاء فيها ( اسم) وهو لفظ مفرد ولم يأت بها (أسماء ) بصيغة الجمع مما يعني حسب تفسيرهم أن الثلاثة هم واحد !.


الرد على النص الأول: النص يمكن نقضه بثلاثة طرق:
1- الرد الأول على النص الأول باستخدام أمثلة مشابهه لنفس العبارة مثل:
أ- إن خاطبنا إحد الجيوش أو الفصائل قائلين : حاربوا إسرائيل باسم مصر وسوريا وفلسطين.

فالعبارة لا يوجد بها خطأ مع أن الثلاثة ليسوا واحدًا وكل منهم يختلف عن الآخر.
ب- بيان موجّه للجيوش العربية : على الجيوش العربية أن تقاتل باسم العروبة والإسلام والشرف والكرامة والعدل . ولا يوجد خطأ في هذه العبارة ، وفي نفس الوقت العروبة والإسلام والشرف والكرامة والعدل ليسوا واحدًا .
يتضح من ذلك أن وجود (اسم) في الجملة لا يشترط أن يكون ما بعده مفرد. وهذا التركيب في اللغة يسمى جواز إفراد المضاف مع تعدد المضاف إليه.



2- الرد الثاني على النص الأول, بأمثلة من الكتاب المقدس تم استخدام فيها اسم وجاء بعده جمع ما لا يمكن اتحاده:
(التثنية 18:20) : "وأما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلامًا لم أوصه أن يتكلم به أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى فيموت ذلك النبي" . ولاحظ هنا أن النص قال باسم آلهة أخرى ولم يقل بأسماء آلهة أخرى.

والنص السابق بالإنجليزية هو :

De 18:20 But the prophet, which shall presume to speak a word in my name, which I have not commanded him to speak, or that shall speak in the name of other gods, even that prophet shall die.

النص السابق جاء به اسم name في صيغة المفرد وجاء بعده آلهة أخرى other gods في صيغة الجمع.وبالطبع الآلهة الوثنية ليست عبارة عن إله واحد في مجموعة.

لذلك استخدام (اسم) حسب الكتاب المقدس للدلالة على جمع لا يعني أن مابعده قابلين للاتحاد في واحد أو متحدين في واحد.



3- الرد الثالث على النص الأول ، هل قالها المسيح حقًا ؟

لاحظ الكثير من علماء المسيحية أنه إن كان عيسى قد أوصى حوارييه حقاً أن يقوموا بالتعميد وفق قوله "عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" فمن المستبعد أن يكون الحواريون والتلامذة جميعا" قد عصوا أمره المباشر وقاموا بالتعميد باسم عيسى المسيح وحده, فالمسيح حسب النص الوارد في (متى 28 : 19) قال ذلك أمام الأحد عشر تلميذًا على الجبل فيما يمكن أن يسمى بالوصية النهائية ، ومن الصعب تخيل أن كل التلاميذ نسوا هذا القول المهم والأساسي ولم يذكره أي أحد منهم بعد ذلك إطلاقا وذلك لقيامهم جميعًا بالتعميد باسم يسوع فقط في النصوص التي تملأ العهد الجديد .
- (أعمال الرسل 2: 38 )" فقال لهُم بُطرُس: تُوبوا وليَتعَمَّدْ كُلُّ واحدٍ مِنكُم باَسمِ يَسوعَ المَسيحِ ". فلم يقل باسم الآب والابن والروح القدس ! وكذلك فعل باقي التلاميذ حسب العهد الجديد .( النصوص التالية من الترجمة العربية المبسطة وهي لاتختلف عن الفان دايك الشائعة إلا في استخدام يتعمد بدلا"من اعتمد ).
-(أعمال 10 : 48 " فَأَمَرَهُمْ بِأَنْ يَتَعَمَّدُوا بِاسمِ يَسُوعَ المَسِيحِ، ثُمَّ طَلَبُوا مِنهُ أَنْ يَبقَى مَعَهُمْ عِدَّةَ أَيَّامٍ." )
- (أعمال 8 : 16 ( : "إلاَّ أنَّهُمْ كَانوا قَدْ تَعَمَّدُوا بِاسمِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ. ".
- ( أعمال الرسل 19 : 5 ) : "فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا، تَعَمَّدُوا بِاسمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. ".
- ( غلاطية 3 : 27 ): "فَأَنتُمْ جَمِيعَاً الَّذِينَ تَعَمَّدْتُمْ فِي المَسِيحِ، قَدْ لَبِسْتُمُ المَسِيحَ. .

والصيغة في( مرقس 16 : 15) "وقال لهم : اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها ". فلا يوجد فيها ذكر للآب والابن والروح القدس مثل باقي العهد الجديد, لذلك نجد العديد من المصادر العالمية والمسيحية تنتقد هذا النص ومن هذه المصادر :





- كتاب "من أجل المسيح" لتوم هاربر((Tom Harpur :

والذي كتب فيه : " يتفق جميع أو أغلب العلماء المحافظين على أن الجزء الأخير من هذه الوصية على الأقل قد تم إضافته لاحقاً. هذه الصيغة غير موجودة في أي مكان آخر في العهد الجديد، ونحن نعلم من خلال الدليل الوحيد المتوفر لدينا (بقية العهد الجديد) أن الكنيسة الأولى لم تقم بتعميد الناس باستخدام هذه الألفاظ – بل إن التعميد كان باسم يسوع وحده. وبالتالي فإن النص الأصلي يقول: "عمدوهم باسمي" ومن ثم جاءت الإضافة لتصبح جزءًا من العقيدة. وفي الحقيقة إن أول من أشار إلى هذا الأمر هم الناقدون الألمان بالإضافة إلى طائفة "الموحدين" في القرن التاسع عشر، و هذا الرأي كان شائع القبول عموماً في الأوساط العلمية حتى عام 1919. في أول إصدار لتفسير بيك (Peake) يقول: (إن كنيسة الأيام الأولى لم تبدِ اهتماماً بهذه الوصية المنتشرة في العالم اليوم و إن كانت على علم بها. إن وصية التعميد باسم ثلاثة إنما هي توسيع في العقيدة ).[1]


- جاء في تفسير بيك (Peake) للكتاب المقدس: والذي طبع سنة 1919، والذي نال إعجاباً عالمياً واعتبر المرجع الأساسي لدارسي الكتاب المقدس: "يتم شرح هذه المهمة من خلال لغة الكنيسة وأكثر المعلقين يشككون في أن صيغة الثالوث موجودة في الأصل في إنجيل متى، حيث إن بقية العهد الجديد

لا يحتوي على هذه الصيغة بل يصف التعميد كما تم تأديتـه باسم يسوع ] أعمال الرسل:(2: 38)،(8: 16) إلخ[ .

- جاء في تفسير تيندالTendal)) للعهد الجديد: إن من المؤكد أن الكلمات "باسم الآب والابن والروح القدس" ليست النص الحرفي لما قال عيسى، ولكن إضافة دينية لاحقة. [2]

- جاء في الموسوعة الكاثوليكية: إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة في القرن الثاني من باسم يسوع (عيسى) المسيح لتصبح باسم الآب والابن والروح القدس.[3]

- جاء في قاموس الكتاب المقدس: النص التثليثي الرئيسي في العهد الجديد هو الصيغة التعميدية في متى 28: 19 ... هذا القول المتأخر فيما بعد القيامة غير موجود في أيٍّ من الأناجيل الأخرى أو في أي مكان آخر في العهد الجديد، هذا وقد رآه بعض العلماء كنص موضوع في متى. وقد وضح أيضاً أن فكرة الحواريين ما زالت مستمرة في تعليمهم ، حتى إن الإشارة المتأخرة للتعميد بصيغتها التثليثية ربما كانت إقحامًا لاحقًا في الكلام.[4]

- جاء في الكتاب المقدس النسخة القياسية الحديثة NRSV : يدعي النقاد المعاصرون أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة الكاثوليكية ؛ لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس تم التعميد باسم الثالوث. [5]



تأكيد آخر على عدم صحة النص:
لقد أصرّ المسيح طوال الوقت على دعوة اليهود فقط كما يلي:
1- قال المسيح للمرأة الكنعانية (الفلسطينية), إنه أٌرسل فقط لبني إسرائيل.

وفي (متى 15 : 22) : " وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً" . (23) فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا" . (24) فَأَجَابَ: لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ " .

2-طلب المسيح من الحواريين الذين أرسلهم أن لا يدعوا أو يبشروا إلا بني إسرائيل فقال:

في(متى 10 : 5 ) : "هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا ". (6 ) : "بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ ".

3- قال المسيح للحواريين حسب الكتاب المقدس:" لن تكملوا مدن إسرائيل حتى يكون مجيئي" .

في( متى 10 : 23 ) :"ومتى طاردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى ، فإني الحق ، أقول لكم : لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان".

4- قال المسيح للحواريين ستدينون أسباط بني إسرائيل الاثنى عشر ولم يذكر أي شيء عن باقي العالم والأمم.

في(متى 19 : 28 ) : "فقال لهم يسوع الحق أقول لكم : أنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيًا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر".

فى (لوقا 22 : 30) : لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر").


النصوص السابقة تظهر بوضوح اختصاص دعوة المسيح لبني إسرائيل, ومن غير المعقول أن يطلب المسيح من الحواريين بعد قيامته المزعومة في الإنجيل أن يقوموا بدعوة غير بني إسرائيل مخالفا" لأفعاله ومخالفا" لوصاياه فيقول لهم: (متى 28 : 19) فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأمم .



يلاحظ أنه قد جاء في القرآن الكريم أن المسيح عليه السلام أرسل لبني إسرائيل فقط, فقال الله تعالى:

}وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ..........{ الآيه [آل عمران : 49] .



2- النص الثاني الذي يستدلون به على الثالوث:

رسالة( يوحنا الأولى 5 : 7 ): " فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآب، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ".

قبل الحديث عن هذا النص يجب التعريف بتراجم العهد الجديد:

- العهد الجديد الذي يضم هذه الفقرة تمت كتاباته باليونانية.
- الترجمة إلى اللغات الأخرى كانت تتم باستخدام المخطوطات اليونانية المتوافرة من القرن الرابع الميلادي وما بعدها إلى اللغة الإنجليزية.( لا توجد مخطوطات تعود إلى زمن كتابة الأناجيل).
- في القرن السابع عشر قام ملك إنجلترا "الملك جيمس" بعمل ترجمة كاملة للكتاب المقدس نشرت عام 1611 وسميت "ترجمة الملك جيمس" .
- انتشرت هذه الترجمة مع انتشار وسائل الطباعة الحديثة وأصبحت الأشهر ويرمز لها "KJV".
- أصبحت ترجمة "الملك جيمس" الأوسع انتشارًا في العالم وتم عمل منها التراجم لمختلف اللغات الأخرى ( عربي- فرنسي- أسباني – صيني – هندي-....إلخ) .
-الترجمة العربية من نسخة "الملك جيمس" المنتشرة في العالم العربي تسمى ترجمة "سميث فان دايك" أو "الفان دايك " ويرمز لها بالحروف SVD)) وقد بدأ فيها دكتور يسمى "غالي سميث" ومات عام 1854 قبل أن يكملها، فاشترك "بطرس البستاني" و"كرنيليوس فاندايك " في ترجمة باقي الكتاب المقدس بعد مراجعة ما جاء عن " سميث" , واكتملت الترجمة في مارس 1865.
- اعتمدت ترجمة الملك جيمس وبالتالي ما ترجم عنها للغات الأخرى على مخطوطات تسمى مخطوطة "الفاتيكان" ( Codex Vaticane).
- ونتيجة لاكتشاف مخطوطة "سانت كاترين" (Codex Sinatics ) في القرن التاسع عشر، اجتمع علماء المسيحية وذلك لعمل ترجمة أكثر دقة، بالاعتماد على الوثائق والمخطوطات الأكثر دقة والمكتشفة حديثًا.
- اجتمع اثنان وثلاثون عالما من أكبر علماء المسيحية في العالم أجمع من مختلف الطوائف ومع مساندة خمسين هيئة مسيحية وعلمية تم إعداد ترجمة أكثر دقة وذلك بدراسة أعمق للمخطوطات وبالاعتماد على المخطوطات المكتشفة حديثًا.
- تم عمل النسخة القياسية المعدلة ( عام 1881 ) وتسمى Revised standard Version" " ويرمز لها RSV)). والتي طبعت طبعتها الأولى في بداية القرن العشرين.
- استمرت طباعة هذه النسخة حتى عام 1972م ومن الممكن قراءة المقدمة الخاصة بها على شبكة الانترنت من الرابط التالي :
http://www.ncccusa.org/newbtu/aboutrsv.html مع العلم أن هذه النسخة غير متوافرة في المكتبات الآن فالمتوافر النسخة الحديثة منها NRSV) ).
- قام علماء إنجلترا بعمل الترجمة الإنجليزية القياسية ESV) ). وقام علماء أمريكا بعمل الترجمة القياسية الأمريكية ASV ) ) وقامت مجموعة من العلماء على مستوى العالم بعمل النسخة العالمية القياسية ( ISV ) .( النسخ السابقة متوافرة في المكتبات وعلى شبكة الانترنت).
- استمر عمل النسخ والتراجم فتم عمل الملك جيمس الحديثة (MKJV) , القياسة المعدلة الجديدة NRSV) ).... إلخ.
-هناك تراجم أخرى خاصة بالطوائف المنشقة عن المسيحية لن نتعرض لها مثل الترجمة الخاصة بشهود يهوه " New World version".

- التراجم الإنجليزية متوافرة بمكتبات "دار الكتاب المقدس" ومكتبات "دار الثقافة" , ومن الممكن تصفحها من مواقع الانترنت مثل:
http://www.biblegateway.com/

- بعد ظهور التراجم الإنجليزية الحديثة والتي اعتمدت على مخطوطات أكثر دقة, ظهرت الترجمات العربية الآتية:

1- الترجمة العربية المشتركة: تمت الترجمة بحضور ممثلين عن كل الطوائف المسيحية, وموجودة بدار الكتاب المقدس وعلى الانترنت بموقع البشارة.
http://www.albichara.org/

2-الترجمة العربية المبسطة: وموجودة بدار الكتاب المقدس ودار الثقافة وبموقع قناة الحياة على الانترنت.
3- الترجمة الكاثوليكية : من إصدار دار المشرق واعتمدت على المخطوطات الحديثة أو التراجم الإنجليزية الحديثة. متوافرة بموقع البشارة على الانترنت والكنائس الكاثوليكية.

4- كتاب الحياة : ترجمة تفسيرية وموجودة بدار الكتاب المقدس ودار الثقافة وبموقع البشارة.



ملاحظات هامة :

- التراجم السابقة, تهم كل الطوائف, ولا علاقة لها بالاختلافات المذهبية.
- الذين قاموا بعمل التراجم السابقة هم علماء من علماء المسيحية, ولكن تحريا" للدقة قاموا بحذف عبارات وكلمات في حوالي 300 موضع من نسخة "الملك جيمس" التي هي أصل التراجم كما سيتم التفصيل.

- الكتاب المقدس الذي يتم استخدامه في الوطن العربي هو على الأغلب ترجمة " سميث فان دايك" الذي تمت ترجمته من نسخة الملك جيمس وتقوم بطباعته دار الكتاب المقدس ( البروتستانتية) والقائمون على النسخ الحديثة هم نفس الذين قاموا بعمل نسخة "الملك جيمس", فلا يوجد مبرر لرفض التراجم الحديثة طالما تم قبول الترجمة الأولى.

- طائفة الأرثوذكس في مصر تعتمد على ترجمات البروتستانت القديمة, وترفض أن تتبع تراجمهم الحديثة التي اعتمدت على المخطوطات الأكثر دقة, منعا" لتغيير الكتاب.



1-الرد الأول على النص الثاني:

(رسالة يوحنا الأولى 5 : 7) : " فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآب، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ . وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ".

وهذا النص السابق موجود بترجمة الملك جيمس وهي التي كانت تعتبر مصدرًا للغات الأخرى ، وقد قامت التراجم الإنجليزية الحديثة للكتاب المقدس بحذف هذا النص ؛ لأنه ثبت لعلماء المخطوطات والكتاب المقدس أن هذا النص دخيل وغير موجود إلا في بعض المخطوطات الحديثة.



والنص الآن غير موجود في: النسخة العالمية “ISV” , والنسخة الأمريكية القياسية “ASV”, والنسخة الإنجليزية القياسية “ESV” ... إلخ.
ومثال هذا ما جاء في الترجمة العالمية القياسية :

ISV:

1Jo 5:7 for there are three witnesses-

1Jo 5:8 the Spirit, the water, and the blood-and these three are one.

1Jo 5:9 if we accept

(5 :7 ) : " لذلك هناك ثلاثة شهود" .

(5 : 8 ) : "الروح والماء و الدم وهؤلاء الثلاثة هم واحد" .
( فلا يوجد أي ذكر للآب والكلمة والروح القدس ولا ذكر أن الثلاثة هم واحد ) .



وبالتالي تم حذف النص من التراجم العربية الحديثة كالآتي:

1- الترجمة العربية المشتركة :حذفت النص. ( صورة مرفقة للعدد بدون نص الشهود الثلاثة الذي تم حذفه !).

2- الترجمة العربية المبسطة : حذفت النص أيضا". ( صورة مرفقة للعدد بدون نص الشهود الثلاثة الذي تم حذفه !).

3- الترجمة الكاثوليكية الحديثة (منشورات دار المشرق - بيروت) : حذفت النص أيضا" ( صورة مرفقة), وكتبت في الهامش أسفل الفقرة التي تسبقه (الصفحة 992–الطبعة 19 – العهد الجديد) "في بعض الأصول: "الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد ". ولم يرد ذلك في الأصول اليونانية المعول عليها, والراجح أنه شرح أدخل إلى المتن في بعض النسخ "".
4 - الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس - (كتاب الحياة) –وضعت النص بين قوسين ( صورة مرفقة) وكتبت بالمقدمة أن ما بين الأقواس عبارة عن شرح وتفسير وغير موجود بالنص الأصلي.( صورة مرفقة).




صورة ضوئية من العهد الجديد - الترجمة العربية المشتركة. التي اشتركت فيها كافة الطوائف العربية. إصدار دار الكتاب المقدس. يلاحظ أن النص محذوف.




صورة ضوئية من العهد الجديد - الترجمة العربية المبسطة. إصدار دار الكتاب المقدس. يلاحظ أن النص محذوف.














صورة ضوئية من العهد الجديد - كتاب الحياة – ترجمة تفسيرية – إصدار دار الكتاب المقدس.

النص بين أقواس من ينتبه للأقواس والتعريف بها في بداية الكتاب ينتبه ومن لا ينتبه سيظنه جزء من كتابه المقدس.




صورة ضوئية من العهد الجديد - كتاب الحياة- المقدمة – الأقواس هي إضافة وتوضيح للنص وليست موجودة في الأصل..





صورة ضوئية من العهد الجديد - الكتاب المقدس للكاثوليك- النص تم حذفه ويوجد رقم 3 كملحوظة في الهامش أسفل الصفحة.






صورة ضوئية من العهد الجديد - الهامش أسفل الصفحة في الكتاب المقدس للكاثوليك- تذكر أن النص أُدخل على المتن !.



ولكن لا يزال الأرثوذكس في مصر وغالب الوطن العربي. يفضلون العمل بنسخة " سميث فان دايك " وهي ترجمة لنسخة الملك جيمس القديمة التي تحتوي هذا النص, والذي ثبت بعد ذلك أنه لا يوجد في النسخ الأقدم للمخطوطات.




صورة ضوئية من العهد الجديد - ترجمة "سميث فان دايك" المنتشرة بين غالبية الأرثوذكس العرب. إصدار دار الكتاب المقدس. النص موجود.



الغريب أن في بعض التفاسير الحديثة الصادرة من الأرثوذكس ( صورة مرفقة), قاموا بتفسير الأعداد بدون وضع النص أو التطرق له بالتفسير حيث حذفوا النص من التفسير! وفي ذلك تأكيد واضح على علمهم أنه إضافة حديثة ، ولكنهم حتى الآن يتركون الكتاب الذي يحتوي على هذا النصوص المضافة مع أتباعهم .( لاحظ أنه تم تفسير الفقرة التالية تحت رقم 25 , سيتتم الانتقال للفقرة التي تلي الشهود الثلاثة .)








صورة ضوئية من الموسوعة القبطية للتفسير الكتابي الشامل - تفسير رسائل القديس يوحنا الثلاثة- إعداد دياكون ميخائيل مكسي اسكندر- بإشرف نيافة الأنبا متاؤس – أسقف ورئيس دير السريان العامر. مكتبة المحبة –مصر.

وفيما يلي أقوال بعض المعاجم المسيحية حول هذا النص:
"إن النص المتعلق بالشهود الثلاثة في السماء (يوحنا الأولى 5: 7) -نسخة الملك جيمس - ليس جزءًا حقيقياً من العهد الجديد".[6]



"إن العدد في رسالة( يوحنا الأولى 5: 7) يقول: "فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ". إلا أنه إضافة على الأصل حيث لا أثر له قبل أواخر القرن الرابع بعد الميلاد". [7]



"إن العدد في رسالة( يوحنا الأولى 5: 7) في النص اليوناني الأول للعهد الجديدTextus Receptus والموجودة في نسخة الملك جيمس يوضح كيف أن يوحنا قد توصل إلى عقيدة الثالوث في هيئتها الواضحة "الآب والكلمة والروح القدس" ، إلا أن هذا النص وبكل وضوح هو إضافة على الأصل باعتبار أنه غير موجود في المخطوطات اليدوية اليونانية الأصلية ".[8]



وفي تفسير "بيك" للكتاب المقدس( Peake's Commentary on the Bible) يقول الكاتب:

""إن الإضافة الشهيرة للشهود الثلاثة :"الآب والكلمة والروح القدس" غير موجودة حتى في النسخة القياسية المنقحة. وهذه الإضافة تتكلم عن الشهادة السماوية للآب، واللوجوس وهو(الكلمة) ، والروح القدس، إلا أنها لم تستخدم أبداً في المناقشات التي قادها أتباع الثالوث. لا يوجد مخطوطة يدوية جديرة بالاحترام تحتوي على هذا النص. حيث إن هذه الإضافة قد ظهرت للمرة الأولى في النص اللاتيني في أواخر القرن الرابع بعد الميلاد، حيث أقحمت في نسخة فولغيت(Vulgate) وأخيرًا في نسخة

إيراسمس( Erasmus) للعهد الجديد .""



وللأسباب المذكورة أعلاه نجد أن اثنين وثلاثين من علماء الإنجيل يدعمهم خمسون من الطوائف المسيحية المساعدة، عندما قاموا بجمع النسخة القياسية المنقحة للكتاب المقدس ( RSV)اعتمدوا على أقدم المخطوطات اليدوية المتوفرة لديهم، ونجدهم قد أحدثوا تغييرات شاملة على هذه النسخة بالحذف في ما يقرب من 300 موضع ومن بين هذه التغييرات كان طرح العدد (يوحنا الأولى 5: 7) جانبًا على أنه تحريف أضيف على الأصل.



2 - الرد الثاني على النص الثاني:

رسالة يوحنا كتبت بعد حوالي سبعين عامًا من رفع المسيح وبعد كتابة الأناجيل الأربعة المعتمدة، فهل انتظر يوحنا كل هذا ليعبر عن التثليث بهذا القول؟!.

وهل تجاهل المسيح وتجاهل كتبة الأناجيل الإعلان عن أهم معتقد في المسيحية ، وتم الانتظار حتى جاءت رسالة يوحنا التي تمت كتابتها بعد المسيح بحوالي 70 عامًا لتعبّر عن الله بصورته الصحيحة ؟!
ولماذا لم يشر إليه في أيّ من الأناجيل السابقة ، أوحتى على لسان المسيح ؟!
وهل كان باقي كتبة الأناجيل الذين سبقوه لم يعلموا مثل ما علم أن هناك ثلاثة شهود بالسماء ؟!

وهل الثالوث والأقانيم شيئًا ثانويًا لا يستحق الإعلان عنه من المسيح أو من كتبة الأناجيل ؟!



3- النص الثالث الذي يستدلون به على الثالوث:


رسالة ( يهوذا 1: 20-21 ) :"وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّة "ِ.

والشبيه به:
رسالة ( كورنثوس الأولى 13: 14): "ولِتكُنْ نِعمَةُ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ ومَحبَّةُ اللهِ وشَرِكَةُ الرُّوحِ القُدُسِ مَعكُم جميعًا. آمين ".

ملحوظة : كلمة "رب" هي ترجمة للكلمة الإنجليزية "لورد" (Lord ) والتي تعني سيد أو حاكم كرب العمل ، ورب البيت ، لورد كرومر .......إلخ .


الرد على النص الثالث:
النصان لا يفيدان وجود الثالوث, فلا يوجد ما يستدل به على أن " الله وعيسى والروح القدس هم إله واحد" ، فلو قال مثلاً أحد القادة لجنوده الذاهبين إلى الحرب : أيها الأبطال ابنوا أنفسكم على الواجب، مطيعين أوامر رؤسائكم ، واحفظوا أنفسكم في محبة وطنكم ، منتظرين رحمة الله .
فلا يمكننا أن نقول إن هذا البيان يتطلب دمج الواجب مع الرؤساء مع الوطن مع رحمة الله في واحد ، أو إن قال أحد مدربي لاعبي كرة القدم لفريقه : فليكن معكم روح الفريق ، وقوة المحارب ، وجهد الحصان، وبركة الدعاء فيكون كلاً من "الفريق والمحارب والحصان والدعاء" واحد في أربعة ،أو أربعة في واحد ، بالإضافة إلى أنه بقدر ما تحتويه العبارات السابقة من ضعف لإثبات أهم معتقد في المسيحية, إلا أنه لم تكن هذه العبارات من أقوال المسيح كما لم تكن هناك أي إشارة أو تصريح للسيد المسيح يقول فيه ثالوث ، أو أقنيم ، أو الثلاثة هم واحد ، أو الروح القدس إله ، أو أنا إله ، أو.. إلخ .

فهل عجز المسيح عن التصريح بذلك ؟!

جاء في ملحق أكسفورد للكتاب المقدس:
" إن أُولى أدلة العهد الجديد على صيغة التثليث هي ما ورد في رسالة بولس الثانية إلى أهل(كورنثوس 13: 14) والتي يدعو فيها بولس لأهل كورنثوس لتكون معهم نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس. ومن الممكن أن تكون هذه الصيغة الثلاثية مستمدة من طقوس دينية لاحقة وأضيفت إلى نص كورنثوس الثانية عند نسخها ".[9]

4- النص الرابع الذي يستدلون به على الثالوث ( استخدام صيغة الجمع ):

(تكوين 1 : 26) : " وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَان عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا" .

يقول النصارى : أن الله تكلم عن نفسه بصيغة الجمع في العهد القديم وهذه إشارة للثالوث ، ولم يفهمها اليهود ، حتى جاء العهد الجديد الذي على ضوء تعاليمه تم فهم هذه الإشارات على أنها إشارات للثالوث.
فكتب إسكندر جديد في كتابه "وحدانية الثالوث في المسيحية والإسلام" . ص4 :
في سفر التكوين تلميحات إلى تعليم الثالوث, لا تفهم جليًا إلا بنور إعلانات بعدها, كورود اسم الله في صيغة الجمع " إلوهيم " ( واستخدام ضمير يدل على الجمع مثل صورتنا و إلهنا ....).
كقوله (تكوين 1 :1 ) : " فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ ] إلوهيم [ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ".

و(تكوين 1 : 26) : " وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا" .

و(تكوين 3 : 22 ) : "وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: هُوَذَا الإِنْسَان قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ".

كما جاء في معجم اللاهوت الكتابي ما يلي:

لقد استخدم الله ضمير الجمع لنفسه في قوله :"نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" ( تك 1: 26) . "هوذا الإنسان قد صار كواحدٍ منا" (تك 3: 22) :"هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم" ( تك 11: 7) . [10]

كتب القمص زكريا بطرس في كتابه "الله واحد في الثالوث الأقدس" مبررًا عدم ذكر الثالوث في العهد القديم : والواقع أنه عندما يكون الإنسان طفلا، تعطي له الحقائق العويصة مبسطة مجملة، ولكن عندما ينضج هذا الطفل ويكمل إدراكه ، لا تشبعه المعلومات المجملة المبسطة، وإنما يسعى باحثاً عن دقائق الأمور وتفاصيلها ، إذ يضحى عقله مستعدًا لتقبلها واستيعابها. وهذا هو الحال مع البشرية ، فعندما كانت في مرحلة الطفولة الفكرية. أعطاها الرب صورة مجملة عن ذاته، على قدر ما تستطيع أن تدرك. وعندما نمت عقلية المؤمنين ، بدأ الرب يعلن عن ذاته بطريقة دقيقة ، فكشف عن حقيقة الثالوث في الوحدانية. وقد فسر البعض ذلك بطريقة خاطئة ظانين أن المسيحيين يؤمنون بثلاثة آلهة.[11]



الرد على النص الرابع: (الرد على الادعاء أن استخدام صيغة الجمع يرمز للثالوث ):
الرد من عدة أوجه:
أ - من المعروف أن هناك أسلوبًا للتعظيم وهو لضمير المخاطب والمتحدث ويكون فيه الضمير ضمير جمع يعبر أو يعود على مفرد ، فعندما يتحدث رئيس الجمهورية ويقول : "قررنا أو نحن " لا يكون المقصود من كلامه أن هناك ثالوثا" أو أكثر؛ بل المقصود من كلامه التعظيم وهذا في اللغة وارد ، وعندما تخاطب أحد الرؤساء بالقول : سأحضر لسيادتكم ، أو لحضرتكم ، أو لجنابكم فمن غير الممكن أن يظن شخص ما أنك تحدّث جمعًا ؛ بل هو واحد على سبيل التعظيم .

والجمع للتعظيم موجود في العبرية ولا سبيل لإنكاره ونكتفي بالمثال التالي:
( صموئيل الثاني 16 : 20 ) : "وَقَالَ أَبْشَالُومُ لأَخِيتُوفَلَ: اَعْطُوا مَشُورَة مَاذَا نَفْعَلُ؟". (21): " فَقَالَ أَخِيتُوفَلُ لأَبْشَالُومَ: ادْخُلْ إِلَى سَرَارِيِّ أَبِيكَ اللَّوَاتِي تَرَكَهُنَّ لِحِفْظِ الْبَيْت ...".
وفي النص السابق ، سأل أبشالوم أَخِيتُوفَلَ قال له:" ماذا نفعل ؟ - ولم يقل له: ماذا أفعل ؟ - فقال له أَخِيتُوفَل:" ادخل على سراري أبيك" - فالفعل هنا خاص به وحده .
وهناك العديد من الأمثلة منها )عزرا 4 : 16- 18 ) و(أخبار الأيام الثاني 10 : 6- 9 ).

ب- هل من المعقول أن أنبياء العهد القديم بدءًا من إبراهيم عليه السلام لم يدركوا عن الثالوث شيئًا فضلاً عن أن يصرحوا أن الله واحد في ثالوث ؟! ولكنهم أدركوا وحدانيته سبحانه فقط ولم يشيروا لأي ثالوث وهم صفوة الله من خلقه ، وأدركه أصحاب مجمع نيقية والقسطنطينية في القرن الرابع الميلادي ؟!
ج- إن كانت صيغة الجمع ( صورتنا ، منا ، شبهنا.... إلخ ) تدل فعلاً على الجمع ، فما الذي يدريهم أن الجمع يدل على ثلاثة ؟! ولماذا لا يكون المقصود به أربعة أو خمسة أو أكثر ؟!.

د- الثالوث لم يفهمه أي من علماء المسيحية كما سنستدل بأقوالهم في هذا الفصل, فكيف يقال نضجت البشرية لتستوعبه؟ والنصارى لا يفهمون الثالوث إلا بأمثلة مثل أمثلة الشمس والتفاحة ....الخ , وسنتناول الأمثلة في هذا الفصل بعون الله تعالى.

ه- أقوال المسيح كانت واضحة جدًا في الحديث عن وحدانية الله تعالى وأنه لا إله إلا الله, ولم يذكر أو يشير للثالوث أبدًا فقال حسب العهد الجديد : (يوحنا 17 : 3 ):" وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ".- فلم يقل: ليعلموا الثالوث - بل قال: "ليعلموا أنك أنت الإله الحقيقي وحدك".

كما أكد المسيح في كل أقواله وحدانية الله تعالى بدون ثالوث أو أقانيم أو غيرها, وأعلن عبوديته لله تعالى فقال حسب العهد الجديد: (يوحنا 20 : 17 ) :"قَالَ لَهَا يَسُوعُ:لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُم".

فمن إذًا إلهه الذي قال إنه ذاهب إليه ؟!.



في قاموس أردمانز للكتاب المقدس: إن عقيدة الثّالوث المقدّس قد رُبِطَت بجوانب مختلفة من وحي العهد القديم, ومن المحتمل أن تكون الجوانب الأكثر أهمية في ذلك هو استخدام صيغة الجمع للدلالة على الألوهية والإشارات إلى الربوبية وتميُّز روح الله والمسيح عما دون ذلك. إن التأييد الذي يقدمه وحي العهد القديم للمعتقد المسيحي فيما يتعلق بالثالوث المقدس هو تأييد مبالغ فيه, وخاصة فيما يتعلق بالأدلة المستقاة من استخدام صيغة الجمع في الإشارة إلى الألوهية. [12]



5- النص الخامس الذي يستدلون به على الثالوث ( اللفظ ألوهيم في العهد القديم ):

كتب إسكنر جديد في كتابه "وحدانية الثالوث" : في سفر التكوين تلميحات إلى تعليم الثالوث.لا تُفهَم جلياً إلا بنور إعلانات بعدها .كورود اسم الله في صيغة الجمع إلوهيم كقوله: " فِي الْبَدْءِ خَلَقَ إلوهيم السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض" ( تكوين 1 :1 ) .

ويشاركه هذا الرأي القمص تادرس يعقوب فيقول في تفسير سفر التكوين:
الله : جاء بصيغة الجمع فكأنما يقول في البدء خلق الآلهة السماوات والأرض ، وبالعبرية فالمفرد آل أو آلوه والمعنى الواجب التعظيم والخشوع والاحترام والجمع بالعبرية آلوهيم. وهذا يشير للثالوث الأقدس الذي خلق: "الآب" : يريد وهو الذات الذي يلد الابن وينبثق منه الروح القدس.
الابن : هو في البدء الذي يصنع كل شيء ويكون كل شيء.
الروح القدس : كان يرف على المياه ليبعث حياة (آية :2).
بينما نجد القس أنطونيوس فخري في تفسير نفس العدد ، لا يذكر تعدد الآلهة أو الأقانيم فيقول:
خلق : هذا يثبت أن الله هو الذي خلق العالم . وهذا الكلام موجه لليهود الذين عاشوا وسط الجو الوثني في مصر وسمعوا عن آلهة كثيرة وبهذا يعلموا أن إلههم الواحد هو خالق السماوات والأرض فلا يعبدوا هذه المخلوقات ( الملائكة والشمس أو النار....).
وذكر الأرشيدياكون نجيب جرجس في تفسير الكتاب المقدس :

ولا تعني صيغة الجمع تعدد الآلهة ولكنها تعني أمرين:
أولاً : أن الله تعالى هو الواحد الأحد..... (لا نعترض على أن الله تعالى واحد).
ثانيًا : ورأى الكثير من العلماء أن صيغة الجمع في (ألوهيم ) تشير أيضًا إلى قيام الله الواحد بثلاثة أقانيم وهي (الآب والابن والروح القدس) وهذه أول إشارة لحقيقة التثليث في الكتاب المقدس . [13]



الرد على النص الخامس ( الرد على الادعاء بأن ألوهيم تفيد التثليث):

اللفظ إلوهيم يتكون من ( إلوه- يم مما يعني إله ويضاف يم للتعظيم أو الجمع ) .

أولا: إن قلتم أن ألوهيم هي تعظيم الإله, فلا ذكر للثالوث.وإن قلتم إنها تعني آلهة (جمع إله),فهذا يعني إقراركم بتعدد الآلهة وليس بتعدد الأقانيم, وهذا ما يتناقض مع كل عبارات الوحدانية ومع قوانين الإيمان.
ثانيا" : تم استخدام لفظ إلوهيم للدلالة على إله واحد ليس له أقانيم:

( قضاة 16 : 23 ) : " وَأَمَّا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فَاجْتَمَعُوا لِيَذْبَحُوا ذَبِيْحَةً عَظِيْمَةً لِدَاجُوْنَ إِلَهِهِمْ وَيَفْرَحُوْا وَقَالُوا قَدْ دَفَعَ إِلَهُنَا لِيَدِنَا شَمشُوْنَ عَدُوَّنَا" .

جاءت كلمة إلههم بلفظ إلوهيم في الكتاب المقدس, أي أن داجون إله الفلسطينيين الوثني أطلق عليه إلوهيم و"داجون" ليس له ثالوث كما أنه مفرد وليس جمع.

ثالثا" : في قاموس "سترونج " للمصطلحات العبرية, نجد معنى إلوهيم كما يلي:

El-o-heem'

Gods in the ordinary sense; but specifically used (in the plural thus, especially with the article) of the supreme God; occasionally applied by way of deference to magistrates; and sometimes as a superlative: - angels, X exceeding, God (gods) (-dess, -ly), X (very) great, judges, X mighty. (Strong's Hebrew and Greek dictionaries.)
والترجمة : "إلوهيم كلمة جمع تستعمل عادة في العبرية لبيان غزارة القوة والعزة لمفرد, تكوين كلمة إلوهيم البنائي جمع وفي العبرية تستعمل للتعظيم والتقديس."-تطلق على القضاه والملائكة والآلهة .

نفس النتيجة نجدها في المعاجم الآخرى مثل: ( Smith's Bible Dictionary).
بذلك اللفظ ألوهيم لا يدل على الجمع بتاتا" ولا علاقة له بالثالوث ولا يعبد اليهود الثالوث وهم أصحاب العهد القديم الذي ورد عندهم اللفظ ألوهيم وبلغتهم , ولم يفهموا منه أي إشارة تدل على الجمع.



6- النص السادس الذي يستدلون به على الثالوث ( النص الخاص بمعمودية المسيح):



النصوص المتعلقة بمعمودية المسيح على يد يوحنا المعمدان, تبين أنه بعد أن اعتمد المسيح وخرج من الماء, ظهرت حمامة في السماء (قالوا : الروح القدس), وسمعوا صوتًا من السماء ( قالوا : الآب), فقال النصارى: إن اجتماع الثلاثة المسيح والحمامة والصوت يدل على الثالوث.
ففي إنجيل متى : (متى 3 : 16 :"فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ" . (17) :"َصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيب الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" . )

وفي إنجيل مرقس: ( مرقس 1 : 9 :"وفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ". (10) : "وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ".(11):" وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ " ).

وفي إنجيل لوقا : ( لوقا 3 : 21 : " وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ ". (22) :" وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ ".)



الرد على النص الخامس ( الرد على الاستدلال على الثالوث من معمودية المسيح عليه السلام):
أ- النص يشير إلى وجود ثلاثة كيانات أو ذوات مختلفة ومنفصلة عن بعضها, ولا يشير إلى أن هناك ثلاثة في واحد أو واحد في ثالوث.
ب- لو كان كل من الثلاثة منفصلا" عن الآخر بهذه الطريقة وكل منهم إله حسب قانون الإيمان, لكان هذا تصريحا" واضحا" بعبادة ثلاثة آلهة .
الأول هو: المسيح على الأرض بعد خروجه من الماء.
الثاني هو: الروح المتجسد على هيئة حمامة تطير.
الثالث هو: صاحب الصوت من السماء, ولا يشير النص بأي حال إلى أن الثلاثة مجتمعين هم (الله).
ج- النص دليل على عدم ألوهية المسيح فالنص متناقض مع نفسه في جزئية أزلية وجود المسيح فالقول الذي نسب إلى الآب ( ابني الذي به سررت ) يعني ويفيد أنه لم يكن موجودًا في وقت من الأوقات وبعد أن أصبح موجودًا حدث السرور. ( به سررت ).

د- النص متناقض مع نصوص صريحة جدا" تقول إن الله تعالى لم يسمع صوته أحد, مثل قول المسيح في(يوحنا5 :37) :" وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ".

فكيف يقال سمعنا صوتًا يقول هذا ابني الحبيب ؟!



خاتمة الرد على النصوص التي يحاول النصارى الاستدلال منها على الثالوث :

- هل سيكون البحث عن الأدلة الكتابية لأهم معتقد في المسيحية بهذه الصعوبة ؟

- لقد أعلن الله صراحة وبكل وضوح وحدانيته ، فإن كان الله هو ثالوثا ، لماذا لم يقل المسيح بصراحة إن أعظم الوصايا أن الله واحد في ثالوث؟ .

- ألم يجد المسيح وقتًا ليعبر عن حقيقة الله أو حقيقته كما يدعون؟ واختار أن يتحدث عن الوحدانية وأنه لا إله إلا الله مُخفيًا ألوهيته والثالوث عن الجميع ، ثم يطلب منا ومنكم معشر قساوسة النصارى الإيمان بما لم يقله ولم يعبر عنه ؟!
- أليس من الغريب بالنسبة لمعتقدي الثالوث أن الله اختار بألا يضع تصريحًا واحدًا فقط في كامل الكتاب المقدس حيث يقول فيه : أنا ثلاثة آلهة في واحد؟!

- لماذا لا تتساءلون لماذا رأى الله أنه من الضروري التصريح بوضوح وبشكل متكرر من خلال الكتاب المقدس بأنه إله واحد ، ولم يحن الوقت أبدًا ليصرّح بوضوح بأنه " ثلاثة آلهة في واحد" أو "واحد في ثالوث" بل تُرك ذلك لأكابر المسيحية لكي يلاحظوا ويستنتجوا ويجمعوا المعلومات أنه "لابد أن يكون الله ثالوثاً مقدساً في القرون التالية للسيد المسيح ؟!

- لماذا لا نجد يهودياً واحداً يعبد "الثالوث المقدس" ؟

- لماذا لم يتم ذكر اللفظ بالكتاب المقدس ثالوث ولاهوت وناسوت وأقانيم وواحد في الجوهر..إلخ ؟!

- إن العهد الجديد بالكتاب المقدس في ما يزيد على 350 صفحة قد ذكر فيهم تفاصيل أشياء عديمة الأهمية ومكررة في أكثر من إنجيل ، فمثلاً حسب مقدمة الكتاب المقدس للكاثوليك الآيات المشتركة بين الثلاثة أناجيل الأولى والتي تسمى الإزائية أي (المتشابهة أوالمتماثلة ):

330 آيات مشتركة بين الثلاثة أناجيل متى ومرقس ولوقا.
178 آيات مشتركة بين متى ومرقس.
100 آيات مشتركة بين مرقس ولوقا.
230 مشتركة بين متى ولوقا.[14]

- ألم يكن من الممكن بدلا" من هذا التكرار أن يتم كتابة سطر واحد فقط واضح يقول بالتثليث أو بألوهية المسيح ؟؟
- لماذا لم يذكر أحدهم أن أهم تعاليم المسيح هو الثالوث !؟.

- كيف يغفل كتاب الأناجيل عن ذكر عبارة واحدة مثل " الله واحد في ثالوث ".
- لماذا لم يقل المسيح كانت "أهم الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهك واحد " ولكنني أقول لكم ثالوث في واحد وواحد في ثالوث " ؟!

- لماذا لم يضرب المسيح مثلاً للتلاميذ عن الثالوث, مثل الأمثال العديدة التي وردت بالكتاب المقدس قائلاً: إن مثل الثالوث كمثل الشمس لها جرم وحرارة وضوء .
جاء بالأناجيل نسعة وعشرين مثالا" للشرح على لسان المسيح وليس بينهم مثال واحد عن الثالوث .
- ذكرت الأناجيل تفاصيل ركوب المسيح على جحش ودخوله أورشليم ، وقد تم ذكر هذا الحدث في الأربع أناجيل والبعض ِذكر جحش وأحدهم ِذكر جحش وأتان .وبالرغم من التناقض الظاهر في الرواية من أن المسيح جلس على الجحش فقط أم جلس على الجحش والأتان, والتناقض الثاني أنه وجد الجحش أم أرسل من يحضره, فلو كان التثليث معروفا عند كاتب أي من الاناجيل لكان قد عبر عنها أحدهم ولو بجملة واحدة بدلاً من الخوض في هذه الروايات المتناقضة كما سيلي.

في انجيل متى: ( متى 21 : 1) :"وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ".(2) :"قَائِلاً لَهُمَا: اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَاناً مَرْبُوطَةً وَجَحْشاً مَعَهَا فَحُلَّاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا".(3) :"وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئاً فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا". (4):"فَكَانَ هَذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ". ( 5):" قُولُوا لاِبْنَةِ صِهْيَوْنَ هُوَذَا : مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعاً رَاكِباً عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ". (6):" فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ ". (7) :"وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا".

وفي إنجيل مرقص: (مرقص 11 : 1) :"وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ". ( 2 ): " وَقَالَ لَهُمَا: اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ وَأَنْتُمَا دَاخِلاَنِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ". (3) :"وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَفْعَلاَنِ هَذَا؟ فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا". (4):" فَمَضَيَا وَوَجَدَا الْجَحْشَ مَرْبُوطاً عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا عَلَى الطَّرِيقِ فَحَلاَّهُ". (5):" فَقَالَ لَهُمَا قَوْمٌ مِنَ الْقِيَامِ هُنَاكَ: مَاذَا تَفْعَلاَنِ تَحُلاَّنِ الْجَحْشَ؟". (6) :"فَقَالاَ لَهُمْ كَمَا أَوْصَى يَسُوعُ فَتَرَكُوهُمَا". (7):"فَأَتَيَا بِالْجَحْشِ إِلَى يَسُوعَ وَأَلْقَيَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِ".

وفي إنجيل لوقا: ( لوقا 19 :29) :"إِذْ قَرُبَ مِنْ بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا عِنْدَ الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ الزَّيْتُونِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ". (30):" قَائِلاً: اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا وَحِينَ تَدْخُلاَنِهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ". (31) :"وَإِنْ سَأَلَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَحُلاَّنِهِ؟ فَقُولاَ لَهُ: إِنَّ الرَّبَّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ". (32) :"فَمَضَى الْمُرْسَلاَنِ وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا". (33):"وَفِيمَا هُمَا يَحُلاَّنِ الْجَحْشَ قَالَ لَهُمَا أَصْحَابُهُ: لِمَاذَا تَحُلاَّنِ الْجَحْشَ؟". (34):"فَقَالاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ". (35):" وَأَتَيَا بِهِ إِلَى يَسُوعَ وَطَرَحَا ثِيَابَهُمَا عَلَى الْجَحْشِ وَأَرْكَبَا يَسُوعَ".

وفي إنجيل يوحنا: ( يوحنا 12 : 14) :"وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشاً فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ". (15):"لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صَِهْيَوْنَ هُوَذَا ، مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِساً عَلَى جَحْشِ أَتَان".



ألم يكن من الممكن ومن المنطقي أن لا يذكر أحد كتبة الاناجيل هذه الواقعة ويكتب سطرًا واحداً عن الثالوث ، إن كان يعلم بوجود شيء اسمه ثالوث !.

- أرسل بولس رسائله التي هي جزء من الكتاب المقدس, ووضع فيها سلاماته وقبلاته وتحياته وأوصاهم أن يحضروا له الرداء الذي نسيه, ولم يذكر لهم بولس الثالوث الذي لم يعرفه هو أيضًا .
( 2 تيموثاس : 4 : 11) :" لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ ؛ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ". ( 12):" أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ". (13) :" اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضًا وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ".(19) :"سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ". (20) :"أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ. وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضا". (21):"بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفَِدِيَّةُ وَالإِخْوَةُ جَمِيعا".

(رومية 16 : 10) :"سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ أَرِسْتُوبُولُوسَ".

(11):"سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ نَسِيبِي. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ نَرْكِسُّوسَ الْكَائِنِينَ فِي الرَّبِّ.(12) :"سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَيْنَا وَتَرِيفُوسَا التَّاعِبَتَيْنِ فِي الرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ الْمَحْبُوبَةِ الَّتِي تَعِبَتْ كَثِيراً فِي الرَّبِّ. (13) :"سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي". (14) :"سَلِّمُوا عَلَى أَسِينْكِرِيتُسَ وَفِلِيغُونَ وَهَرْمَاسَ وَبَتْرُوبَاسَ وَهَرْمِيسَ وَعَلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مَعَهُمْ". (15) :"سَلِّمُوا عَلَى فِيلُولُوغُسَ وَجُولِيَا وَنِيرِيُوسَ وَأُخْتِهِ وَأُولُمْبَاسَ وَعَلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ مَعَهُمْ". (16) :"سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ" .



ألم يكن من الممكن أن يقول بولس في إحدى رسائله جملة عن الثالوث ووحدة الثالوث ووحدانية الثالوث و
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موسى الزليتنى
عضو مالكى
عضو مالكى



الجنس : ذكر
الدولة : مصر
عدد المساهمات : 172
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح     كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 23, 2011 8:23 pm


---------------------------------------------------------------

[1] من أجل المسيح For Christ's Sake– توم هاربر Tom Harpur – ص 103.

[2] تفسير العهد الجديد لتيندال - الجزء الأول، ص 275.

[3] الموسوعة الكاثوليكية، المجلد الثاني، ص 236.

[4] قاموس الكتاب المقدس لهاستينج- طبعة 1963، ص 1015 .

[5] الكتاب المقدس - النسخة القياسية الجديدة (NRSV) حول متى 28: 19.

[6] معجم مفسري الكتاب المقدس – الإصدار الرابع ص 711 – مطابع أبينغدون

The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.711, Abingdon Press

[7] المصدر السابق – ص 871.

[8] قاموس إردمانز للكتاب المقدس، تحرير آلن ميرز – ص 1020

The Eerdmans Bible Dictionary, Edited by Allen C. Myers, p. 1020

[9] ملحق أكسفورد للكتاب المقدس، بروس متجر ومايكل كوجان، ص 782

The Oxford Companion to the Bible, Bruce Metzger and Michael Coogan, p. 782

[10] علم اللاهوت النظامي تأليف: القس جيمس أَنِس, راجعه ونقَّحه وأضاف إليه: القس منيس عبد النور.



[11] مقدمة كتاب " الله واحد في الثالوث الأقدس "- زكريا بطرس.

[12] قاموس إردمانز للكتاب المقدس، تحرير آلن ميرز – ص 1019

[13] تفسير سفر التكوين – أرشيدياكون نجيب جرجس–ص37 طبعة مدارس بيت الأحد- القاهرة .
[14] الكتاب المقدس للكاثوليك- مدخل إلى الأناجيل الإزائية- ص 28.



أقوال علماء وآباء النصارى في التثليث

أقوال علماء وآباء النصارى في التثليث.
تعرضنا للأدلة الكتابية عن الثالوث وبيّنا أنه لا توجد أي أدلة كتابية واضحة في العهد القديم أو الجديد تتحدث عن الثالوث ، ولكن ربما يخرج علينا من يقول إن الثالوث شيء طبيعي ومنطقي وواضح ولا داعي لأدلة كتابية عليه ، لذلك سنعرض رأي آباء وكبار رجال الدين المسيحي في الثالوث لنبين أنهم لم يجدوا أي أدلة كتابية على الثالوث ،ولم يفهموه أيضًا ، فأصبح الإيمان بالثالوث بغير نصوص كتابية وبما لا يقبله العقل ! .






- قال العلامة أوجين دي بليسي : ما أعلى الحقائق التي تضمنها عقيدة التثليث وما أدقها , فما مستها اللغة البشرية إلا جرحتها في إحدى جوانبها [1] .

- قال بوسويه: ولقد خلت الكتب المقدسة من تلك المعضلة حتى وقف آباء الكنيسة حائرين زمنًا طويلاً ؛ لأن كلمة أقنوم لا توجد في قانون الإيمان الذي وضعه الرسل ، ولا في قانون مجمع نيقية ، وأخيرًا اتفق الآباء على أنه كلمة تعطي فكرة ما عن كائن لا يمكن تعريفه بأي وجه من الوجوه .[2]
- قال القديس أوغسطينوس : عندما يراد البحث عن كلمة للإعراب بها عن الثلاثة في الله تعجز اللغة البشرية عن ذلك عجزًا أليمًا .[3]
- قال القمص منسي يوحنا : نعود فنكرر القول أن سر التثليث عقيدة كتابية لا تفهم بدون الكتاب المقدس, وأنه من الضروري أن لا يفهمها البشر, لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الآلهة . [4]
- قال القس بوطر : قد فهمنا ذلك على قدر عقولنا ونرجوا أن نفهمه فهمًا أكثر جلاءًا فى المستقبل, حين ينكشف لنا الحجاب عن كل ما في السماوات والأرض, وأما في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه كفاية . [5]
- قال القس باسيليوس : أجل ، إن هذا التعليم من التثليث فوق إدراكنا .[6]



الخلاصة: أسس العقيدة يجب أن تكون واضحة جلية ، أما الغيبيات فمن الممكن أن نعتقد ونؤمن بما لا نفهمه ولكن بعد وجود الدليل الكتابي والتأكد من مصدره، فالله تعالى إن طلب منا أن نؤمن بأي من الغيبيات مع عدم تحكيم العقل فيها مثل الحياة الآخرة أو الجنة وغيرها, سنؤمن بما قاله الله تعالى.

والسؤال متى وأين قال الله تعالى لكم إنه واحد في ثالوث ؟ بل متى وأين قال لكم المسيح هذا ؟!



--------------------------------------------------------------------------------

[1] كتاب شمس البر - ص 118 - القمص منسي يوحنا – مطبعة المحبة – شبرا- موضوع الثالوث.

[2] المصدر السابق- ص 118.

[3] المصدر السابق – ص 118.

[4] المصدر السابق – ص 121.

[5] رسالة الأصول والفروع -القس بوطر بعد شرح التثليث والأقانيم

[6] القس باسيليوس في كتابه " الحق".


تاريخ إقرار التثليث والاعتراف به

تاريخ إقرار التثليث والاعتراف به:

في الموسوعة الكاثوليكية : يدرك المفسرون وعلماء الإنجيل اللاهوتيون بالإضافة إلى عدد كبير من الروم الكاثوليك أنه يجب على المرء ألا يتحدث بموضوع الثالوث المقدس في العهد الجديد ما لم يكن مؤهلاً تماماً لذلك.


و بالمثل يدرك مؤرخو العقيدة وعلماء اللاهوت أنه عندما يتحدث أحدهم عن الثالوث المقدس دونما تأهيل فإنه يقفز بحواره من عهد الأصول المسيحية إلى الربع الأخير من القرن الرابع بعد الميلاد. في ذلك الوقت فقط تمكّن ما يسمى بـ (التعريف المحدد لعقيدة الثالوث : إله واحد في ثلاثة أقانيم) من الانصهار في حياة المسيحيين و فكرهم... لقد كان هذا المفهوم نتاج ثلاثة قرون من التطور العقائدي .[1]

الموسوعة البريطانية وتحت اسم "الثالوث" "Trinity" :

لم تظهر كلمة الثالوث ولا وصف المعتقد في العهد الجديد ، والمسيح وأتباعه لم يعارضوا الصيغة التي وردت في العهد القديم:" اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: اَلرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ ".(ثنية 6 : 4 ). ولكن المسيحيين الأوائل كان عليهم أن يوفقوا بين الاعتقاد بعودة المسيح و بين الإيمان بأن قوة الله فيهم متمثلة في الروح القدس ، ومعتقد الثالوث نما خلال عدة قرون محدثًا الكثير من الجدال. وفي مجمع "نيقية" عام 325 تم الإقرار بأن الابن له نفس المادة مثل الآب ( متحد معه في الجوهر) ولم يذكر الروح القدس إلا عابرًا وفي عام 381 م دافع "اثناسيوس" عن قانون الإيمان الخاص بمجمع "نيقية" وفي نهاية القرن الرابع أصبح معتقد الثالوث معتقدًا أساسيًا. [2]



لقد عاش ومات حواريو عيسى ولم يسمعوا بحياتهم عن أي "ثالوث مقدس" فهل ترك عيسى عليه السلام, أتباعه في حيرة وضياع حتى إنهم لم يتمكنوا من التعرف على الطبيعة "الحقيقية" لله ؟! وهل تركهم في مثل هذه الظلمة حتى إنهم لم يستطيعوا التعرف على الطبيعة "الحقيقية" للذي يعبدونه ؟! وهل عيسى عليه السلام لم يكن على مستوى الكفاءة المطلوبة لأداء واجباته حيث ترك أتباعه في مثل هذه الفوضى العارمة ، فاستلزمهم ثلاثة قرون بأكملها بعد رحيله ليجمعوا الأشلاء المتناثرة لفهم التصوّر الخاص بطبيعة الذي يعبدونه؟! ولماذا لم يقل عيسى بوضوح و لو لمرة واحدة فقط: (أنا والله والروح القدس ثلاثة أقانيم في ثالوث واحد، اعبدونا جميعاً على أننا واحد)؟!

كتب توم هاربر في كتاب "من أجل المسيح":

"إن الأمر الأكثر إحراجا بالنسبة للكنيسة هو صعوبة إثبات أي تصريح يتعلق بالعقيدة من خلال وثائق العهد الجديد ، وببساطة لا يمكننا أن نجد ذكرًا لعقيدة الثالوث في أي مكان من الكتاب المقدس. لقد كان للقديس بولس الفهم الأوسع لدور عيسى وشخصه، إلا أنه لم يقل إن عيسى هو الله في أي مكان من كتاباته ، كما أن عيسى نفسه لم يدّع صراحة أنه الأقنوم الثاني في الثالوث المقدس وأنه مساوٍ لله تماما. وبما أنه كان يهوديا تقيا فإنه كان سيصعق بمثل هذه الفكرة و يذبّها عن نفسه.. إن هذا بحد ذاته سيء للغاية."[3]



نقرأ في قاموس الكتاب المقدس لجون ماكينزي:

"تعرف الكنيسة الثالوث المقدس على أن الإيمان بأن لله ثلاثة أقانيم يتحدون في طبيعة واحدة . تم التوصل إلى هذا المعتقد بالتعريف أعلاه في القرن الرابع والخامس بعد الميلاد ، و بذلك فهو ليس معتقدا إنجيليا بصفة واضحة و رسمية ." [4]



نقرأ أيضًا في ملحق أكسفورد للكتاب المقدس:

"ولأن الثالوث المقدس من الأجزاء الهامة للعقيدة المسيحية الحالية ، فإنه من الملفت للنظر أنّ هذا المصطلح لا يظهر في العهد الجديد ، والمفهوم المطوّر للشركاء الثلاثة المتساوون في الألوهيّة -والموجود في صيغة قوانين الإيمان - لا يمكن ملاحظته بوضوح في حدود الشريعة الكنسية... على الرغم من أن مؤلفي العهد الجديد قد تحدثوا بشكل كبير عن اللّه وعيسى وروح كل منهما, فإنك لا تجد مؤلّفًا واحدًا للعهد الجديد يشرح العلاقة بين الثلاثة في التفصيل الذي يتطرق إليه المؤلفون المسيحيون اللاحقون ." [5]



كيف يتم تبرير وقبول التثليث عند القائلين به مع عدم وجود نصوص وعدم فهمه ؟!

نتيجة لعدم وجود نصوص للتثليث ولعدم معقوليته بالنسبة للعلماء وبالتالي للعوام ، يتم تبرير وشرح الثالوث بالأمثلة التي لم تكن أبدًا من تعليم الانبياء ، وبها الكثير من التلاعب والتناقض كما سنبين بإذن الله تعالى.
المثال الأول: (الشمس لها جسم ولها ضوء ولها حرارة فهي ثلاثة في واحد !).

عند سؤال قس كيف يكون الله واحدًا في ثالوث ؟!
سيسأل القس السائل : هل الشمس لها جسم ؟
السائل : نعم .
القس : هل لها ضوء ؟
السائل : نعم .
القس : هل لها حرارة ؟
السائل : نعم .
القس : إن فصلنا أيّ من هذه الثلاثة ، هل تصبح شمسًا ؟
السائل : لا .
القس : هذا هو الثالوث شيء واحد ولكنه في ثالوث ولا يمكن فصل الحرارة عن الشمس عن الضوء.

يتم ضرب نفس المثل للشمعة وللمصباح ( جسم وضوء وحرارة ) ، وللتفاحة (جسم وطعم ورائحة).



الرد على المثال وبيان زيفه :
تنقسم الأشياء كلها إلى قسمين:
الأول : شيء قائم بذاته مثل السيارة أو الدولاب أو المكتب أو حيوان ويسمى جوهر أو عين.

الثاني : خواص أو صفات وهي تحتاج للأول ليقيمها حتى تكون مفهومة وتسمى أعراض مثل ( رائحة – طعم – طول – وزن – ضوء - صوت - حرارة - سرعة - حركة - رحمة – كلمة... إلخ ).

فلا يمكن أن نقول الوزن 50 كيلو جرام ونسكت ؛ بل يجب أن تقول وزن شيء ما يساوي 50 كيلو جرام ، فالوزن عرض أو خاصية تختص بشيء قائم بذاته مثل (صندوق أو دولاب أو إنسان أو ....إلخ) ، ووزن الشيء ليس هو الشيء نفسه.
كذلك الصوت فلا نقول سمعت صوتا" ونسكت, بل يجب أن نصف الصوت؛لأن الصوت لا يأتي بمفرده ، فنقول سمعت صوت شيء يصدر منه أصوات ( مثل: قطار – سيارة – حيوان), بمعنى سمعت صوت شيء قائم بنفسه (جوهر أو عين ), لأن الصوت عرض أو خاصية لشيء فلا يقوم الصوت بنفسه ولكنه يصدره شيء قائم بذاته ( جوهر أو عين ).

فالصوت يجب أن ينسب لشيء يصدر أصواتًا . والضوء ينسب لشيء يصدر الضوء ، والحركة تنسب لشيء من خواصه الحركة.





وبهذا لو نظرنا للمثال السابق الخاص بالشمس سنجد أن الشمس نجم له جسم ويتميز هذا الجسم بالضوء والحرارة .
وبتعبيرآخر النجم جوهر والباقي خواص ( أعراض) له ؛ فلا يعتمد وجود النجم على الحرارة والضوء في حين أن الحرارة والضوء (الخواص) هما من خواص أو أعراض الشمس اللذان يعتمد وجودهما عليه.

بذلك لا توجد مساواة بينهم ( مثل أقانيم الثالوث ).
فالحرارة والضوء لا معنى لهما بدون النجم الذي ينتجهما، ولا يتم وصفهما بدونه مثلهما مثل الوزن والكتلة والحجم والطول والعرض وغيرها من خواص النجم.
ولتقريب المثال : المصباح الكهربي ( جوهر ) جسم وله ضوء وحرارة (خواص), الضوء والحرارة يعتمدان في وجودهما على المصباح ؛ (لأنهما من خواصه ومرتبطان به).
ولكن المصباح لا يعتمد على الضوء والحرارة ، فجسم المصباح موجود كما هو حتى لو أطفأته وزال منه الضوء والحرارة ولكن تتغير خواصه.

هل من الممكن القول أن السيارة لها حركة ولها صوت ؟ فالسيارة ثلاثة في واحد ؟!
هل من الممكن القول أن حركة السيارة أرسلناها للبلد المجاور مع الصوت ولا تزال السيارة عندنا ؟!
إن ضوء الشمس ليس هو الشمس, وحرارة الشمس ليست هي الشمس بل خاصية أو عرض له.

فإن قلنا إن الابن ( المسيح ) يعتمد في وجوده على الآب ، أو هو خاصية من خواصه إذًا فالابن ليس إلها ؛ لأنه يعتمد على وجود غيره .
لذلك لا يصلح هذا المثال للثالوث وبالمثل مثال التفاحة والشمعة.
فحسب قانون الإيمان " المسيح إله حق من إله حق" ولا يمكن أن يكون إله حق يعتمد على إله حق آخر" أو أن يكون إله حق هو من خواص إله حق آخر!.



المثال الثاني: (الإنسان يتكون من ذات وعقل وروح وهو واحد!).

الرد : الإنسان مكون من جزئين هما الجسد والروح وكل منهما قائم بذاته, ركّب الله تعالى الإنسان بهذه الصورة وأخبرنا بذلك في قصة خلق آدم عليه السلام ، وفي الإنسان لا نستطيع القول أن الروح ذهبت لمكان آخر غير الجسد والعقل ذهب ليحضرها, كما يشير العهد الجديد للأقانيم الثلاثة فيقال : إن الآب (الذات), أرسل الكلمة (المسيح ) لتتجسد على الأرض، وأرسل لها الروح ( الروح القدس ) لتقويها, فهل كان الآب بدون كلمة, أو عقل أو روح ؟! .
كما أن الإنسان لا يصنع حوارًا بين روحه وعقله وذاته, كما كان الحوار بين المسيح والآب.

أما بالنسبة للعقل فذات الإنسان لا تفنى ، إن ذهب العقل عنها ولكن تتغير خواصها فيصبح إنسانًا بل عقل, فالأصل هو ذات الإنسان ويتميز بخصائص العقل والحركة والإحساس والوزن والطول.
لذلك المثال السابق لا يليق ولا يصلح لإثبات الثالوث فالله تعالى منزه عن التركيب وعن التجزئة أو أن يعتمد على شيء في أمر من الأمور.



المثال الثالث : (المثلث ثلاثة أضلاع ولو حذفنا أي ضلع لن يصبح مثلثًا ).

الرد :

كل ضلع ليس مثلث بمفرده بل أن تجمعهم أو افتراقهم يغير في الشكل النهائي.
فحسب قانون الإيمان الآب إله والابن إله والروح القدس إله ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد.
وهذا لا ينطبق على المثلث فهو ثلاثة أضلاع يكونون مثلث وليس ثلاثة مثلثات يكونون مثلث.



المثال الرابع : (الله تعالى موجود بذاته ، ناطق بكلمته ، حي بروحه فهو ثالوث) .

القس : هل الله موجود ؟ ..........نعم !
القس : هل الله متكلم ؟.............نعم !
القس : هل الله حي ؟..............نعم !

القس : هذا هو الثالوث إن الله موجود بذاته وهو(الآب)، ومتكلم بكلمته (المسيح) ، وحي بروحه (الروح القدس).
الرد :
أ- القول أن الله يتكون من الآب والابن والروح القدس وكل منهم إله كامل, ومجموعهم معًا إله كامل واحد غير مقبول ولا مفهوم باعتراف علماء النصارى.
ب -إن الله سبحانه وتعالى حي بما يليق به أن يحيا فلا نقول إنه حي بروحه أو يعتمد على شيء ما ليحيا أو يعتمد على الكلمة ليتكلم أو يدبر.
ج -حسب المثال السابق: ذات الله ( الإله ) يحتاج إلى روح الله ( الروح القدس الإله الآخر), ليحيا به, كما أنه يحتاج كلمة الله أو العقل (الكلمة أو "اللوجوس " وهو الإله الآخر ) ليتكلم أو ليعقل ، فبحسب هذا المنطق لا يصير أي منهم إلهًا لأنه يحتاج الآخرين ويعتمد عليهما, فهذا نقص والنقص ليس من الألوهية, وقانون الإيمان يقول : أن كل من الثلاثة منفردًا إله حق ومجموعهم إله حق واحد!.

د - صفات الله تعالى أكثر من الحياة والكلام، فبنفس المنطق ( الله قادر ) ومع ذلك من غير المعقول أن نقول إن "قدرة الله" هي أقنوم لله مثلها مثل "كلام الله" حسب المثال السابق.

هـ - الصفات مثل صفة الحياة أو صفة الكلام لا ينفصلان فيكونان قائمين بمفردهما فلا نقول إن الكلمة (أو العقل) ذهبت إلى مكان ما وتصرفت بمفردها وخلقت وأحيت؛ لأن الصفات لا تصبح كيانات مستقلة.

و - إن كان الكلمة (الابن ) إله حق كما يزعمون, فهل هو كامل بمعنى أن له كلمة أيضًا؟ أي هل للكلمة كلمة؟
والآب بخروج الكلمة منه, هل أصبح بدون كلمة, مع أنه إله حق أيضًا ؟ ثم إن كان كل واحد منهم إله حق ( الآب إله حق -الكلمة إله حق-الروح القدس إله حق ) ، هل كل منهما حي أم لا ؟
إن كان كل منهم حيا كما هو مفهوم من أن كل منهم إله حق ، فهذا يعني أن صفة الحياة غير مرتبطة بالروح القدس ، وهذا يعني أن كل منهم لا يحتاج للآخر ، فلا نقول إن الروح القدس سبب الحياة أو أن الكلمة هي كلمة الله أو نطقه( بذلك يكون عندنا ثلاثة آلهة كاملين منفصلين ) وإن كان كل منهم يحتاج للآخر، لن يصبح كل منهم إلها كاملا بل كل منهم أصبح جزءا" من الإله , وأصبح الإله له ثلاثة أجزاء وهذا لا يليق ولا يتوافق مع قانون الإيمان.
ز - بالنسبة لعمل الثالوث إن كان لكل أقنوم دور خاص به ومتميز عن الأقنومين الآخرين فلا يقومان بعمله فإن هذا نقص ولا يصبح الأقنومان الآخران كل منهما إله كامل.

وعلى أيّ من هذه الأقوال فالتثليث باطل ولا سبيل لتبريره.
هل من المطلوب حتى نفهم وجود الله تعالى نتناسى النصوص الخاصة بالوحدانية، ونلهث وراء ما لا نفهمه، ونحاول أن نشرح مالا نفهمه بطريقة فلسفية تخدع العامة ، وعندما نشعر بالفشل في الفهم ، نقول إن هذا التعليم أكبر من عقولنا ؟ فمن الذي قال هذا التعليم؟ ومن الذي ابتكره ؟ ومن الذي أخبركم عنه ؟



وقد كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ردًا على هذه الأمثلة : ( أن حر النار وضوءها القائم بها، ليس نارًا من نار، ولا جوهرًا من جوهر، ولا هو مساو للنار والشمس في الجوهر، و كذلك نطق الإنسان، ليس هو إنسانًا من إنسان، ولا هو مساو للإنسان في الجوهر، وكذلك الشمس وضوءها القائم بها، وشعاعها القائم بها، ليس شمسًا وجوهرًا قائمًا بنفسه، وأنتم قلتم : إله حق من إله حق ) .[6]


لمن السيطرة من أقانيم الثالوث ؟

لو كانت الأقانيم متساوية القدرة حسب قوانين الإيمان, فلن يحتاج بعضهم إلى الآخر ولن يرسل واحد منهم الآخر ولن يعلم أحدهم علما" يجهله البقية ولكننا نجد:

أ- أقنوم أرسل الآخر! قال المسيح Sadيوحنا 8: 18): " أنا هو الشاهد لنفسى ويشهد لى الآب الذى أرسلنى".

ب- أقنوم لا يستطيع إلا بمساعدة الآخر! قال المسيح (يوحنا 5: 30) : "أنا لا أقدر أن أفعل من نفسى شيئًا".

ج-أقنوم يعلم الساعة والآخرلا يعلم ! (مرقس 13: 32) :" وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين فى السماء ولا الابن إلا الآب".

فالتفاوت في المنزلة بين أقنوم وبين الأقنومين الآخرين يبين أن الإله واحد وينفي الألوهية عن الباقيين وينفي بكل وضوح وجود الثالوث ووحدة الأقانيم وألوهية المسيح .



أمثلة لشرح الثالوث يرددها بعض عامة النصارى بغير علم:
1- الهواء واحد ويتكون من ثلاثة عناصر رئيسة ، وكوب الشاي واحد ويتكون من ثلاثة عناصر وهي الماء والسكر والشاي ! .
الرد: كل مكون من مكونات الشاي ليس شايًا بمفرده فهذه مواد مركبة من ثلاثة عناصر، وكل عنصر من الهواء ليس هواءًا بمفرده , مختلفًا مع قانون الإيمان الذي يقول كل منهم إله ومجموعهم إله واحد.

2- الثلاثيات كثيرة فنجد أن هناك حالة صلبة وسائلة وغازية وهي صور للمادة .
الرد: هناك أيضًا خماسيات مثل عدد أصابع اليد, وسباعيات مثل أيام الأسبوع ورباعيات مثل فصول السنة و ثنائيات مثل الليل والنهار و.....إلخ.

3- المسلم يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم ) ونحن نقول (بسم الآب والآبن والروح القدس) ولا يوجد فرق !!
الرد :الفرق كبير بين القولين؛لأن حرف الواو الذي يفصل بين كل اسم يبين أن الأسماء تختلف عن بعضها فالواو تفيد المغايرة , ماقبلها غير مابعدها ، وكمثال:
قابلت اللاعب الطبيب. تعني: أنني قابلت شخصًا هو لاعب وطبيب في نفس الوقت.
قابلت اللاعب والطبيب. تعني : أنني قابلت شخصين أحدهما لاعب والآخر طبيب.

وبالمثل نقول : قابلت المهذب الطويل الكريم ، فمعنى هذا أنني قابلت شخصًا واحدًا يجمع هذه الصفات.
وبالمثل أيضًا نقول: بسم الله الرحمن الرحيم، تعني: باسم الله الذي من أسمائه وصفاته أنه الرحمن والرحيم.



-----------------------------------------------------------------

[1] الموسوعة الكاثوليكية الحديثة ، الإصدار الرابع عشر ، ص 295

The New Catholic Encyclopedia, Volume XIV, p. 295

[2] الموسوعة البريطانية-الإصدار 15 – الجزء 11 – صفحة 928.

[3] من أجل المسيح For Christ's Sake– توم هاربر Tom Harpur.

[4] قاموس الكتاب المقدس للمؤلف جون ماكينـزي، ص 899

The Dictionary of the Bible, John L. McKenzie, S.J., p. 899

[5] ملحق أكسفورد للكتاب المقدس، بروس متجر ومايكل كوجان، ص 782

[6] ( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح- شيخ الإسلام بن تيمية).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كتكوت
عضو متميز
عضو متميز
كتكوت


الجنس : ذكر
الدولة : مصر
عدد المساهمات : 369
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 28/03/2011

 كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح     كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح  I_icon_minitimeالسبت أغسطس 27, 2011 7:24 pm

جزاك الله خيرا
بارك الله فيك
الرجاء من الاداره تثبيت الموضوع الاهميه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات 25 يناير2011 :: المنتديات الأسلامية :: ركن الصوتيات والمرئيات الإسلامية-
انتقل الى: