عقد مركز الأرض لحقوق الإنسان ورشة عمل بعنوان "النقابات والوضع الراهن في مصر" يوم 14/4/2011 بمقر المركز بالقاهرة وبحضور ممثلين عن عدة قرى من محافظتي الفيوم وبني سويف ومن الفيوم حضر ممثلون عن قرى قصر الباسل والطحاوي وسيدنا موسى، أما محافظة بني سويف فقد حضر ممثلون عن قرية سنور وعزبة رشوان مركز ببا وكذلك عن مركز الفشن بالاضافة لممثلين عن عمال مصنع السماد العضوى وبلغ عدد الحضور (52) مشاركا
وقد دارت الورشة حول المشاكل التي يعاني منها الريف المصري والفلاح بشكل عام وكيفية التصدي لحل تلك المشاكل من خلال تنظيم الصفوف والعمل على وحدة الهدف من خلال تنظيم نقابي يحمي حقوق الفلاح ويحافظ على مقدراته ويحمي مكتسباته ويتحدث باسمه ويخرج بمطالب الفلاح من المطالب الفردية إلى المطالب العامة لنهضة الزراعة والريف وحماية حقوق ومصالح الفلاحين والتي تمثل قطاع عريض من الشعب ولكن للأسف يتم انتهاك حقوق الفلاحين بسبب غياب التنظيم والتدهور المستمر بفعل توحش النظام الاقتصادى القائم على حرية الاسواق والتجارة .
وقد ضمت الورشة أربعة جلسات في تكامل تدريجي لتوضيح دور النقابات فى عملية التغيير والحق في التنظيم والوضع الراهن في مصر من خلال الجلسة الأولى والتي كانت برئاسة الأستاذ عبد الله المأمون باحث بمركز الأرض وتحدث بها الأستاذ صابر بركات وهو نقابي عمالي وأحد مؤسسي اللجنة التنسيقية والذي قدم ورقة حول العمال وحق التنظيم وقد تحدث عن أهمية التنظيم وأنواعه بشكل عام وعن تنظيمات العمل الذي اصطلح على تسميته نقابة بشكل خاص مؤكدا أنه هو التنظيم الأنسب للفلاح لأن النقابة هي الشكل التنظيمي الوحيد الذي يضم أصحاب المهنة الواحدة أو الظروف الواحدة ومن تجمعهم مصالح اقتصادية مشتركة وهو ما ينطبق على الفلاحين بظروفهم المشتركة ومعاناتهم المتشابهة
كما أوضح الأهداف التي تقوم عليها النقابة والتي يقوم الأعضاء بتحديدها طبقا لاحتياجاتهم المشتركة وكذلك الصلاحيات التي تمتلكها النقابة والتي تكتسبها من خلال انتقال الحقوق الشخصية لأعضاء النقابة إليها فتكتسب الشخصية الاعتبارية من أصحابها وتتمتع بصلاحيات لتمثيل أعضاءها في كافة الجهات وعلى كافة المستويات وذلك للمطالبة بحقوقهم وحماية مكتسباتهم ومصالحهم وهو هدف النقابة الأساسي.
كما أشار إلى ضرورة التفرقة بين العمال وأصحاب العمل حيث أنهم يعملون بنفس المهنة ولكن مصالحهم متعارضة لذا لا يمكن أن تجمعهم نقابة واحدة .
وكانت الجلسة الثانية تمثل انتقالا إلى منطقة أكثر خصوصية وهي النقابات ودورها في حل مشاكل الفلاح المصري وحقوق الفلاحين التي يجب أن تتبناها النقابة وكانت برئاسة الاستاذة/ داليا عمارة منسقة الورشة وتحدث بها الاستاذ محمد حجازي رئيس جمعية الزهور للصداقة الريفية بالقليوبية والذي تحدث حول أهمية النقابات والتنظيم النقابي وخاصة للفلاح الذي يعاني للحصول على أساسيات الحياة ومحروم من أبسط حقوقة مقارنة بغيرة من الفلاحين بالعالم أجمع كأمريكا وأوروبا مثلا.
كما تحدث عن معاناة الفلاح المصري على كافة المستويات بداية من غياب مستلزمات الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعارها وقلة جودتها ووصولا إلى غياب دور بنك التنمية والائتمان الزراعي فى مساعدة الفلاح وتدعيمه وأهدر حق الفلاحين في قروض ميسرة واعتمد دور البنك الزراعى على المتاجرة بفقر وحقوق الفلاحين وقلة حيلتهم ويفرض عليهم الفوائد المركبة ويسجن غير القادرين منهم بلا وجه حق
وانتقل الحديث عن دور التنظيم النقابي في حماية الفلاح والبحث عن حقوقة وحماية مكتسباته
وتم فتح الباب لمداخلات الحضور حيث قام ممثلو كل قرية بعرض المشكلات الخاصة بقريتهم وما قام به أهالي القرية في سبيل مواجهة وحل تلك المشاكل فكانت المشاكل مشتركة بشكل كبير ويمكن إيجازها فيما يلي :
ü مشكلة أراضي الدولة والمعاناة التي يعانيها الأهالي من رفض الدولة تمليكهم الأراضي الزراعية والمساكن والتلاعب بالأهالي وتحديد أكثر من تقدير للثمن وابتداع عدة سيناريوهات جهنمية لتفرقة الأهالي حتى يتجنبوا اتحادهم في مواجهتهم حتى أنه في قرية سنور ببني سويف قامت الدولة بتقسيم الأراضي إلى عدة شرائح وجعلت لكل شريحة سعر ومعاملة مختلفة عن الأخرى، ولا يزال الأهالي مضطرون إلى دفع الإيجارات لمنازلهم التي يسكنونها والتى بناها أجدادهم مند سنوات طويلة
ü مشكلة قلة مستلزمات الإنتاج الزراعي من تقاوي وسماد وعدم توفرها وارتفاع أسعارها وقلة جودتها وغياب دور الجمعية الزراعية
ü مشكلة نقص مياه الري وعدم صلاحيتها
ü مشكلة منع زراعة الرز في الفيوم واستبداله ببنجر السكر كمجاملة لمصنع السكر - على حد قول الأهالي – مما جعل سعر كيلو الأرز يصل إلى أربعة جنيهات فأصبح الفلاح غير قادر على توفير قوته الأساسي من زراعته لأرضة لأنه مجبر أن يزرعها تبعا لما يناسب الحكومة البائدة ومحاسيبها وليس تبعا لحاجته وحاجة أسرته
ü مشكلة التسويق غير العادل للمحاصيل
ü مشكلة نقس مستلزمات الانتاج الزراعى وارتفاع اسعار فوائد قروض بنك التنمية والائتمان الزراعى
ولكن كانت هناك نقابتين لهم طبيعة مختلفة عن ما سبق حيث كانت نقابة صغار الفلاحين بقرية موسى والتي تختلف عن بقية القرى بدرجة كبيرة حيث فاقتهم في المعاناة بشكل كبير فقد اجتمعت عليهم المشاكل السابقة وغيرها الكثير بالإضافة إلى تبوء مجموعة من الفاسدين من أذناب النظام البائد تتحكم في مقدراتهم وتنهب مكتسباتهم وتحرمهم حق العيش الآمن وتقطع عليهم طريق توفير لقمة العيش بأمان
وقد أعلن الحضور تضامنهم مع أهالي القرية وأكدوا ضرورة التنظيم لمواجهة هؤلاء المجرمون الفاسدون من بقايا النظام البائد
كما أبدى أهالي قرية سيدنا موسى رغبتهم في تأسيس النقابة بأسرع وقت إيمانا منهم بدورها الفاعل والهام في حل مشاكلهم لما لها من شرعية قانونية ولأنها تمثل القرية كاملة في مواجهة الفساد وليس مجموعة قلت أو كثرت
وأكدت نقابة العاملين بمصنع السماد العضوي بسنور أنهم مجموعة من العمال يعملون في مهنة صعبة المخاطر فيقومون بتحويل جبل من القمامة إلى سماد عضوي يتم الاستفادة منه ومع ذلك لم يتم تثبيتهم حتى الان رغم مرور أكثر من عشرة اعوام على عملهم بالمصنع ويعملون في أقسى وأسوأ ظروف يمكن أن يتخيلها أي شخص في غياب كامل لأساليب السلامة أو البدلات التي يجب أن يتم صرفها لهم وبمرتبات ضئيلة وعقود مؤقتة ومازالت ادارة الشركة تعاقبهم لإعلان تشكيل النقابة وأعلن الحاضرون تضامنهم مع نقابة عمال السماد العضوى
بعد دلك كانت الجلسة الثالثة والتي كانت عبارة عن عدد من ورش العمل المصغرة كتدريب عملي على كيفية استيفاء أوراق النقابة (أوراق النظام الأساسي ، ولائحة النظام الأساسي ) المرفقة ضمن ملف الورشة حيث تم تقسيم القرى الحضور على ثلاثة مجموعات تبعا لمدى تقدمهم في إجراءات تأسيس النقابة وتم تعيين منسق لكل مجموعة لتدريبهم
وقد اسفرت المناقشات داخل المجموعات عن بلورة خطط للعمل لكل نقابة وحددت دور مجلس الادارة والجمعية العمومية والأطراف الداعمه لحق التنظيم مثل مركز الارض
ثم كانت الجلسة الختامية وقامت كل مجموعة بعرض مشكلة القرى بالمجموعة وكيفية حلها من خلال النقابة في شكل خطة عمل خلال الفترة القادمة
وفي النهاية اتفق الحضور على ضرورة استكمال إجراءات تأسيس النقابة لما تمثله من أمل في تحسين أوضاع الفلاح المصري وحماية مصالحه بعد أن عاش دهرا من القهر والاستبداد واستنزاف ثرواته وحقه في الحياة في ظل النظام الفاسد للحكومات البائدة المتوحشة .
كما أكد المشاركون على ضرورة السعي لنيل حقهم المشروع في حياة كريمة وزراعة آمنه لتصبح مصر وطنا يكفل لأبنائه الحرية والمساواة والعدالة في توزيع السلطة والثروة .
يمكنكم الحصول على نسخة كاملة من اوراق الورشة من مقر المركز أو من على موقعنا على الانترنت