8
يصدر مركز الأرض لحقوق الانسان
تقريراً جديداً بعنوان " الفلاح المصرى فى الاداب المصرية الحديثة والمعاصرة " ضمن
سلسلة حقوق اقتصادية واجتماعية وثقافية " العدد رقم (91) يقدم التقرير دراسة
مستوفاة عن الفلاح المصري وصورته وحقوقه وقضاياه النوعية في الأنواع الأدبية
المختلفة؛ حيث يرصد التقرير كيف قدمت الأنواع الأدبية المختلفة شخصية الفلاح
المصري، وأشكال هذا التقديم، وذلك عبر مجموعة من النماذج المختارة في كل نوع من
الأنواع الأدبية لصعوبة تقديم رصد شامل بكل الأعمال الأدبية التي جاء الفلاح المصري
في سياقها، أو كان الفلاح محوراً لها بعالمه وهمومه.
ويتناول التقارير تناول
الأدباء للفلاح المصري تبعاً لمسألة النوع الأدبي الذي ينتمي إليه العمل/النص، وذلك
عبر ثلاثة أقسام؛ هي:
1. الشعر: حيث فصل الباحث إجرائيًا بين شعر العربية
الكلاسيكية والشعر المكتوب باللهجة العامية المصرية. وأجرى تحليلاً للكيفية التي
قُدم بها الفلاح في الشعر من خلال عدد محدود من النماذج الشعرية، كان من نماذجها في
شعر العربية الكلاسيكية: (لزوم ما يلزم: نجيب سرور)، و(يتحدث الطمي: محمد عفيفي
مطر)، و(إلي النهار الماضي: رفعت سلام). وهي نماذج تنتمي إلي مراحل ومدارس شعرية
متباينة، ربما يقترب فيها ديواني "لزوم ما يلزم" و"يتحدث الطمي" زمنياً إذ كتبا في
ستينات القرن العشرين.
أما في شعر اللهجة العامية المصرية؛ فاعتمد الباحث علي
عدد من قصائد (بيرم التونسي) بالإضافة إلي ديواني: (جوابات الأسطى حراجي القط: عبد
الرحمن الأبنودي)، و(لما قالوا دا ولد: سيدة فاروق). وجلها تجارب شعرية تنتمي إلي
مراحل زمنية مختلفة تعود إلي فترات مختلفة من القرن العشرين، ما بين البدايات ممثلة
في (بيرم التونسي)، وبدايات النصف الثاني من القرن العشرين "جوابات الأسطى حراجي
القط"، ونهاية القرن العشرين ممثل في "لما قالوا دا ولد".
2. القصة القصيرة: لن
تستطيع هذه الدراسة أو غيرها أن تحصي ببحثها مجمل القصص القصيرة التي كتبت بالعربية
في مصر منذ بدايات القرن العشرين، إلا أنها تستطيع أن تبحث عن غايتها في عدد من
النماذج المختارة. لذلك؛ أجرى الباحث تحليلاً للكيفية التي تناول بها الأدباء
الفلاح في القصص القصيرة من خلال عدد محدود من النماذج القصصية؛ مثل قصص: "حديث
القرية" للأديب (محمود طاهر لاشين)، و"البومة تنعق" من مجموعة (بنت الشيطان: محمود
تيمور)، و"الخيط الذي في السماء" و"القاتل" و"الحلم" من مجموعة (السفينة الذهبية:
محمود البدوي)، و"النداهة" من مجموعة (النداهة: يوسف إدريس)، و"طاحونة الشيخ موسى"
و"محبوب الشمس" من مجموعة (ثلاث شجرات كبيرة تثمر برتقالا: يحيي الطاهر عبد الله)،
و"المهر" و"الجد حسن" من مجموعة (الدفّ والصندوق: يحيي الطاهر عبد الله)، و"حكاية
ريفية" و"حكاية الصعيدي الذي هدّه التعب فنام تحت حائط الجامع القديم" من مجموعة
(حكايات للأمير حتى ينام: يحيي الطاهر عبد الله)، و"معروف" و"الشيخ طه" و"أين الله"
من مجموعة (أين الله: كرم صابر). وهذه المجموعة من القصص التي يضعها الباحث كنماذج
لدراسته تعبر عن فترات زمنية متباينة تستطيع أن تمثل لنا التطور الحاصل في كتابة
القصة القصية المصرية وتنوع رؤيتها للفلاح المصري، فما بين قصص تنتمي إلي بدايات
الكتابة القصصية في بدايات هذا القرن "حديث القرية" مروراً بقصص (محمود البدوي)
و(يوسف إدريس) وانتهاءً إلي قصص (يحيي الطاهر عبد الله) في نهاية القرن العشرين،
وأخيراً قصص (كرم صابر) من بدايات القرن الحادي والعشرين، مما مكن الباحث من رصد
الصورة التي قدمت بها الكتابة القصصية الفلاح المصري وكيفية طرحها له ولقضاياه
وهمومه.
3. الرواية: يفوق عدد الروايات التي تدور في الريف المصري أو تتناول
شخصية الفلاح المصري والتغيرات التي تعتريها عبر الأزمان المختلفة؛ فمنذ أن أفتتح
الرواية المصرية بـ (زينب: محمد حسن هيكل) والروايات تعود إلي هذا المنجم الثري
لتستخرج منه نصوصاً روائية تستطيع أن ترفع هامتها وسط النصوص الروائية العالمية بكل
بساطة. وقد اختار الباحث مجموعة من النصوص الروائية لعدد من أعلام هذا النوع الأدبي
في فترات زمنية متنوعة، لتعبر بشكل أساسي عن كم الثراء الذي يعترى هذا النوع
الأدبي، وثراء النصوص التي تناولت الفلاح المصري في سياقها كشخصية محورية، وهي
روايات لا تنتمي إلي ما يمكن اعتباره رواية تاريخية أو رواية شخصية. وتتنوع النماذج
الروائية التي اتخذها الباحث كنماذج للدراسةا؛ وهي: (زينب: محمد حسين هيكل)، (صح
النوم: يحيي حقي)، (يوميات نائب في الأرياف: توفيق الحكيم)، (الحرام: يوسف إدريس)،
(الطوق والأسورة: يحيي الطاهر عبد الله)، (خالتي صفية والدير: بهاء طاهر)، (وجع
البعاد: يوسف القعيد)، (الضريح: كرم صابر).
ان مركز الأرض وهو يطرح هذه الرؤية
يأمل أن يتمكن كل الفلاحين فى مصرنا المحروسة من العيش الكريم والامن