بقلم :محمود مسلم
حقق الشعب المصرى حلمه بوجود رئيس وزراء أشبه بالمنتخب وهو د. عصام شرف الذى ذهب إلى ميدان التحرير، أمس، فى مشهد وطنى فريد بعد أن عانى الشعب على مدى 11 عاماً من رئيسين للحكومة - هما د. عاطف عبيد ود. أحمد نظيف - لم يهتما بالرأى العام على الإطلاق، بل إنهما يتحملان مسؤولية انهيار عصر مبارك بسبب انتشار الفساد واختيار وزراء دون كفاءة أو فاسدين.. حتى الأكفاء منهم كانوا لا يجدون مساندة أو فرصة لإطلاق طاقاتهم.. ويكون الخروج من الحكومة سريعاً هو النهاية مثلما حدث مع د. عصام شرف وأحمد جمال وعمرو عزت سلامة وغيرهم، أما الفاشلون مثل إبراهيم سليمان وأنس الفقى وممدوح مرعى وحبيب العادلى وغيرهم فيظلون قابعين على صدور الشعب.
المهم حقق الثوار هدفهم بتغيير حكومة د. أحمد شفيق واختيار د. عصام شرف، لكن ماذا بعد؟.. كنت أتمنى من شباب التحريرالذين رفعوا «شرف» على الأعناق أن يغادروا معه ميدان التحريرليتركوا للرجل الفرصة فى تحقيق مطالب الشعب، خاصة أن «شرف» كان معهم فى المظاهرات ويعتبر من خريجى ميدان التحرير، وبالتالى فهو يعرف ماذا يريدون كما أن تاريخه يؤكد «شرفه» و«كفاءته».. ولكن ليس بالنوايا الطيبة فقط يتحقق المراد.
مطلوب الآن من د. عصام شرف عودة الاستقرار والأمن فوراً والإعلان بكل شفافية عن المتسببين فى جريمة الفراغ الأمنى يوم 28 يناير وأصحاب واقعة «الجمال» يوم الأربعاء الدامى.. ومطلوب أيضاً ضمان محاكمة عادلة لكل الفاسدين والمتربحين من قوت الشعب، خاصة أن المليارات المنهوبة التى تنشرها الصحف يومياً لو صح 10? منها فقط لكان كفيلاً باتخاذ إجراءات قضائية استثنائية تضمن سرعة معاقبة هؤلاء المجرمين.
«دم الشهداء» أهم ملف يجب أن يعمل «شرف» وحكومته على إنهائه فوراً، خاصة أن رئيس الوزراء الجديد نفسه كان يمكن أن يكون بينهم.. فيجب إعلان أسماء المجرمين الذين أعطوا الأوامر لقوات الأمن بضرب المتظاهرين بالرصاص الحى.. وأسماء من نفذوا هذه الأوامر القذرة.. وهذه القضية لا يمكن أن تموت مع الوقت لأن «الثأر» سيظل قائماً.. وأسر الشهداء وعائلاتهم، بل والشعب كله ينتظرون إعلان القصاص من القتلى، فإذا كان الشهداء ينعمون الآن بأن دماءهم لم تضع هدراً.. وأن مصر استنشقت الحرية.. فإن المصريين لن ينعموا بالحرية إلا بفتح كل الملفات المغلقة.. وإعلان أسماء من استحلوا الدماء مهما كانت أسماؤهم حتى تجف دماء الشهداء