عودة الثوار إلى ميدان التحرير.. كان هذا هو العنوان الأبرز
الذي يمكن لأي أحد قراءته منذ الصباح الباكر بميدان انطلاق الثورة، فبعد
هدوء كامل دام لأكثر من شهر بدا واضحا أنه ربما ذلك النوع من الهدوء الذي
يسبق العاصفة.
فقبل طلوع شمس الجمعة 9 سبتمبر بدأ توافد الباعة الجائلين
الذين يعرضون الطعام والشراب وأهم منهما السجائر التي تعتبر سلعة
إستراتيجية لا نعلم لماذا بميدان التحرير.
وسرعان ما بدأ توالي المواطنين على التحرير وبدأ المشهد
بالعشرات ثم سرعان ما ارتفعت الكثافة إلى أكثر من 5 آلاف متظاهر قبل نحو
الساعة من إقامة صلاة الجمعة.
وخرجت تظاهرة حاشدة من أمام الجامعة الأمريكية بميدان
التحرير يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح، لافتات تطالب بإلغاء
المحاكم العسكرية والإفراج عن المحبوسين سياسيا، وتعترض على السرية التي
فرضت على محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك.. صحافة المخلوع تتحدى الثورة
المصرية ووضع عليها صور جلال دويدار وصلاح منتصر.
كما انضم للثوار المطالبون بتطبيق قانون الحد الأدنى والأعلى
للأجور لضمان عدالة اجتماعية طالما حلم بها المصريون، فيما خيمت أجواء من
الخوف على المشهد السياسي والاجتماعي بمصر، خصوصا بعد التحذيرات المشددة
التي نوهت لها بيانات المجلس الأعلى للقوات المسلحة من وجود مندسين وسط
المتظاهرين يحرضون على مهاجمة منشآت عسكرية وحكومية ستقابل بدون هوادة مما
ينذر بوقوع مصادمات غير محسوبة.
على الصعيد ذاته يقوم عدد من المتظاهرين بتنظيم الحركة
المرورية بالميدان والتي ظهرت بانسيابية نظرا لقلة عدد المتواجدين والذين
تفرقوا بأنحاء الميدان وبالحديقة المتواجدة بمنتصف الميدان والأخرى
المقابلة لمجمع التحرير، كما خلا الميدان من المظاهر المعتادة من وجود
منصات أو مكبرات للصوت.
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين وحزبها “الحرية والعدالة” والأحزاب السلفية
رفضها المشاركة في جمعة تصحيح المسار حيث ترى أن استمرار التظاهرات
والمليونيات.
أصبح غير ذى جدوى بعد أن تمت تلبية غالبية المطالب وضرورة منح الحكومة
المزيد من الوقت لتحقيق بقية المطالب، فضلا عن تزامن جمعة تصحيح المسار مع
احتفالية عيد الفلاح المقرر أن تقام بإستاد القاهرة اليوم أيضا ولأول مرة
بعد ثورة 25 يناير بدعوة من وزارة الزراعة.