المحرر عضو متميز
الجنس : الدولة : عدد المساهمات : 384 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 18/03/2011
| موضوع: ما بعد الثور ة يناير 2011 السبت مارس 26, 2011 1:31 pm | |
| تعيش مصر فترة تاريخية غير مسبوقة في الوقت الراهن بعد أن أثبت الشعب المصري، من خلال ثورته المباركة، أنه قادر على صنع تغير حقيقي وتحقيق ما كنا نحلم به من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية على النحو الذي يمكن معه إحداث نقلة نوعية والارتقاء بهذا البلد إلى آفاق رحبة يمكن خلالها لأي فرد يعيش على أرض هذا الوطن ويتنفس هواءه، أن يعبر عن رأيه بحرية تامة دون التعرض لأي من تلك الضغوط والقيود والأعمال القمعية التي كان يستخدمها النظام السابق في تأمين نفسه وبسط نفوذه على مقدرات هذا الشعب من خلال الاستعانة بالجهاز الأمني البوليسي الذي ثبت هشاشته وضعفه أمام جموع الجماهير الذي اختارت التعبير عن رأيها بصورة سلمية غير مكترثة بما يمكن لتلك الأجهزة القيام به من أعمال قمعية نظرا لإدراكهم أن مصر البلد صاحبة التاريخ الطويل والتي لا زالت غارقة في تلك الأجواء الفاسدة لابد أن تتغير إلى الأفضل وترجع لها مكانتها المفقودة منذ فترة. وفيما يتعلق بالفترة الحالية، أعتقد أن المخاوف التي يبديها البعض مما هو قادم ليست في محلها ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تزيد عن حدها، بل يجب أن ننظر للأمور بصورة تتسم بالتفاؤل، لأنه وكما قلت سابقا لن تحكم البلد بالعصا وبالأساليب العقيمة للنظام السابق، فلن يكون النظام الحكومي سوى مؤسسة تعمل من أجل الشعب لتحقيق طموحاته وسوف تقل تلك الصلاحيات التي كان يعيش في خيرها النظام السابق حتى صلاحيات رئيس الدولة يجب ألا تتعدى الصلاحيات التي يخولها هذا المنصب وفق الدستور الجديد الذي سيحدد كافة هذه الأمور. فالشعب المصري قد تذوق طعم الحرية وعرف معنى الحياة الكريمة، وبالتالي فلن يرضى بدونها بديلا، إضافة إلى أن ما كان قبل 25 من يناير لن يتكرر مرة أخرى لأن أي نظام حكم سوف يفكر مليا قبل تولي أمور البلاد لأن الشعب كله أمل في نشر الديمقراطية وإطلاق الحريات وفتح ساحات الحوار، وبأمر الله سيتحقق لهم ما أرادوا وبالتالي يجب التأكد والثقة في ذلك وعدم فتح الباب أمام تلك التخوفات التي لا تغني ولا تسمن من جوع. صحيح أن مبارك ونظامه قد تركوا إرثا ثقيلا على الصعيدين الداخلي والخارجي، فداخليا البلد تمر بفترة حرجة وهناك حاجة ماسة للارتقاء بكافة مؤسسات الدولة والقضاء على أشكال الفساد الذي كان منتشرا بصورة فجة لا تليق بمصر، إضافة إلى إصلاح الهياكل التعليمية والصحية وغيرها من المؤسسات التي تمثل حجر الزاوية في أي دولة عريقة تريد تحقيق نهضة حقيقية، أما خارجيا فإن الدولة بحاجة إلى وضع أسس جديدة لعلاقتها الخارجية على نحو يمكن معه أن تكون مصر هي الدولة صاحبة الريادة في المنطقة بوصفها أكبر بلد عربي لها تاريخ ضارب في جذور التاريخ. ولكن على الرغم من كل ذلك فإن هناك العديد من الكفاءات البشرية القادرة على إحداث تغيير حقيقي خلال الفترة القادمة لأن الفرصة الآن متاحة أمام الجميع أفرادا وأحزابا دون قيود، وسوف نرى ما هي الإمكانيات الحقيقية وما هي الكفاءات والبرامج التي يمكن لتلك الأحزاب تقديمها لأن الشعب قد أصبح الآن واعيا مدركا لهذا الأمر، وبالتالي فلن ينطلي عليه أي كلام منمق مرتب، على طريقة النظام السابق ، بدون أن يكون ذلك مرتبطا بفعل على أرض الواقع يمكن أن يلمسه المواطن المصري الذي من حقه التعبير عن رأيه واختيار رئيس دولته ونواب برلمانه في جو ديمقراطي حقيقي يتسم بالشفافية والنزاهة. | |
|