تعيش مصر الآن عهداً جديداً من العدالة الاجتماعية والأمن والأمان. تعيش مصر الآن عهداً جديداً مع ثورة 25 يناير المجيدة تعيش مصر الآن عهداً من الحرية ومع بداية عصر جديد في مصر نأمل فيه أن يحصل كل مواطن على حقه . المظاهرات الفئوية والفتنة التي نراها الآن في مصر ما هي إلا بلطجة سياسية يقوم بها بقايا النظام السابق بنشر الإشاعات والفتنة وتحريك المظاهرات الفئوية في كل مكان لكي تتوقف عجلة الإنتاج والعمل في مصر إلي أن وصلت للجامعات هذه الوقيعة التي يقوم بها النظام البائد هدفها أن يدخل المصريون في نفق مظلم من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية فيشعر المصريون بحالة من السخط وعدم الرضا وعدم الإحساس بالأمن والاستقرار مما يخلق حالة من الفوضى في المجتمع . فعلي المصريون جميعا إن يتحدوا في وجه هذه العاصفة من الأكاذيب والإشاعات.وأن نضع مصر نصب أعيننا وألا نقف كالمتفرج والقارئ للإحداث وأن ويؤدي كل منا دوره في بناء مصر من جديد كلا علي قدر استطاعته وقدراته حني لا تضيع منا مكاسب ثورتنا العظيمة فمصر في حاجة ماسة لنساعدها وليس لنتفرج عليها ونغرقها في بحر الفوضى والدمار فمصر لا تستحق منا ذلك ونحن الآن أمام عاصفة قوية وعنيفة إما أن ترفعنا لأعلي وإما أن تسحقنا جميعاً.....فانتبهوا يا شرفاء مصر فمصر لنا ونحن لها طرق الحديد وهو ساخن"..مثل يؤمن به معظم المتظاهرين بمؤسسات الدولة العامة والخاصة الذين يحاولون استثمار الفرصة لتحقيق مطالب فئوية وشخصية بعد ثورة 25 يناير. ولكن هل يجدي الاعتصام وتعطيل عجلة الإنتاج في تلبية مطالبهم بالتو والحال إذا كانت الخسائر بالملايين وبع، وشملتالب غير قانونية وبعضها غير مبرر؟.وأين ذهبت لوائح وقوانين تنظيم التظاهرات التي تحولت إلى موجة جائحة تهدد مكتسبات الثورة ولا تجد من يحتويها حرصا على انتظام ساعة العمل ؟.فقد تواصلت المظاهرات الفئوية التي ينفذها العمال والموظفون بعدة محافظات للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشي، وشملتت العديد من القطاعات الحيوية مثل الغزل والنسيج والنقل العام والكهرباء مرورا بالتعليم والصحة وشركات قطاع الأعمال والاتصالات والبنوك وغيرها. العمال توقفوا عن العمل وحطموا ماكينات الإنتاج دون مبالاة بأنها مصدر رزقهم ويرفضون الحوار أو الانتظار لغياب الثقة والحوار بينهم وبين قيادات الإدارة. أن الحل في استقرار الأوضاع واتخاذ موقف حاسم لضبط مؤسسات العمل ووعدهم بتنفيذ مطالبهم بعد دراستها بالتدريج، فالإدارة لا تملك عصا سحرية وهناك مطالب بزيادة الأجور تتطلب تعديلات تشريعية حتى يتمكن المدير من منحها للعمال. للأسف 40% من الشعب يعانى الأمية وبعض المتعلمين يعانون الأمية الثقافية بمعنى افتقاد ثقافة الحوار والتظاهر الحضاري وإجادة لغة الانترنت. وبالتالي الأنانية تحرك الكثيرين بحثا عن مكاسب شخصية دون إعمال العقل وإدراك إن الإنتاج متوقف والأرباح التي يمكن أن تحسن أحوالهم ستنقلب إلى خسائر وديون تخصم منهم، أن العامل الذي يبدد وقت العمل في الاعتصام لا يدرك معنى تشجيع الصناعة المحلية، وأهمية استثمار الوقت ليس في رفع كم الإنتاج فقط، وإنما في تجويده حرصا على التنافسية العالمية..فيجب تثقيف العمال والاهتمام بنوعية الإنتاج وربط الحافز بالمنافسة في السوق ليدرك إن هناك مقابلاً لرفع مطالبه. ورغم عدم حصول المتظاهرين على تصريح بالإضراب وتعطيلهم العمل وتعديهم على رؤسائهم ، فلم يتخذ تجاههم إجراء قانوني بخصم من المرتب أو إحالة إلى التحقيق لأننا في مرحلة حساسة وتقتضى تهدئة الموقف دون عنف . بقيام القوى الوطنية وقيادات الثورة بتوعية العاملين في المؤسسات المختلفة وإقناعهم بتأجيل مطالبهم مع إقالة نماذج المدراء والمسئولين التي تستفز العمال ، قبل أن تؤثر موجة الإضرابات العمالية المتواصلة سلبا على النمو الاقتصادي للبلاد. أن المظاهرات سلوك جماعي سريع الانتشار، أن وسائل الاتصال الحديثة والفضائيات ساهمت في تسهيل محاكاة وتقليد المظاهرات. ولكن للتظاهر أدبيات تكسبه وجهها ملمحا حضاريا، وتتطلب تثقيف الطلبة والشباب بآداب الحوار، وحرية التعبير، وتوفير أماكن مفتوحة للتظاهر، وتنظم مواعيدها بما لا يتعارض مع ساعات العمل الرسمية. حالة تمرد عامة يشهدها المجتمع بكل طوائفه مابعد ثورة 25 يناير البيضاء، وإن تراوحت درجة هذا التمرد بين مطالب فئوية قد تكون أحيانا مشروعة وأخري تسعي لفرض إرادتها بالبلطجة والسعي بكل قوة لإجهاض الثورة أو استغلال الفراغ الأمني كأسوأ ما يكون، والأمثلة متكررة ومتعددة.. أن الظواهر الموجوده الآن على الساحة سواء اضرابات أو مظاهرات فئوية أو بلطجة لها تفسيرات كثيرة فالكبت يولد الانفجار وبعض الفئات ظلت مكبوته على مدى سنوات طويلة فى ظل قانون الطوارئ، الذى كان يمنع أى مظاهرة حتى ولو سلمية ولو لبعض الوقت كصورة وهمية للديمقراطية. فالكبت والضغوط النفسية والاجتماعية التى تعرضت لها فئات المجتمع هى التى تنشر الفوضى الآن بعدما سمح للجميع أن يشكو تحت مسمى بحث المشكلات ودرء الفساد ولجنة تقصى الحقائق، فحدث الانفجار الذى نراه الآن أيا كانت أسبابه بدأت بمحاولات جذب الانتباه مواطن يشكو وعشرات تسانده وتشجعه على الاعتراض، كما لو كان هذا هو الصواب وكأنه حانت لنا الفرصه للفوضى. أن الإنسان بطبعه فوضوى وعشوائى.. عندما يجد أى بريق ضوء يسمح له بذلك يتصرف بفوضوية خاصة فى ظل ضعف آلة الضبط وأقصد الشرطة وهى من أهم آليات الضبط فى المجتمع وضعف الأمن يشجع البلطجة. وقبل الثورة كان كل فرد يخشى ارتكاب أى سلوك مخالف أو غير قانونى خوفا من العقاب والقانون لكن بعد الثورة الكل تجرأ فى ظل عدم وجود الشرطة بكامل قوتها، وأيضا فى ظل المسانده غير الضمنية أو شبه الضمنية من القائمين فى الحكم فى أن من حق كل مواطن فى التظاهر فزادت الأمور عن الحد وتحولت إلى ظاهرة. هناك نقطتان: أولهما قراءة انتهازية يمارسها المواطنون غير الواعين بالثورة ولسان حالهم يقول الآن الأمور لايمكن ضبطها ويتصرفون وفقا لهذا إذ لايوجد عقاب على سلوكهم. ما قبل الثورة كانت هذه الحالة موجودة نوعا ما لكن كان تركيز الأمن على حماية الدولة وليس حماية المواطن.. كان القانون موجودا ولا يطبق وما يحدث الآن هو امتداد لما كان يحدث قبل الثورة. ثانيهما الإعلام الذى يمارس دورا سلبيا بشكل يومى من خلال تضخيم الموضوع ونوعية الضيوف الذى يستضيفهم مما ساهم فى إظهار الدولة كأنها رخوه وغير قادرة وهى لعبه يمارسها الإعلام لكى يحدث فرقعه إعلامية تؤدى الى بلبلة ..إذن دوره ليس تأمين الثورة بل العمل ضدها حيث أصاب المواطن بالخوف والقلق بالاضافه للقلق الذى كان موجودا من قبل وخلفه النظام السابق مع عدم التطبيق الصارم للقانون ووجود إعلام يوجه ضيوفه ويدفعهم فى الاتجاه الذى يريده مما يدفعنى للتساؤل متى سيعى هذا الإعلام مسئولياته فهو الآن لا يكشف الحقائق لكنه يقوم بدور عشوائى هدفه الاثارة دون أن يعى مسئولياته تجاه المجتمع. الناس تتمرد لكى تظهر فى الصورة والمسئول لهجته مترددة .. باختصار كل الظواهر السلبية الموجودة الآن يصعب حلها بقرار سياسى فى ظل اعلام يعطى وقتا للفهلوه وليس للحكومة لكى تتوجه للمواطنين الذين يشعرون بالارتباك والبلطجى قرأ ذلك جيدا مستغلا غياب آليات الضبط وفى ظل أزمة فكرية طاحنه تعصف بالمجتمع إذن هناك انحرافات فى قاع هذا المجتمع منها مثلا قضية عبير، وهى أخلاقية وليست دينية ومكانها صفحة الحوادث، وعلى القائمين على البلد أن ينتبهوا أن رجال الدين ليسوا هم دائما من لديهم الحل. هناك بلبله وفتن فى الخطاب الدينى لكن فى كل الأحوال يجب أن نميز بين الجريمة والمطالب الفئوية،