الخميس، 21 يوليو 2011 - 16:41
أوضح وزير الخارجية الجديد محمد كامل عمرو، ملامح سياسته فى الفترة الحالية التى وصفها بالتاريخية، بأنها ستتركز على تحقيق مصالح مصر أولا وأخيرا وبما يعبر عن طموحات المصريين ما بعد ثورة ٢٥ يناير التى كسرت قيود وحواجز تم وضعها دون مبرر.
وقال الوزير عمرو فى مؤتمر صحفى بمقر الخارجية عقب حلفه اليمين الدستورية أمام المجلس العسكرى، أنا ابن مؤسسة الخارجية وهى بيتى وأن علاقته بها لم تنقطع طوال فترة عمله على مدار ١٢ عاما مديرا تنفيذيا مناوبا بالبنك الدولى بواشنطن.
وقال وزير الخارجية الجديد إنه استمع إلى أحد الشباب فى ميدان التحرير يعلق على التعديلات الوزارية بأن المشكلة ليست فى الأشخاص وإنما فى الأفكار. موضحا أنه يتفق مع هذا الرأى وأكد أن الخارجية مؤسسة عريقة وكل من يعمل بها أشخاص وطنيون وكل شخص يوضع فى ظروف معينة، مما يتطلب أن تكون هناك أفكار معينة خاصة فى مرحلة لم تمر بها مصر فى تاريخها لأن مصر –قطعا- مختلفة ما بعد ٢٥ يناير، فهى مصر الأمل والفرص المتاحة التى كسرت قيود وحواجز وضعت بلا أسباب.
وأوضح الوزير عمرو أن الخارجية جزء لا ينفصل عن هذه المرحلة وسينعكس هذا على أداء الخارجية، مؤكدا سنواصل العمل الذى بدأه الأخوة الزملاء بما يعكس الوضع الحالى.
وأكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية الجديد أنه ابن من أبناء مؤسسة وزارة الخارجية المصرية وأنه ليس غريبا عنها، وصلته بها لم تنقطع حتى بعد تولية منصب مدير تنفيذى مناوب بالبنك الدولى على مدى 12 عاما منذ عام 1997 وحتى 2009 .
وقال إن وزارة الخارجية مليئة بالكفاءات الوطنية، فالخارجية معروف عنها كمؤسسة تقليدية ما هو وضعها، إنما كل شخص منا يوضع فى ظروف معينة تتطلب أفكارا معينة، واليوم نحن فى مرحلة لم تمر بها مصر على مدار تاريخها.
وأضاف: أن ثورة 25 يناير ثورة مختلفة عن جميع الثورات التى قام بها المصريون من قبل، وبالقطع فإن مصر ما بعد 25 يناير ليست هى مصر قبل ذلك الثورة.
وتابع: أنا شخصيا أرى أن مصر بعد 25 يناير هى مصر الأمل والفرص المتاحة، هى مصر التى كسرت قيود وحواجز وضعت بدون أية أسباب، فالأفق رحب جدا. وأكد عمرو أن مؤسسة الخارجية جزء من هذا الوضع ولا يمكن أن تنفصل عنه، ويجب أن نعكس هذا الوضع الجديد، موضحا أن هذا الأمر ظهر جليا فى التغييرات التى شهدتها السياسة الخارجية المصرية فى الفترة السابقة.
وقال: سأبنى على ما وضعه وزراء الخارجية الذين كانوا قبلى، فلقد كان هناك أخوة ووزراء أعزاء وأكفاء قبل منى فى الوزارة وسأبنى على ما وضعوه، وشدد من ناحية أخرى، وزير الخارجية الجديد أن وزارته هى واجهة مصر فى الخارج وخط دفاع متقدم جدا لمصر فى الخارج، وقال: سيكون لنا أولويات جديدة".
وأكد محمد كامل عمرو أن مصلحة مصر القومية وأمنها القومى لها ثوابت لا تتغير، وإنما التعبير عن هذه الثوابت قد يتغير، وقال: إن نظرتنا سيكون لها الأثر على أين نوجه جهدنا الأكبر وأين نضع معظم مواردنا.
وأشار وزير الخارجية إلى أنه بصورة عامة فإن الأولوية الأولى لوزارته فى الفترة المقبلة هى المصريون فى الخارج، لافتا إلى أن ما يضاعف هذه لأولية هى الظروف التى يمر بعض المصريين فى الخارج ظروف استثنائية، حيث شهدت بعض الدول صراعات أو تحت ظروف قاسية وعمليات عسكرية وغيرها.
وقال: إن هذه مسئولية أولى على وزارة الخارجية وسننظر إليها بجدية واهتمام كبير، وأضاف: أنه يضاف إلى هذا العبء مسألة الانتخابات المقبلة فى مصر فى ظل جود احتمالات لمشاركة المصريين فى الخارج فى التصويت فى هذه الانتخابات، مشيرا إلى أن قانون مباشرة الحقوق السياسية لم يصرح بذلك الأمر إلا أنه القانون أشار إلى أن اللجنة العليا للانتخابات ستنظر فى هذا الأمر.
وتابع: لو هذا الأمر حدث سيلقى بمسئولية كبيرة جدا على وزارة الخارجية. وأكد وزير الخارجية أن هناك عددا من الملفات الأخرى سيركز عليها فى الفترة المقبلة على رأسها ملف مياه النيل والعلاقات مع دول الجوار.
وقال محمد كامل عمرو: ما أود أن أقوله هو أن مصر أولا وأخيرا ليس هناك جدال فى هذا، وإنما كيف نعبر عن مصر أولا، متسائلا هل نعبر عنها بالانكفاء على الذات أم بالانفتاح والخروج وندرك أن أمننا القومى ليس فقط عند حدودنا الجغرافية وإنما مثلما كان على مدار تاريخنا يتعدى ذلك، وأن قوة مصر فى حركتها الخارجية وفيما تقوم من ائتلافات مع العالم الخارجى، فهذه هى قوة مصر التى كانت باستمرار موجودة رغم أننا كنا نمر بلحظات أحيانا ليست جيدة.
وتابع: أن قوتنا الخارجية تتمثل فى انتشارنا ووجودنا فى محافل دولية كثيرة، هذا ما ستسير عليه الخارج فى الفترة المقبلة .