ضياءأبونحول مشرف
الاوسمة : الجنس : الدولة : عدد المساهمات : 145 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/06/2011
| موضوع: الآية التي جمعت أنواع التوحيدالثلاثة الإثنين يوليو 25, 2011 7:41 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( رَّبُّ اْلسَّمَاوَاتِ وَاْلْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاْعْبُدْهُ وَاْصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ))مريم 65
ذكر ابن تيمية _ رحمه الله _ أن هذه الآية :
جمعت أنواع التوحيد
التوحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ،وتوحيد الأسماء والصفات
((رَّبُّ اْلسَّمَاوَاتِ وَاْلْأَرْضِ))
فربوبيته للسماوات والأرض وكونهما على أحسن نظام وأكمله
ليس فيه غفلة ولا إهمال, ولا سُدىّ, ولا باطل , برهان قاطع على
عمله الشامل , فلا تشغل نفسك بذلك , بل اشغلها بما ينفعك , ويعود
عليك طائله , وهو عبادته وحده لا شريك له .
(( وَاْصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ))
أي : اصبر نفسك عليها , وجاهدها , وقم عليها أتم القيام وأكملها
بحسب قدرتك , وفي الاشتغال بعبادة الله تسلية للعابد عن جميع
التعلقات والمشتهيات كما قال تعالى : (( وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى
مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الْدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ)) إلى أن
قال (( وَأَمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْهَا )) الآية0
(( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ))
أي : هل تعلم لله مسامياً , ومشابهاً , ومماثلاً من المخلوقين ؟!
وهذا استفهام بمعنى النَّفي , المعلوم بالعقل. أي : لا تعلم له
مسامياً ولا مشابهاً , لأنه الرب وغيره مربوب , الخالق وغيره
وغيره مخلوق , الغني من جميع الوجوه , وغيره فقير بالذات
من كل وجه ,الكامل الذي له الكمال المطلق من جميع الوجوه ,
وغيره ناقص ليس فيه من الكمال إلا ما أعطاه الله تعالى ,
فهذا برهان قاطع على أن الله هو المستحق لإفراده بالعبودية
وأن عبادته حق , وعبادة ما سواه باطل , فلهذا أمر بعبادته
وحده , والاصطبار عليها , وعلل ذلك بكماله وانفراده
بالعظمة , والأسماء الحسنى
تفسير السعدي
يقول الشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله
مبيناً دلالة الآية على ذلك : ... اشتملت [ أي الآية ] على أصول عظيمة
على توحيد الربوبية وأنه تعالى رب كل شيء وخالقه ورازقه ومدبره
وعلى توحيد الألوهية والعبادة وأنّه تعالى الإله المعبود
وعلى أنّ ربوبيته موجبة لعبادته وتوحيده ولهذا أتى فيه بالفاء في قوله:
( فاعبده ) الدالة على السبب أي فكما أنّه ربّ كل شيء فليكن هوالمعبود حقـًّا فاعبده
ومنه الاصطبار لعبادته تعالى وهو جهاد النفس وتمرينها وحملها على عبادة الله تعالى
فيدخل في هذا أعلى أنواع الصبر
وهوالصبر على الواجبات والمستحبات والصبر عن المحرمات والمكروهات
بل يدخل في ذلك الصبر على البليات فإن الصبر عليها وعدم تسخطها والرضى عن الله بها
من أعظم العبادات الداخله في قوله : ( واصطبر لعبادته )
واشتملت على أن الله تعالى كامل الأسماء والصفات عظيم النعوت جليل القدر
وليس له في ذلك شبيه ولا نظير ولاسمي
بل قد تفرّد بالكمال المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وشهادة أن لا إله إلا الله فيها الإلهيات ، وهي الأصول الثلاثة :
توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيدالأسماء والصفات
وهذه الأصول الثلاثة تدور عليها أديان الرسل وما أنزل إليهم
وهي الأصول الكبار التي دلت عليها وشهدت بها العقول والفطر
وأما وجه دلالة هذه الكلمة العظيمة على أقسام التوحيدالثلاثة
فظاهرها تماماً لمن تأملها :
فقد دلت على إثبات العبادة لله ونفيها عمن سواه
كما دلت أيضاً على توحيد الربوبية فإن العاجز لا يصلح أن يكون إلهاً
ودلت على توحيد الأسماء والصفات فإنّ مسلوب الأسماء والصفات
ليس بشيء بل هو عدم محض
كم قال بعض العلماء : المشبه يعبد صنماً ،والمعطل يعبد عدماً
والموحد يعبد إله الأرض والسماء
اللهم نسألك الأخلاص في القول والفعل
| |
|